in

كيف تغير شعار شركة (ستاربكس) وأصبح ”أكثر احتشاما“ عبر الزمن

شعار (ستاربكس)

لا بد أن الكثير من الأشخاص حول العالم قد تساءلوا في لحظة ما عن معنى شعار (ستاربكس)، وبدت لهم الأمور مشوشة قليلاً، فشعار الشركة محير فعلاً حيث يختلط الأمر على الكثيرين حول ماهية المرأة الموجودة فيه، هل هي حورية بحر؟ ما هي تلك الأشياء التي تمسك بها بيديها؟ ثم تأتي تساؤلات أخرى حول الشعار نفسه، ألم يكن الشعار مختلفًا من قبل؟ ما هو تاريخه؟

طرح محرر في موقع (داد بروغرامر) يدعى (مايكل كراكوفزكي) تلك الأسئلة على نفسه مرات عديدة، وأخذه الفضول ليقرر البحث ومحاولة الإجابة عليها بنفسه. فبدأ بحثه مستعيناً بكتاب كان يملكه وعنوانه «قاموس الرموز» للكاتبة (جي إي سيرلوت)، وكان يحتوي على فصل كامل حول ما ترمز إليه ”حورية البحر“.

جمع بعدها نتائج بحوث من مصادر عديدة أخرى، ووجد أنه يوجد الكثير من الخلط فيما يخص ”الكائنات ذات النصف البشري الأنثوي“، وما ترمز إليه في الأساطير القديمة. عادة ما يطلق على الكائنات الأسطورية التي تملك نصف جسد امرأة، والنصف الآخر إما عبارة عن نصف جسد طائر أو نصف جسد سمكة بـ”الحوريات“ أو ”الجنيّات“، وعادة ما يطلق على النوع الذي نصفه سمكة بـ”حوريات البحر“. كانت مهمة كلا النوعين وفقا للإغريق القدماء هي إغواء البحارة بالغناء ووعود الجنس ثم استدراجهم والقيام بالتخلص منهم للأبد.

تغيرت النظرة العامة لتلك الكائنات الخرافية بمرور الوقت، وخاصة عندما تناولتها أعمال (ديزني) وبعض الكتاب مثل الكاتب الدنماركي (هانز كريستيان أندرسن)، الذي أصدر إحدى أشهر القصص الخاصة بحوريات البحر بعنوان «ذا ليتل ميرمايد»، وهي قصة خيالية عن حورية بحر صغيرة ترغب في التخلي عن حياتها في البحر وهويتها كحورية مقابل الحصول على جسم بشري والعيش على اليابسة.

كان الأمر المحير بالنسبة لأسطورة حوريات البحر التي تغوي البحارة بالجنس يكمن في سؤال واحد: أي جزء من جسمها يجب أن يكون امرأة؟ فبالطبع لن ينجذب البحارة إلى وجه سمكة، ولن تتمكن امرأة نصفها السفلي عبارة عن سمكة بإعطاء وعود جنسية، هنا توصلت الأساطير إلى خرافة أنجع، وكان الحل هو أن يكون لدى المرأة ذيلا سمكة يتوسطهما جهاز تناسلي أنثوي بشري… حل جميل!

وجد (مايكل) أن كتاب «قاموس الرموز» كان يحتوي على صورة قديمة لحورية بحر ثنائية الذيل، وكانت تشبه كثيرا حورية البحر الموجودة في شعار شركة (ستاربكس)، لكنه لم يدرك وقتها أن شعار (ستاربكس) الأصلي كان يحتوي على نسخة معدلة قليلاً لنفس الصورة الموجودة في الكتاب.

حورية البحر المعدلة والمستعملة ضمن أول شعار (ستاربكس).
حورية البحر المعدلة والمستعملة ضمن أول شعار (ستاربكس).

نلاحظ هنا أن مصمم الجرافيك الذي عدل الصورة قام بإزالة السرة الموجودة في البطن، وأزال أيضاً ذلك التظليل غير الجذاب الموجود حول البطن المنتفخ من رسمة حورية البحر التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وقام أيضا بضم الذيلين ودمجهما معاً لكي لا تبدو الحورية كفتاة مشاغبة ولتظهر بصورة أكثر احتشاماً. نجد أيضاً اختلافا آخر في حورية البحر الخاصة بالشعار والتي تبدو مبتسمة قليلا مقارنة بالصورة الأصلية.

في الصورة التالية يمكننا رؤية شعار ”شريط السيجارِ“ الذي أخذت منه الصورة أعلاه. لم تكن شركة (ستاربكس) في البداية تقدم مشروبات اسبريسو، بل كانت تسوق لبيع حبوب البن والشاي والتوابل. أما اليوم فالشركة تبيع العديد من المنتجات الأخرى غير المشروبات الساخنة، مثل المشروبات الكحولية والآيس كريم.

أول شعار (ستاربكس) سنة 1971.
أول شعار (ستاربكس) سنة 1971.

في الصورة التالية نجد شعار الشركة الأخضر الشهير، وهو عبارة عن حورية بحر مزدوجة الذيل أكثر جاذبية من سابقتها وتملك شعرا طويلاً يخفي صدرها، ولكن سرة البطن عادت لتظهر من جديد.

شعار (ستاربكس) سنة 1987.
شعار (ستاربكس) سنة 1987.

تغير بعدها شعار (ستاربكس) وقام مصمموه باقتصاص جزء كبير من الصورة، حيث اختفى معظم الجزء السفلي لجسد الحورية، ولم يتبقى منه سوى أطراف ذيلي السمكة التي تظهر بجانب وجه الحورية. سأل (مايكل) العديد من الأشخاص الذين يعملون لصالح الشركة، وبعض الأصدقاء والغرباء أيضاً عن ما إذا كانوا يعرفون معنى ذلك الشعار أو أي معلومة عنه، لكن الجميع لم يستطع الإجابة عن السؤال.

شعار (ستاربكس) سنة 1992.
شعار (ستاربكس) سنة 1992.

يبدو أن شعار الشركة في تغير مستمر، لكننا على الأقل أصبحنا الآن نعرف ماهية شكل المرأة الغريب ذاك، ولن نشعر بالحيرة في المرات القادمة التي نرى فيها صورة حورية بحر بذيلي سمكة… إنها الكائنات الموجودة في الأساطير التي فعلت فعلتها مرة أخرى!

شعار (ستاربكس) منذ سنة 2011.
شعار (ستاربكس) منذ سنة 2011.

مقالات إعلانية