in

دخلك بتعرف (إفران)، المدينة التي تلقب بسويسرا المغرب

مدينة (إفران) المغربية

يستحضر الذهن فورياً عند سماع كلمة (بلد المغرب) صورةً لمكان فيه شوارع ضيقة ومتعرجة وملتفة وكأنها متاهة، مع بيوت ملونة بلون الأرض، أغلبنا يظن ذلك وهذا اعتقاد صحيح نسبياً، ولكن (إفران) ليست كمثلها أية مدينة في المغرب.

تقع هذه المدينة على تلة على ارتفاع 1664 مترا فوق سطح البحر في منتصف منطقة الأطلس الأوسط في شمال أفريقيا، تولّد هذه البلدة في نفس زائرها انطباعاً بأنه في سويسرا وليس في المغرب، ببيوتها ذات الأسقف المثلثة الحمراء، ومشاتل الزهور التي تجدها على جوانب المنزل، ومنتزهات في وسطها بحيرات براقة، بالإضافة إلى شتائها قارس البرودة الذي يشعرك بانك لست في أفريقيا نهائياً.

موقع مدينة (إفران) المغربية على الخريطة
موقع مدينة (إفران) المغربية على الخريطة

دائماً ما يشار لهذه المدينة ذات النمط الأوروبي باسم ”سويسرا المغرب“، اخضرارها وجمال أوراق نباتاتها، وأشجار الأرز، وتلك المراعي التي تدب فيها الحياة في فصلي الربيع والشتاء هي نقيض واضح للبيئة الصحراوية الجافة التي تحيط بهذه البلدة المميزة، ونظراً لسهولة الوصول لهذه البلدة ووجود الطرقات المعبدة والسلسة، فهي تعد بمثابة الملعب الشتوي للأثرياء المغاربة الذين يأتون من مدنهم الجافة: كـ(فاس) و(مكناس) و(مراكش) لتجربة نمط الشتاء الأوروبي والاستمتاع به.

مدينة (إفران) المغربية شتاء
مدينة (إفران) المغربية شتاء
مدينة (إفران) المغربية شتاء
مدينة (إفران) المغربية شتاء

سبب تسميه مدينة (إفران):

هي كلمة أمازيغية تعني ”الكهوف“، ربما سميت بهذا الاسم بسبب وفرة المغارات الطبيعية في تلك المنطقة منذ قديم الزمن، وأُطلق عليها وفق اللهجة المحلية اسم (أورتي) والتي تعني البستان، أما بالعربية فقد عُرفت باسم الحديقة.

بُنيت (أفران) من قبل الفرنسيين في ثلاثينيات القرن الماضي خلال الاحتلال الفرنسي للمنطقة المغربية، ما جذب الفرنسيين في تلك الحقبة؛ وما يجذب أغنياء المغرب الآن لـ(إفران)، هو مناخها المعتدل والمنعش في الصيف، ففي الوقت الذي تشتعل فيه مدن مثل (فاس) و(مراكش) حراً، تكون (إفران) مكاناً جميلاً ومنعشاً بحرارة معتدلة.

في الشتاء تنخفض درجات الحرارة تحت الصفر بشكل متكرر، وتُغطي الثلوج الجبال المحيطة بتلك البلدة كما يُغطي الشيب رأس العجوز.

كانت (إفران) عبارة عن ”مركز جنود في أعالي الجبل“، أو ”ثكنة جنود الجبل“، وهو عبارة عن منطقة باردة يقضي فيها المستوطنون والعساكر الفرنسيون أشهر صيف المغرب الحارة.

أول من طور مصطلح ”ثكنة الجبل“ هم البريطانيون عند استعمارهم للهند، وأفضل مثال عليها هي منطقة (شيملا) في جبال (الهيمالايا) في الهند التي اعتبرها البريطانيون عاصمةً صيفية لهم، ولكونها مخصصة لاستقبال أسر الضباط والعسكر والمستعمرين بشكل عام، كان يجب عليهم إحضار أمور يمكنها أن تنسيهم وعائلاتهم بعدهم عن بلدهم الأم، وتقرّب لهم المسافات من خلال محاكاة عملية بناء البيوت في البلد الأم وتطبيقها في تلك المنطقة، وأيضاً من خلال جلب الأزهار والأشجار ومختلف الأمور ليقلدوا البيئة الأوروبية.

بعد نيل المغرب لاستقلالها من فرنسا، وسع المغاربة البلدة وبنوا مسجداً ومتجراً محلياً بسيطاً، وسرعان ما أُضيفت وسائل راحة أخرى إلى هذا المكان، وفي عام 1995 تم إنشاء جامعة تعتمد المنهج الأميركي في تعليمها -جامعة الأخوين المرموقة- وهنا ظهرت (إفران) كواجهة مرغوبة للسياحة الداخلية أيضاً، وبذلك تطورت (إفران) لتصبح منتزهاً ومنطقة جذب سياحية شتوية وصيفية.

تم هدم الشاليهات القديمة في وسط المدينة، وتعويضها بمجمعات سكنية كبيرة، بينما توجد مراكز الاصطياف والعطل والبيوت المسوّرة المشابهة للنمط الأوروبي على أطراف البلدة.

يحجز العديد من أصحاب رؤوس الأموال مراكز ومنتجعات كاملة لموظفيهم لكي يستمتعوا بعطلتهم، كما يأتي أغنياء المغرب لهذه المنطقة لممارسة التزلج والاستمتاع بالثلوج في ظل بلد يعاني الأمرين من مناخه الحار.

مدينة (إفران) المغربية شتاء
مدينة (إفران) المغربية شتاء
وسط مدينة (إفران) في المغرب
وسط مدينة (إفران) في المغرب – صورة: khowaga1/Flickr
وسط مدينة (إفران) في المغرب
وسط مدينة (إفران) في المغرب – صورة: موقع retirementsuitsme
مدينة (إفران) المغربية
مدينة (إفران) المغربية
تمثال الأسد المنحوت على الحجر في مدينة (إفران) المغريبة
تمثال الأسد المنحوت على الحجر في مدينة (إفران) المغريبة – صورة: fotogramaclave/Flickr
غابة الأزر الكثيفة في منطقة (إفران) في المغرب
غابة الأزر الكثيفة في منطقة (إفران) في المغرب – صورة: Soufiane M/Flickr
زلاجات منتصبة على الطريق المؤدي إلى منتجع إفران للتزلج
زلاجات منتصبة على الطريق المؤدي إلى منتجع إفران للتزلج – صورة: jjmusgrove/Flickr
مدينة (إفران) في المغرب
مدينة (إفران) في المغرب

مقالات إعلانية