تاريخنا مليء بالحكايات والروايات المثيرة حول الشخصيات التاريخية الشهيرة والمعالم والمباني والأحداث المهمة، ولكنه يتضمن أيضاً بعض القصص والأشياء الغريبة التي طوى الزمان صفحتها وضاعت على مر العصور لتبقى لغزاً يحير البشرية حتى يومنا هذا.
أحد هذه الألغاز هو كرات الدبور، وهي عبارة عن صخور عملاقة عُثر عليها في أحد المناجم في فيرجينيا، وحتى الآن ليس لدينا أدنى فكرة عن الغرض منها.
التاريخ مليء بالأشياء والاختراعات الغريبة، ومن بينها ”كرات الدبور“ المعروضة اليوم في متحف فيرجينيا

تتمتع الولايات المتحدة بتاريخ تعدين غني، حيث انتشر تعدين الذهب على نطاق واسع طوال فترة القرن التاسع عشر، وأُنشئت مستعمرات التعدين التي تحولت الآن لتصبح مواقع عشوائية مهجورة لم يبق منها الآن سوى الأنقاض.

في عام 1998، اُفتتح متنزه Monroe ومتحف Gold Mining Cam في فيرجينيا أمام السياح للتعرف على تاريخ تعدين الذهب في الولاية، ولكن المتنزه ليس موقع التعدين الوحيد في الولاية، حيث يمكن العثور على أكثر من 18 منجماً مهجوراً في الولاية.
عثر متحف Gold Mining Camp على هذه الأشياء في منجم على بعد ميل واحد من المبنى

أحد المعروضات التي عرضها المتحف، والتي لفتت نظر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، هي زوج من القطع الأثرية التي كانت تُستخدم قديماً للتعدين، وهي كرات الدبور الضخمة التي عُثر عليها في أنقاض منجم Liberty على بعد حوالي 1.6 كيلومتر واحد من المتنزه.
هذه الكرات العملاقة مجوفة من الداخل ومبنية من الخرسانة المسلحة المثبتة على إطار شبكي من الحديد، يبلغ طول هذه الكرات نحو 2 متر، في حين يبلغ محيطها نحو 6 أمتار وتزن حوالي 7 أطنان.

لا أحد يعلم سبب تسميتها بهذا الاسم، كما يُعتقد أنها كانت تُستخدم لفصل الذهب عن الصخر، فكانت تعمل بطريقة مشابهة لعمل المطحنة، حيث كانت تُثبت الصخور بمحور يدور حول نقطة مركزية، ومن المرجح أن عمال المنجم كانوا يستخدمون قوة الحصان أو البخار لهذا الغرض نظراً لحجم الصخور الثقيل.

ولكن هذه مجرد تكهنات، فحتى الآن لم يكتشف المؤرخون طريقة عمل هذه الصخور والأساليب المتبعة لتعدين الذهب. أما بالنسبة للاسم، يعتقد المؤرخون أن اسم ”عش الدبابير“ مشتق من الصوت الذي تُصدره الصخور أثناء التدحرج، ولكن هناك اعتقادات أخرى تشير إلى أنها سُميت بهذا الاسم بسبب تشابهها مع أعشاش الدبابير.

لا تلجأ البشرية في عصرنا هذا إلى آلات ثقيلة وأدوات تحمل أسماء غريبة للتعدين، ولكن هذا الجزء الغريب من تاريخ استخراج المعادن لا يجب نسيانه.