in

تعرّف على قصة هذه اللوحة الأكثر تعرضاً للسرقة على مر التاريخ، والتي شغلت الإنترنت مؤخراً

الحمل في هذه اللوحة هو ما أثار سخرية الإنترنت، فانتشرت الكثير من الـ ميمز المضحكة بخصوص هذه اللوحة.

تُعرف هذه اللوحة باسم «تقديس الحمل» أو «نقش مذبح غينت»، ويبدو أنها شهدت الكثير منذ اكتمالها عام 1432.
رسم هذه اللوحة الأخوان (هوبرت ويان فان إيك)، ورُسمت لحساب كاتدرائية بافو في غينت ضمن بلجيكيا. وبقيت اللوحة هناك قرابة قرنٍ من الزمن، لكنها تعرضت للتجزئة والسرقة لاحقاً. ثم كادت تُدمر عندما شبّ حريق سببه الكالفينيون المتمردون، ثم سُرقت على يد جيش (نابليون بونابرت).

لوحة تقديس الحمل. صورة: DeAgostini/Getty Images

خلال الحرب العالمية الأولى، نُقلت اللوحة إلى متحف في برلين، ثم أدرج شرط إرجاعها إلى غينت ضمن شروط معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى. بالفعل، أُعيدت اللوحة إلى موطنها الأصلي، لكن سُرق جزء منها (مجدداً) عام 1934. وللأسف، لم يُسترجع هذا الجزء المفقود منها، لكن معاناة اللوحة لم تنته. ففي الحرب العالمية الثانية، أراد الزعيمان النازيان (أدولف هتلر) و(هيرمان غورنغ) الحصول عليها بشدة.

استطاع النازيون الحصول عليها في إحدى القلاع في جنوب فرنسا، حيث حاول البلجيكيون إخفاءها هناك. خزّن (هتلر) اللوحة في منجم للملح في ألتاوسه Altaussee في النمسا، بالإضافة إلى عدد من الأعمال الفنية الأخرى مثل تمثال «مادونا بروج» للفنان (مايكل آنجلو) ولوحة «الفلكي» لـ (يوهانس فيرمر).

بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كاد منجم الملح ينفجر، ولحس الحظ، استطاعت إدارة المنجم والعمال استعادة النظام. وفي شهر مايو من عام 1945، استطاع رجال الآثار (خبراء فنون كُلفوا بمهمة استرجاع القطع الفنية التي سرقها النازيون). على مر التاريخ، أصبحت هذه اللوحة أكثر اللوحات التي تتعرض للسرقة.

تصوّر اللوحة حملاً على المذبح يحيط بها الناس، وخضعت لعملية استرجاع منذ عام 2012 ضمن مخبرٍ مخصص لهذا الغرض. وخلال عملية الاسترجاع، استخدم العلماء ماسحات فلورية الأشعة السينية لاكتشاف أن الحمل –مركز ومحور هذه اللوحة –رُسم بألوان جديدة فوق صورة الحمل الأصلية خلال القرن السادس عشر.

صورة عن اللوحة قبل عملية الاسترجاع. صورة: Flickr Commons

تحدثت (إيلين دوبوا)، وهي رئيسة مشروع الاسترجاع، لـ «ذا آرت نيوزبيبر» موضحة أن هذا الاكتشاف كان صادماً: ”رُسم الحمل الآخر فوق الحمل الأصلي منذ وقت طويل، ورُسم باستخدام ألوانٍ مشابهة جداً، لذا لم يبدُ الرسم الأصلي واضحاً عندما تمت معالجة اللوحة للمرة الأولى“.

الفرق بين النسخة الأصلية (على اليمين) التي رسمها الفنانان، والنسخة القديمة، رأس الحمل في اللوحة الأصلية هو ما أثار ضجة على الإنترنت.

أزال الخبراء الرسم الإضافي من القرن السادس عشر، واستطاعوا استرجاع الشكل الذي رُسم به الحمل للمرة الأولى عام 1432، وهو ما أثار ضجة على الإنترنت، وأدى إلى موجة من السخرية تجاه شكل الحمل الغريب، والمخيف أيضاً.

فوجه الحمل الأصلي كما رسمه (فيرمير) يبدو شبيهاً جداً بوجه الإنسان، بل وجهٍ ذو ملامح غاضبة أيضاً. ما دفع بالناس إلى التعليق على هذه اللوحة، فقال أحدهم: ”لنكن واضحين، هذا الحمل الجديد والمرعب ليس مسودة أولية ولا هو رسم من مخيلة شخص متدين. هذا ما رسمه (فان إيك) واستُبدل لاحقاً بحمل أكثر لطفاً وواقعية“.

قال الخبراء أنهم سيدرسون ما سبب اختيار الأخوين (فان إيك) لهذا المظهر «الكرتوني»، وإكساب الحمل هذا التعبير الشبيه بتعابير الإنسان، وهو ما يعارض ويناقض جميع اللوحات الأخرى التي تتسم بالأسلوب الطبيعي. لكن في الوقت الحالي، وبعد قرون من رسم اللوحة، تحوّلت الأخيرة إلى «ميمز» انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها تسخر من هيئة الحمل الأصلية.

إليكم بعض ما نشره رواد الإنترنت بخصوص هذا الحمل، فشكله الغريب والمضحك، وربما المرعب، هو ما دفع هؤلاء إلى نشر هذه الـ «ميمز»:

مقالات إعلانية