قال الأديب الفرنسي الشهير (فولتير) ذات مرّة: ”الآداب العامة ليست عامة بما يكفي دائما“، فهناك دائما ذلك الشخص بقربك الذي يعطس دون تغطية فمه وأنفه، أو ذلك الشخص الذي يحتل مقعدين اثنين في القطار فقط لأنه يحب الجلوس وساقاه مفتوحتان على مصراعيهما، ونحن على قدر حبنا للعيش في عالم يسوده التفاهم والمودة؛ هنالك دائما أشخاص حولنا يفتقرون للآداب العامة واللباقة وتجدهم لا يعيرون أدنى اهتمام للآخرين من حولهم، أو لا يفقهون شيئا مما قد يفعله الناس من باب اللباقة في بعض المواقف المعينة.
في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» جمعنا لك عزيزي القارئ بعض الأمثلة البسيطة والمزعجة من الواقع لتتذكر من خلالها ما يجب عليك القيام به وما لا يجب عليك القيام به عند تواجدك في الأماكن العمومية، وإذا كنت تعتبر نفسك شخصا محترما فنحن متأكدون أنك لن تجد أيا من الأمثلة أدناه مسيئة، أو ستشكل عبئا ثقيلا عليك في المستقبل، ولا تنس أن تشاركنا أسوا وكذا أفضل تجارب مررت بها عند تواجدك في أماكن عمومية مع أشخاص آخرين وجدت فيها هؤلاء لا يتحلون بأي حس لباقة أو آداب عامة:
عدم ترك الأشخاص يغادرون الباص أو المصعد أو القطار قبل الشروع في الركوب:
من الأفضل والمنطقي كذلك في جميع الأحوال أن تتنحى جانبا وتترك الناس يغادرون المصعد أو القطار أو الباص ثم تركبه، بدل أن تحشر نفسك محاولا شق طريقك داخلاً بينما يحاولون هم المغادرة!
والأسوأ من هذا أن تحاول شق طريقك متجاوزا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على المقاعد المدولبة، الذين يعاني الكثيرون منهم الأمرّين عند محاولتهم استقلال المصاعد والقطارات والباصات خاصة أولئك الذين يجلسون على الكراسي المدولبة، حيث تجدهم غالبا لا يرغبون في الدوس بعجلاتهم على الأشخاص بينما يتنقلون، لكن الكثير من هؤلاء يستمرون في الاندفاع وحشر أنفسهم قسراً وعدم ترك المساحة الكافية لذوي الاحتياجات الخاصة للمرور، إنه تصرف فظ للغاية!
الاستماع للموسيقى دون استخدام سماعات الرأس:
هل تعتقد أن ذوقك في الموسيقى رفيع جدا؟ جيد، كل ما عليك فعله هو الالتحاق بمعاهد الفنون لدراسة الموسيقى، أو أن تسعى لتصبح منسق أغاني أو منتج أغاني أو ما شابه، لكن رجاء لا تقحم ذوقك الموسيقي في آذان الآخرين الذي قد يفضلون الاستماع للصمت بينما يجلسون في الباص في طريقهم لمنازلهم بعد عناء يوم عمل شاق.
تقول إحدى النساء: ”أسوأ ما يغيظني هم سائقو السيارات عند مفترقات الطرق، عند توقفهم يجبرون الجميع على الاستماع لموسيقاهم الصاخبة. أخفضوا أصوات موسيقاكم أو أغلقوا نوافذ سياراتكم!“
تصفح كل ألبوم الصور عندما يمنحك أحدهم هاتفه من أجل رؤية صورة واحدة فقط:
لربما كل ما أراد منك ذلك الشخص فعله هو أن تشاهد صورة واحدة معينة وفقط، وهذا يعني أنك لا تملك حق تصفح جميع ألبوم صوره وتفقد كل ما لديه منها على هاتفه. تخيل فقط الموقف المحرج الذي ستضع فيه نفسك لو مررت بصورة على درجة كبيرة من الخصوصية لا يجب عليك رؤيتها.
عدم استخدام أضواء الإشارة عند الالتفاف أثناء سياقة السيارة:
عجباً لحال الناس اليوم! متى صار تجاهل أكثر قوانين المرور الأساسية طبيعيا وعادياً؟
عدم إرجاع الأغراض التي عدلت عن اشترائها إلى أماكنها المحددة على رفوف المتجر:
فقط لمجرد أنك قررت بأنك لم تعد في حاجة لاشتراء غرض معين لا يعني أن شخصا آخرا سيتعين عليه إعادته إلى مكانه الأصلي بدلا عنك، إنّ تجاهلك لهذه القاعدة البسيطة يخلق عملا مضنيا إضافيا لعمال المتجر المشغولين جدا، لذا أرجع الأغراض إلى أماكنها التي أخذتها منها في حالة ما قررت عدم اشترائها.
إن هذا الأمر مزعج بحق، خصوصا عندما تكون تتسوق لاقتناء الأغذية القابلة للفساد، فلا أحد يرغب في شراء لحم أو سمك كان متروكا خارج الثلاجة على أحد الرفوف لمدة ساعات!
أن تكون فظاً في تعاملك مع النادل/النادلة:
تخيل أن تعمل في نوبات متواصلة تدوم الواحدة منها 12 ساعة كاملة، دائم الوقوف على قدميك في قمة التعب ثم يتعين عليك التعامل مع أكثر الزبائن فظاظة وإزعاجاً! لاشك في أن لا أحد منا يرغب في أن يكون النادل في هذه الوضعية، لذا لا يجب على أي منا في نفس الوقت أن يكون ذلك الشخص الذي يزيد يوم النادل تعقيدا بدون سبب، فالنادل هناك لأداء وظيفته لا غير وليس عليه تحمل مواقفك السلبية ومزاجك السيئ، لذا رجاء لا تصعّب عليهم أداء مهنتهم كما لو لم تكن شاقة بما فيه الكفاية، وتذكر دائما أن أفضل اختبار للحكم على شخصية شخص ما هو بالطريقة التي يعامل به النادل.
ترك الأماكن في فوضى عارمة بعد مغادرتها:
لا يهم إن تعلق الأمر بمكتبك حيث تمارس عملك اليومي أو المرحاض العمومي أو متجر الملابس الجاهزة، فإن ترك الأغراض التي تستخدمها منتشرة في كل شبر من المكان هو تصرف فظ ولا ينم عن التحضر، فأنت لا تملك أي حق يجعل الناس يلتقطون الأغراض التي تخلفها وراءك ويعيدون ترتيبها في أماكنها المخصصة لها.
وضع قدميك على المكان المخصص لجلوس شخص آخر على مقاعد الطائرات أو القطارات أو الباصات:
إن موضوع الأرجل موضوع حساس بما فيه الكفاية حتى لا نزيده تعقيدا، فلا أحد يستمتع برؤية أرجل شخص آخر أو أن يشم رائحتها، لكن أن تنزع حذائك وتضع رجليك بالقرب من الأشخاص الجالسين معك في نفس القطار أو الطائرة يتعدى كونه فظاً بأشواط.
استخدام الهاتف أثناء السياقة:
فقط لا تفعل هذا رجاءً، أنت لست هنا تعرض حياتك فقط للخطر، بل أنت تعرض حياة أشخاص أبرياء يستعملون نفس الطريق الذي تستعمله للخطر، كما نحيطك علماً أن الأمر لا يستحق العناء حقاً، فمهما كان الموضوع الذي تتحدث حوله مع من كان، فهو ليس بأهمية حياة نفس بشرية، سواء كانت حياتك أم حياة الآخرين الذين تورطهم معك.
ملأ عربة التسوق بالأغراض في السوبرماركت ومحاولة المرور عبر خط الدفع السريع:
قد تتمكن من خلال فعلتك هذه إن كانت ناجحة من المغادرة بسرعة، لكنك في نفس الوقت تفسد الفكرة الجوهرية وراء وضع خط خدمة الدفع السريعة في المقام الأول، الذي اعتُمد من أجل أن لا يضطر شخص اشترى علبة علك فقط على سبيل المثال أن يبقى نصف ساعة في طابور الانتظار لأجل دفع ثمنها والمغادرة، لذا لا تتصنع التفاجؤ عندما يخبرك أمين الصندوق لدى السوبرماركت أنه يتعين عليك التوجه لخطوط الدفع العادية.
عدم غسل يديك بعد استعمال المرحاض:
لا أحد يرغب قطعا في مصافحتك بعد أن تكون قد استعملت المرحاض لتوك، والأمر يزداد سوءا بما أننا لا يمكننا الجزم بشكل كلي ما إن كان الآخرون يغسلون أيديهم بعد خروجهم من المرحاض أم لا، أو من يغسل يديه بعد استعمال المرحاض ومن لا يفعل، لذا كن لطيفا تجاه الآخرين وتوقف عن نشر البكتيريا خاصتك في كل مكان.
وضع أغراضك وبعثرتها حول المكان كله في الأماكن العمومية:
لابد أنك سمعت الآن بموضوع ”تمدد الرجال“ أو Manspreading حيث يجلس الرجال في الباصات والقطارات وسيقانهم مفتوحة مما يعيق الآخرين عن الجلوس بقربهم بارتياح، لكن هل سمعت بمشكلة الأشخاص الذين يضعون أغراضهم حول المكان كله ولا يتركون متسعا للآخرين يجلسون عليه في وسائل النقل العمومية على سبيل المثال؟ إذا حدث وانتبهت لنفسك وأنت تقوم بهذا، الرجاء جعل أغراضك كلها في مكان واحد ودعوة الشخص الواقف أمامك، الذي لم يجد مكانا يجلس فيه، للجلوس.
ترك عربات التسوق منتشرة في كل أنحاء موقف السيارات خارج السوبرماركت:
كم مرة وجدت نفسك في حاجة لمكان لركن سيارتك فيه في موقف السيارات خارج السوبرماركت، غير أنك تتفاجأ في كل مرة بذلك الكم الهائل من عربات التسوق التي تملأ المكان وتعيقك عن ركن سيارتك، ومنه يتعين عليك إزاحتها كلها.
هناك أماكن خاصة لهذه العربات لتعيدها إليه بعد استعمالها، وهو ليس بعيدا جدا عن موقف السيارات، لذا رجاء ضعها في مكانها المناسب بعد فراغك منها.
الوقوف على الجانب الأيسر من الممشى المتحرك وإعاقة سير المارّة:
ستتسبب لك هذه النقطة حتما في غليان دمك، على الرغم من أن الأمر مختلف من بلد لآخر، غير أنه في العادة يكون الممر على اليسار مخصصا للمشي لكل من كان مسرعا وعلى عجلة من أمره، والممر الأيمن للوقوف لكل من لا يستطيع المشي أو لا يرغب في ذلك، إن الأمر بهذه البساطة لذا رجاء لا تعقّده ودعه بتلك البساطة.
عدم تنظيف مخلّفات كلبك:
إن التقاط فضلات كلبك ورميها بعيدا في مكب النفايات أو ما شابه أفضل من الدوس على فضلات كلب شخص آخر والاضطرار إلى تنظيف حذائك والتعامل مع تلك الرائحة الكريهة، لذا إن كنت ترغب في تربية كلب؛ عليك أن تفهم جيدا أنه يأتي مع عدة مسؤوليات منها طرحه لفضلاته في الأماكن العمومية، التي من مسؤوليتك تنظيفها بعده.
عدم خفض شدّة أضواء السيارة الأمامية عند التقاطع مع سيارة أخرى في الطريق ليلاً:
إن إنارة أضواء السيارة الأمامية طريقة رائجة وذات شعبية في إرسال رسالة للسائق الآخر الذي تمر به في الطريق، لكن عليك أن تتذكر دائما عزيزي القارئ أن أضواء سيارتك قد تعمي السائقين الآخرين القادمين باتجهاك ليلا، كما أن ذلك قد يتسبب حتى في وقوع حوادث مرور، لذا الرجاء عند المرور بسيارة أخرى على الطريق ليلاً تعتيم نور الأضواء الأمامية لسيارتك حتى يتمكن السائق الآخر من رؤية الطريق، القاعدة بهذه البساطة.
أن ترمي شيئا ما باتجاه سلة المهملات لكنك تخطئ التسديد فينتهي مرميا في الشارع، ثم تمضي وتتركه هناك:
هل تعاني مع دقة تسديداتك؟ إذن حاول السير مباشرة باتجاه سلة المهملات ووضع نفاياتك داخلها مباشرة، من كان ليعتقد أن الأمر بهذه البساطة؟ أليس كذلك.
عدم تغيير لفافة ورق المرحاض بعد نفاذها:
لا تكن شريرا، عندما تنفذ لفافة ورق المرحاض قم باستبدالها بواحدة جديدة، لتفهم الأمر جيدا عليك تخيل وضعية تجد نفسك فيها قد فرغت من تفريغ أمعائك ثم تتفاجأ بعدم وجود ورق المرحاض، إنه أمر مريع أليس كذلك؟ حسنا إذا كنت لا تحب أن تجد نفسك في وضع مثل هذا، يجب أن لا تضع فيه أي شخص آخر كذلك من باب العدل.
أن تنادي على النادل عبر فرقعة أصابع يدك:
فقط لا تفعل هذا، إنه فظ ومهين ويقلل من قيمة الإنسان، لذا تجنبه دائما من فضلك.
أن تركن سيارتك في المكان المخصص للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة:
بربّكم! إن هذا غير قانوني ولا أخلاقي، هنالك دائما مكان شاغر لركن سيارتك فيه، دائما، كل ما عليك فعله هو البحث وترك المكان المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
استعمال كلمات مثل ”أبكم“ و”متخلف ذهنيا“ و”متوحد“ لإهانة الآخرين:
إن استخدام المصطلحات المذكورة أعلاه لإهانة الآخرين ليس إنسانيا على الإطلاق، وحتى لو كنت تقصد من وراء ذلك مزاحاً ولم تكن تشير بها إلى أشخاص متخلفين ذهنيا أو متوحدين حقيقيين فالأمر يبقى غير إنساني، لأن علة شخص ما لا يجب أن تستخدم لإهانة شخص آخر، كما لا يجب أن تستخدم في سياق تهكمي كذلك.
أن تتفقد هاتفك النقال في خضم حديثك مع أحدهم:
إلا إن كان الأمر يتعلق بحالة استعجالية، الرجاء لا تخرج هاتفك الذكي من جيبك وتتفقد الإشعارات التي تردك عليه بينما تكون في وسط محادثة مع أحدهم، يجعل فعلك هذا الشخص الآخر يعتقد أن حديثه معك ممل لدرجة قيامك بالالتفات لهاتفك بدل تبادل أطراف الحديث معه، كما أنك بفعلك ذلك تجعل الآخرين يشعرون بعدم الارتياح تجاهك، نحيطك علما كذلك أن تفقد الوقت بسرعة أمر وتصفح الهاتف مطولاً أمر آخر.
الجلوس وساقاك متباعدتان في وسائل النقل العمومية:
إن هذه النقطة بسيطة للغاية، والحل الأمثل لها أكثر بساطة وهو: لا تباعد بين ساقيك عند جلوسك في وسائل النقل العمومية حتى يكون هناك متسع من المكان ليجلس بقربك راكبون آخرون.
تقول إحدى راكبات القطارات: ”عادة عندما يجلس بقربي رجل يباعد بين ساقيه أقول ’معذرة‘ ثم أدفع ساقه التي تمتد داخل فضائي الخاص بواسطة ركبتي، وعادة يكون معظم الرجال غير منتبهين لفعلهم ذلك فيعتذرون ويجلسون باعتدال“.
عدم مغادرة منزل مضيفك عندما يخبرك بأنه متعب وعليه النهوض باكرا للعمل في صباح اليوم الموالي:
إن دعوة الأصدقاء أو أفراد العائلة إلى منزلك واستضافتهم على وجبة عشاء وقضاء سهرة جميلة تتطلب طاقة كبيرة، من التخطيط للأمر إلى إنجازه، لذا عندما يبدأ الضيوف الآخرون في الرحيل، يجب عليك هنا أن تفهم أن تلك السهرة الجميلة قد وصلت لنهايتها، وإن حدث وسمعت مضيفك يقول بأنه صار متعبا جدا مع كونه سينهض غدا صباحا باكرا من أجل العمل، فتلك علامة أخرى على أنه يجب عليك المغادرة، وإن لم تفهم الأمر، رجاء لا تشعر بالإهانة عندما يطلب منك الرحيل بلباقة وأدب.
الوقوف على مسافة قريبة جدا من الآخرين:
إذا كنت تقف في أحد طوابير الانتظار؛ الرجاء أن تحاول عدم التنفس مباشرة في رقبة الشخص الواقف أمامك، إن هذه ”الحميمية“ الزائدة غير مرغوبة في جميع الأحوال. حاول أن تكون متفهما، كما نحيطك علما أن مصطلح ”مسافة الأمان“ وُجد لسبب وجيه.
عدم تغطية أنفك وفمك أثناء السعال أو العطس:
وفقا للعلماء، فإن السعلة الواحدة قد تقذف بحوالي 3 آلاف جزيئ من اللعاب في الجو، والتي تتحرك بسرعة وعلى مسافة كبيرة لتتمكن من اقتحام الجهاز التنفسي للشخص الواقف بجانبك، أما العطس فقد يتسبب في تحرير ما يقارب الأربعين ألف جزيئ من اللعاب ويقذف بها في الجو ملوثا إياه، لذا فإن تغطية فمك وأنفك عند العطس أو السعال كفيل بتقليل البكتيريا واللعاب في الجو، الذي قد ينقل العدوى للآخرين في محيطك.
عدم ترك المارة يعبرون الطريق أثناء مرورك بالسيارة:
إن كنت تقود سيارتك فأنت هنا لست راجلاً ومنه كل ما هو حق للراجلين ليس من حقوقك، ومن ذلك ممر الراجلين الذي خصص لهؤلاء الأخيرين ليعبروا الطريق من خلاله في أمان، وهو ما يجب عليك احترامه وعدم الوقوف بسيارتك عليه أو قطع الطريق أمامهم أثناء محاولتهم المرور.
أن تتناول طعامك وفمك مفتوح:
نحن لا نحاول أن نكون متكبرين هنا ولا مبالغين، لكن رؤية أحدهم يمضغ طعامه وفمه مفتوح هو أمر قد لا يحبذ الآخرون رؤيته، نحن متفهمون أنك أحيانا قد تنسى نفسك ومن الصعب الانتباه لهذا الجانب دائما، لكن عليك أن تحاول جاهدا لأن تنتبه أكثر.
إزعاج شخص مشغول جدا وتعطيله عن أداء مهامه:
تخيل معي هذا السيناريو، لديك مهمة عمل مستعجلة يجب أن تقوم بتسليمها غدا صباحاً، وأنت جالس في مكتبك في مقر العمل تؤدي مسبقا خمسة أعمال عالقة في آن واحد، ثم يأتي إليك مديرك في العمل ليضيف لك مهمة أخرى فوق هذا كله، والتي لا تندرج حتى ضمن مسؤولياتك، وفجأة يدخل بلال إلى المكتب ويسألك كيف هو يومك، ثم يستطرد بالحديث حول عطلة الأسبوع وكيف قضاها، ثم يسرد لك تلك القصة التي أصيب فيها كلبه بالإسهال، ويستمر في الكلام دون توقف مهما لمحت له وأخبرته بأن لك أعمالا كثيرة يجب عليك إنجازها. إنه تصرف مزعج جدا أليس كذلك؟ رجاء حاول ألا تكون مثل بلال.
عدم ترك مسافة الأمان بينك وبين السيارة التي أمامك:
يعلم الجميع أن قيادة سيارتك على مسافة قريبة جدا من السيارات الأخرى أمامك غير آمن وقد يكون خطيراً للغاية، ومهما كان ما تحاول إثباته فنحن نؤكد لك أنه من السيئ مضايقة السائقين الآخرين من خلال الالتصاق بسياراتهم من الخلف وقيادة سيارتك على مقربة كبيرة منها، لذا الرجاء الإبقاء على مسافة الأمان التي تقدر بـ10 أمتار داخل المدينة و30 مترا على الطرقات خارجها.
تناول طعام ذو رائحة قوية في الأماكن العمومية:
قد تكون شخصا مشغولا على مدار الساعة، وقد لا تكون تملك الوقت الكافي لتناول وجبة الغداء في مطعم أو ما شابه، وقد تكون جائعا جدا في طريقك للمنزل لدرجة لا يمكنك فيها الانتظار حتى الوصول وتناول وجبتك مما يضطرك لتناولها في الطريق إلى المنزل، لكن الرجاء أن تكون متفهما لظروف الآخرين وأن تتجنب تناول الأطعمة ذات الرائحة القوية مثل شطيرة سمك التونة في الأماكن العمومية، خاصة في وسائل النقل العمومية كالحافلات والقطارات حيث لا يسع المساكين من الركاب الآخرين الهروب من هذه الرائحة.
الجلوس بجانب شخص آخر في الحافلة بينما تكون جميع المقاعد شاغرة تقريباً:
إن هذه النقطة بالذات تبعث على التوتر وتجعلك تبدو مثيرا للريبة، لم قد يختار أحدهم التطفل على خصوصية شخص آخر والجلوس بجانبه مباشرة ينما توجد الكثير من المقاعد الفارغة في الحافلة؟
التلصص على هواتف الآخرين بينما يتصفحونها:
إن هذه النقطة يشوبها نوع من الاشتباه والغموض، فالجميع منا يسترق النظر من حين لآخر لرؤية الجريدة أو الكتاب الذي يطالعه الشخص الجالس بقربنا، وهو ليس أمرا سيئا بالضرورة عندما تكون متسترا حياله، لكن أن تتلصص على الرسائل القصيرة التي يتبادلها أحدهم مع معارفه عبر هاتفه دون علمه هو أمر آخر تماما، وهو أمر محرّم اجتماعياً.
الانشغال بالحديث على الهاتف بينما ينتظر العامل أخذ طلبيتك وخلفك طابور كامل من الناس ينتظرون دورهم:
إذا كنت في مقدمة طابور لطلب خدمة ما، نرجوا منك أن تدرك جيدا أن لا أحد يرغب منك أن تنهي مكالمتك الهاتفية حتى تقدم طلبك، فقط أطلب ما تريد من خدمة وتنحَّ جانباً وواصل حديثك على الهاتف، فلا الزبائن ولا العاملون مستعدون لانتظارك حتى تفرغ من مكالمتك الهاتفية لينصرفوا لشؤونهم.
الحديث بصوت مرتفع في الأماكن العمومية:
أجل، من الجيد أن يكون لديك أصدقاء لتبادل أطراف الحديث معهم، ومن الجيد أكثر أن تكون المواضيع التي تتحدثون حولها شيقة جدا لتتحمسوا وتنغمسوا فيها وتنسوا أنفسكم، لكن الرجاء الإبقاء على أصواتكم منخفضة بينما تتناقشون وتتحدثون، فليس الجميع مستعد لسماع ما كان قد حدث لكم في الليلة الفائتة.
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية:
إن النظافة الشخصية ليست شيئا يجب علينا أن نذكر الناس بأهميته، ومع ذلك هنالك دائما ذلك الشخص الذي يفوّت حمّاماً أو اثنين ويؤذي الآخرين برائحته، خاصة صيفاً وفي وسائل النقل العمومية.
التحدث مطولا مع شخص يضع سماعات الرأس:
إذا حدث ورأيت شخصا يضع سماعات على رأسه، فذلك يعني عادة أنه ليس في مزاج يسمح له بالحديث، خاصة إذا كان الشخص غريبا لا تربطك به أية علاقة أو معرفة.
نحن لسنا هنا نقول أنه لا يمكنك هنا حتى سؤاله أو طلب مساعدته في أمر طارئ، لكن أن تستمر في إزعاجه بأحاديث مطولة لا فائدة منها هو أمر غير محبوب، قد يجعل الناس يكرهونك، فقط دعهم لحال سبيلهم يستمعون لموسيقاهم.
ملاعبة أو إطعام حيوانات الغرباء الأليفة:
يجب عليك دائما أن تسأل صاحب الكلب أو القط أو أي حيوان أليف قبل أن تلاعبه أو أن تربت عليه أو أن تطعمه، فلا أحد يعلم ما إن كان كلب ما اجتماعيا أو عدوانيا أو أنك بإطعامك إياه قد تتسبب لديه في نوبة حساسية قد تودي بحياته، وتذكر دائما أن مالكه يعرفه أفضل منك، لذا إن أجابك بـ”لا“ على طلبك، لا تحاول ملاعبة حيوانه الأليف دون علمه.
التظاهر بعدم رؤية شخص مسن أو امرأة حامل في وسائل النقل العمومية حتى لا تترك له مقعدك:
يحدث أحيانا أن تكون متعبا للغاية في طريق عودتك للمنزل بعد يوم عمل طويل، فتتظاهر بعدم رؤيتك تلك السيدة الحامل التي تقف بالقرب منك بينما أنت جالس، وفي عمق عقلك الباطني أنت تعلم جيدا أن ما يجب عليك فعله هنا هو الوقوف وترك المقعد لها لتجلس عليه لأنها حرفيا تحمل داخلها إنسانا آخر.
عدم احترام دورك في المقهى أو الحانة:
عندما يتعلق الأمر بالمقاهي والكافيتريات والحانات، هنالك قسم كامل من القواعد غير المكتوبة والمتعارف عليها التي يتبعها الناس حتى يتفادون بعض المواقف المحرجة، أو حتى لا يتسببوا في جعل الآخرين يستشيطون غضبا، وواحد من هذه الأمور هو احترام الدور قبل مضايقة الساقي بتكرار طلبك مراراً وتكراراً، فعندما يكون هذا الأخير مشغولا لا تحاول رفع صوتك بمناداته حتى تلفت انتباهه لأن كل ما تريده هو كأس مياه فقط، سواء تعلق الأمر بالماء أم بشيء آخر يجب عليك احترام دورك في كل مرة.
استخدام كلا مسندي الذراعين في الطائرة أو القطار:
هل أنت ذاهب في رحلة قطار أو طائرة طويلة؟ أترغب في أن ترتاح قليلاً؟ لماذا لا تتوقف قليلا هنا عن كونك أنانيا لبعض الوقت وتفكر في الشخص الجالس بجانبك قبل أن تستغل كلا مسندي الذراعين وتترك واحدا له ليضع عليه ذراعه؟ بعد كل شيء، المشاركة تعني الاهتمام.
ومن القواعد غير المكتوبة والمتعارف عليها أنه إن كانت جالسا على المقعد المجاور للنافذة أو المقعد المتاخم للرواق فإن مساند الذراع من حق الشخص الذي يجلس في الوسط، فليس عدلا أن تستمع بالمنظر خارجاً وتحرمه حتى من وضع ذراعه على المسند، أما إن لم يرغب في استخدامه في هذه الحالة فقط يحق لك ذلك.
المشي ببطء شديد في شارع مزدحم:
إذا وجدت نفسك في منطقة مزدحمة تعج بالناس الذين يتسارعون كل لوجهته المعتادة خاصة في صباح أيام العمل، حاول أن لا تكون ذلك الشخص الذي يتمشى كما لو كان في نزهة في المنتزه ويعيق الجميع من الوصول إلى وجهاتهم في الوقت المحدد.