in

بلغ تهجين الأحصنة مبلغا أصبحت فيه هذه الأخيرة تشبه الشخصيات الكرتونية

الحصان El Rey Magnum

بدأت نزعة تهجين الحيوانات لجعلها جذابةً أكثر بالانتشار في مجال تربية الأحصنة دون إعارة أدنى اهتمام لصحتها، وهو الأمر الذي حذر منه البيطريون كثيرا، خاصةً بعد انتشار صور تُظهر مهراً يشبه المهور الكرتونية التي نراها في برامج الأطفال.

سبق لممارسات التهجين المتطرفة أن جعلت بعض الحيوانات تعاني من مشاكل في التنفس ككلاب الـ(بولدوغز) الفرنسية والـ(بوغز) Pugs، لأن هذا التهجين المبالغ فيه جعل وجوه هذه الحيوانات تتقلص تدريجياً.

يعتقد البيطريون أن هذه الإجراءات التهجينية أصحبت تُمارس على الأحصنة كذلك، وهذا بعد أن عرضت مزرعة أحصنة أميركية مهراً عربياً بوجه مقعر للبيع، مما أثار ذهولا كبيرا.

وصفت هذه المزرعة الحصان الغريب بأنه خطوة نحو الكمال في مجال تهجين الأحصنة، لكن على الرغم من هذا الكمال المدّعى خرج خبراء تربية الأحصنة وصحتها ليقولوا أن شكل الوجه هذا قد يسبب مشاكل تنفسية عند الحصان، مما يصعّب عليه جداً ممارسة حياته الطبيعية، أو التدرب على القفز بشكل مثالي مع أنفه المسطح الغريب.

يقول خبير الخيول البريطاني (تيم غريت)، الذي يعمل لصالح مركز (روزداليز) للعناية بالأحصنة، أنه على الرغم من كون الخيول العربية معروفة بجمال شكل وجوهها وملامحها الناعمة والحادة في نفس الوقت، فإن التهجين الذي نتج عنه هذا المهر الغريب أخذ الأمور إلى منحى آخر كلياً، حيث يمكن أن تكون الآثار السلبية لهذا التهجين عند الخيول أسوأ من الآثار السلبية التي نراها عند الكلاب.

حصان كرتوني
يحذر خبراء البيطرة بأن عملية تهجين الحيوانات قد بدأت بتحويل الأحصنة إلى خيول ذات شكل كرتوني كالتي كنّا نراها في برامج الأطفال – صورة: ديزني

صرح (تيم) لمجلة Veterinary Record: ”بإمكان الكلاب، مثل البشر، أن تتنفس عبر أنوفها وأفواهها على حد سواء، أما الأحصنة فهي حيوانات مجبرة على التنفس عبر الأنف فقط، أنا أتوقع أن تكون الفترة الزمنية التي يمكن أن يتدرب خلالها هذا الحصان قصيرة جداً ومختلفة عن نظرائه من الأحصنة“.

تمت تربية وتهجين المهر ذو التسعة أشهر المدعو بـ(إل ري ماغنوم) El Rey Magnum في مزرعة (أوريون)، وهي مزرعة أحصنة مختصة بتربية وتهجين الأحصنة العربية في (إلينزبروغ) في (واشنطن) في الولايات المتحدة الامريكية.

منذ أن أطلقت هذه المزرعة مقطع فيديو ترويجي في بداية هذا الشهر تحت عنوان: ”لن تُصدّق عينيك“ بدأ تحوز على اهتمام كبير من جميع دول ومزارع العالم، ومن ضمنها المملكة المتحدة.

يقول (دوج ليدلي) مدير مزرعة (أوريون) ومستشار التهجين الأول فيها: ”هذا المهر هو حجر الأساس الذي سوف نعتمد عليه في الوصول إلى الكمال في مجال تهجين الأحصنة“، ويقول كذلك بأن الأطباء البيطرين الذين فحصوا هذا الحصان لم يلاحظوا وجود أي مشاكل تنفسية أو صحية عنده.

أما بالنسبة لتعليقات المشاهدين على هذا الأمر فقط تراوحت بين من أبدى إعجابه بشكل المهر الغريب وأبدى رغبته باقتناء واحد مثله، وبين من أصابه الرعب من مظهره الغريب غير المألوف.

الحصان El Rey Magnum
الحصان El Rey Magnum – صورة: مزرعة (أوريون)

تعليقا على هذه الصورة قالت (أديلي واتيرز) محررة لدى مجلة Veterinary Record المختصة بالبيطرة: ”أول ردة فعل أبديتها عندما شاهدت ذلك الفيديو عن هذا المهر الصغير كانت: ’هل يعقل وجود مثل هذا الكائن أم هي خدعة أخرى من خدع CGI‘ [وهي شركة مؤثرات بصرية مختصة بالمؤثرات السينمائية]“، وأضافت: ”أبدى العديد من مختصي الطب البيطري وخبراء التربية الحيوانية ردة فعل مشابهة تجاه شكل هذا المهر، ولكن الحقيقة هي أنه مهر حقيقي دون أي مؤثرات بصرية، حيث تم تهجينه لكي يتوافق مع متطلبات سوق بيع وشراء أحصنة بأشكال معينة“، ثم أضافت: ”أين سينتهي هذا الأمر وإلى ماذا سوف يؤدي؟ هل يعد حقاً كون شكل الحصان كرتوني أمراً بهذه الأهمية والخطورة أم ماذا؟“

يقول (جوناثان بيكوك)، وهو خبير تناسل الخيول ورئيس الجمعية البيطرية البريطانية للخيول (BEVA) أن ”هذا الخيل يظهر اختلافاً جذرياً عما هو طبيعي“، ويحذر بأن شكل الرأس مع الأنف المغمور الصغير لا يمكن أن يخدم أي غرض وظيفي في عملية التنفس، بل سيجعلها أسوأ، مما يضع الحصان تحت خطر الإصابة باعتلالات تنفسية شديدة.

أضافت الدكتورة (مادلين كامبل) الخبيرة في أمور تناسل وتهجين الخيول ورعاية الحيوانات بشكل عام والأمور الأخلاقية فيما يخص هذا الموضوع ما يلي: ”في حين أنه من المستحيل أن نحكم ونعلق على أمر حيوان واحد تبعاً فقط لدلائل صورية أو فيديوهات وصلتنا، لكنني كخبيرة تهجين وتناسل أقول بأن أي محاولة تهجين قد يترتب عنها ولادة حصان متضرر وظيفياً يجب أن تدان فوراً بكل حزم ووضوح“.

ينطبق هذا الكلام أيضاً على شكل الرأس الذي قد يضر بوظائف التنفس وأكل الغذاء الطبيعية، كما يشمل هذا الأمر تكبير حجم الجنين لدى الحيوان، مما يصعب ولادته، وقد يزيد من خطر موته بعد الولادة.

مقالات إعلانية