وفقا للمعايير الإنسانية العادية، التصفيق الحار مع الوقوف لمدة سبع دقائق لأي شيء كان –فيلم، حفلة موسيقية، خطاب– يعد طويلاً جداً، لكن وفقاً لمعايير مهرجان (كان) السينمائي، فسبع دقائق ليست بمدة طويلة على الإطلاق.
عُرض فيلم (كوينتن تارنتينو) الأخير، بعنوان Once Upon a Time in Hollywood، لأول مرة في المهرجان المرموق على شاطئ الريفيرا الفرنسي، وتلقى استقبالاً دافئاً نوعاً ما. حيث أفاد الحاضرون أن الفيلم تلقى تصفيقاً لمدة سبع دقائق بعد انتهائه.
إليكم هنا شريط فيديو للنجوم (ليوناردو دي كابريو) و(براد بيت) و(مارجو روبي) يقفون محرجين، غير واثقين بما عليهم أن يفعلوه بأيديهم أو أجسادهم أو وجهوهم، لمدة ثلاث من تلك الدقائق السبع:
بدا (بيت) متململاً وكأنه يرغب بالتواجد في أي مكان آخر بعيداً عن هناك، وليس لأنه غير ممتنّ أو جاحد. السبب في ذلك هو أن تقليد مهرجان (كان) المتمثل في التصفيق المطول غير مريح بقدر ما هو غريب، ويزداد الموقف سوءاً كلما زاد وقت التصفيق.
قام موقع «كوارتز» بحساب بعض أطول التصفيقات في تاريخ المهرجان. لا يمثل الجدول أدناه قائمة شاملة، إنها مجرد عينة من الأفلام التي تم توثيق مدة التصفيق لها في ذلك الوقت.
عزز مهرجان (كان) من مكانته كأفضل مهرجان سينمائي في العالم عن طريق قيامه بكل شيء ببعض المبالغة. البدلات الرسمية الباهظة هي ما يرتديه الجميع هناك، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة في بعض الأوقات. كذلك المؤتمرات الصحفية والتي عادة ما تكون عبارة عن عراك. والتصفيق بعد العرض الأول هو، بعبارة خفيفة، غزير.
لكن مدة التصفيق لا تتساوى دائماً مع حرارته. على سبيل المثال، تلقى فيلم Rocketman الذي يتمحور حول السيرة الذاتية للمغني والموسيقي (إيلتون جون) تصفيقاً متواضعاً لمدة أربع دقائق في مهرجان هذا العام – على الرغم من أن تلك الدقائق الأربع كانت ”مهيباً“ حسبما وصفته «هوليوود ريبورتر». لم يثر التصفيق البالغ مدته سبع دقائق لفيلم (تارنتينو) وصفاً مماثلاً، لكن مجلة «ديدلاين» أشارت أنه ”حماسي“.
يشار إلى فيلم (غييلمو ديل تورو) بعنوان Pan’s Labyrinth والذي صدر عام 2006 كأكثر فيلم حاز على التصفيق في تاريخ المهرجان الطويل: 22 دقيقة غامضة حقاً. صانع الأفلام الوثائقية (مايكل مور) هو أحد المفضلين لدى كان أيضا، حيث يملك فيلمين فوق الحد الاستثنائي للـ10 دقائق من التصفيق.
في الوقت ذاته، لم يكن فيلم Once Upon a Time in Hollywood حتى أفضل فيلم لـ (تارنتينو) من ناحية استقبال التصفيق. حيث تلقى فيلمه الدرامي عن الحرب العالمية الثانية بعنوان Inglourious Basterds إحدى عشرة دقيقة من التصفيق الحار في عام 2009.