دخلك بتعرف قرية (ميراكل)؟ مجتمع كامل من المعتدين جنسياً

دعونا نخبركم عن قرية مثيرة للإهتمام في مكان بعيد في الولايات المتحدة الأمريكية…

أين تقع ومن هم سكانها؟

تقع في عمق مقاطعة قصب السكر في (فلوريدا الجنوبية) في الولايات المتحدة، بمحاذاة متنزه ( إيفر غليدز) الوطني، وعلى بعد حوالي 3 كيلومترات من أقرب بلدة.

هناك يقبع مجتمع من 200 شخص يعيشون في منازل من طابق واحد، بحدائق أمامية أنيقة، وهذه هي قرية (ميراكل) حيث نصف سكانها تقريباً مدانون بالاعتداء الجنسي، والعديد منهم قد أطلق سراحه مؤخراً وما يزالون تحت المراقبة المشروطة.

بعض منهم كان قد اعتدى جنسياً على قصّر وأحياناً على أطفالهم من لحمهم ودمهم، بينما شاهد آخرون أفلاماً إباحية أو مارسوا الجنس مع صديقات حميمات تحت السن القانوني.

بعضهم كانوا يتواعدون كمراهقين ليصبح حبهم جريمة عندما يبلغ أحد الطرفين الثامنة عشرة من العمر، وبعضهم قد أدين بسبب العري العلني، ومع ذلك كلهم معتدون جنسيون، وهي وصمة عار عليهم أن يحملوها طالما يعيشون.

قوانين الولاية تجاه هؤلاء الأشخاص:

أن يكون الشخص معتدياً جنسياً هو أمر صعب في ولاية فلوريدا، وخلافاً لغيرهم من المجرمين، حين يخرج شخص مدان بالاعتداء الجنسي من السجن فمشاكله بعيدة كل البعد عن النهاية، فبموجب قوانين فلوريدا المحلية يحظر على هؤلاء الأشخاص العيش ضمن مسافة 300 متر عن محيط مدرسة، أو حديقة، أو حتى محطة حافلات، لأن الأطفال قد يجتمعون هناك.

حتى إن وجد المجرمون منزلاً يلبي جميع متطلبات السكن، غالباً مايرفض صاحب المنزل أن يؤجره لهم، فكونهم مسبوقون بالاعتداء الجنسي يجعلهم غير قادرين على إيجاد وظيفة، ونتيجة لذلك، يُعتقد أن المئات من مرتكبي الجرائم الجنسية في فلوريدا هم بلا مأوى، ويعيشون تحت الجسور أو في البرية.

أٌنشئت قرية (ميراكل) للسماح لهؤلاء المجرمين بالعيش بأكبر قدر ممكن من الإنسانية دون انتهاك قانون الولاية الصارم لإقامة المعتدين الجنسيين.

تاريخ القرية:

بنيت القرية في الستينات لإيواء عمال قصب السكر، ثم تم تحويلها في عام 2009 من قبل القس المتوفى ( ديك ويثيرو) كملاذ للمعتدين الجنسيين غير العنيفين، الذي كان هو شخصياً واحداً منهم، فقد كان سيُدان باغتصاب قاصر عندما جعل صديقته البالغة من العمر 14 عاماً تحمل منه، لحسن حظه، لم يوجه القاضي التهم إليه وسمح للاثنين بالزواج فقط.

ماذا يحصل هناك الآن؟

توفر قرية (ميراكل) في الوقت الحالي ملاذاً آمناً للمعتدين الجنسيين غير العنيفين، ويصل ما يقارب عشرين طلباً من سكان محتملين إليها كل أسبوع، كما يتم فرزها لاستبعاد الأشخاص الذين لديهم تاريخ من العنف والمخدرات، أو أولئك الذين ثبت كونهم منجذبين جنسياً للأطفال، لحماية الأشخاص الذين يعيشون هناك بالفعل.

قال (كاري هوغوت) المدافع العام في مقاطعة (بالم بيتش): “نحن نصنف المجرمين الجنسيين، أو “المفترسين” الجنسيين حسب تنوع واسع من التصرفات”، وأضاف: “إذاً، وكنتيجة لذلك، لدينا الكثير من الأهالي الذين يحملون تلك التصنيفات دون التمييز حقاً من منهم خطير ومن ليس كذلك”.

قرية (ميراكل) هي مجتمع ذو اكتفاء ذاتي، وهناك صفوف للتحكم بالغضب، ودراسة الإنجيل، كما يداوم الكثير من سكانها على الذهاب إلى الكنيسة كشرط على إطراق سراحهم المشروط.

يلجأ معظمهم إلى برامج المعالجة النفسية، كما لدى بعضهم وظائف في البلدات المحلية المجاورة.

على الرغم من أنه قد أثني على (ميراكل) من قبل الكثيرين، إلا أنها كانت أيضاً هدفاً للانتقادات، وخصوصاً من طرف السكان المحليين الذين يشعر العديد منهم بالقلق جراء وجود العديد من المعتدين الجنسيين بالقرب منهم.

وضبت إحدى الجارات، وهي أم لثلاثة أطفال، أغراضها وانتقلت لمكان على بعد 40 دقيقة من القرية، بينما لا يبدو آخرون منزعجين، فمثلاً يجد ( إدغار والفورد)، وهو رجل متقاعد كان يسكن في القرية قبل أن يصل إليها المعتدون، أن المجتمع مسالم جداً، وصرح لقناة BBC: “إنهم أشخاص طيبون، وقد أصبحت لدي العديد من الصداقات”.

في الواقع، لم يتم الإبلاغ عن جريمة جنسية واحدة منذ تأسيس القرية.