in

الخبراء يترجمون نصوصاً مسيحية مبكرة عن السحرة والشعوذة لم تُذكر في النسخة النهائية من الكتاب المقدس!

صورة: Wikimedia Commons

لأول مرة، تُرجمت النصوص التوراتية المخفية إلى اللغة الإنجليزي وجُمعت في كتاب واحد، معظم هذه النصوص مكتوبة باللغة اليونانية القديمة أو اللاتينية.

أصدرت الكنيسة نصوص الكتاب المقدس المتداول اليوم في نهاية القرن الرابع ميلادي، ولكن قبل ذلك، تم تداول مئات النصوص الدينية الأخرى في العالم المسيحي.

من المعروف وجود أكثر من 300 نص مسيحي مخفي –مخفية ترجمة مشتقة من كلمة أبوكريفا Apocrypha اليونانية، والتي تعني ”أشياء تم إخفاؤها“، ويُستعمل المصطلح اليوم لوصف تلك النصوص التي نتحدث عنها، والتي لا تُعتبر ذات موثوقية عالية– لم يُذكر ضمن النسخة النهائية من الكتاب المقدس المتداول في أيامنها هذه. نشرت شركة Eerdmans للنشر، وهي دار نشر دينية مقرها في «غراند رابيدز» في ولاية ميشيغان الأمريكية، ترجمات إنجليزية جديدة لهذه النصوص الدينية التي تحتوي على بعض الحكايات المدهشة.

وفقاَ لتقارير موقع «لايف ساينس» للعلوم، فقد سُلط الضوء مجدداً على هذه النصوص المنسية من المسيحية في كتاب «النصوص المخفية غير الشرائعية من كتاب العهد الجديد (المجلد 2)».

يضم الكتاب مئات النصوص التي اعتبرها المسيحيون صحيحة ذات يوم، حتى بعد الإعلان وتقديس الكتاب المقدس. كتب (تونني بيرك)، وهو أستاذ في الدراسات المسيحية المبكرة في جامعة يورك الكندية: ”كانت النصوص المخفية جزءاً لا يتجزأ من الحياة الروحية للمسيحين، وإن الدعوات لتجنب وحتى تدمير هذه النصوص لم تنجح“.

أما بالنسبة لمصدر هذه النصوص، فكانت تعود إلى أماكن مختلفة من أوروبا ومصر، كما أن معظمها كُتبت باللغة اليونانية القديمة أو اللاتينية، تروي بعض هذه النصوص قصصاً عن السحر الأسود والشياطين.

هناك أحد النصوص الذس تحدث عن معركة ضد السحرة، وُجد هذا النص في دير القديس مكاريوس في مصر. صورة: Danita Delimont/Alamy

تُسلط إحدى القصص الضوء على شخصية تدعى القسيس (باسيل)، الذي يُزعم أنه عاش بين عامي 329 و379 بعد الميلاد. طلبت مريم العذراء من القسيس في أحلامه أن يعثر على صورة لها ”لم تصنعها الأيادي البشرية“، وأمرته بوضع صورتها على رأس عمودين داخل كنيستها الواقعة خارج مدينة فيلبيه الإغريقية.

لكن في المعبد، يجد القسيس نفسه يُقاتل بجانب رجاله مجموعة من السحرة الذين يحاولون منعه من إكمال سعيه، لحسن الحظ كانت مريم العذراء بجانب القسيس.

ظهرت له مريم العذراء في حلم آخر وقالت له: ”أولئك الذين فعلوا هذه الأفعال الشيطانية، ها هم الآن عميان“. عندما استيقظ القسيس، كانت السيدة مريم قد وضعت صورتها فوق الأعمدة، وظهر جدول يشفي الناس، وتنتهي القصة بابتلاع الأرض لهؤلاء السحرة الأشرار.

قال (بول ديلي)، وهو أستاذ في الدراسات الدينية في جامعة أيوا: ”برز ميلٌ نحو تسمية ما تبقى من عبدة الآلهة بـ ”ماغوي“ أو ”السحرة“، وكانوا يشكلون خطراً على المجتمع المسيحي بشكل علني أو سري“.

كُتبت النص المكتوب باللغة المصرية القبطية التي تشبه اللغة اليونانية منذ حوالي 1500 عام. توجد النسختان الباقيتان الوحيدتان من هذا النص في مكتبة الفاتيكان الرسولية ومكتبة جامعة لايبزيش.

يُقدر عدد النصوص “المخفية” بـ 300. صورة: Wikimedia Commons

يعود نص مسيحي آخر وارد في الكتاب إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر، في حين يعتقد العلماء أن القصة كُتبت قبل قرون، على الأرجح قبل حوالي قرن من القصة التي ذكرناها أعلاه.

يروي النص قصة (بطرس) الذي واجه كائنات ملائكية اتضح أنها شياطين، حيث كُشفت أشكالهم الحقيقية بعد أن رسم (بطرس) دائرة حولهم وتلا بعض الترانيم ضد الشياطين، وبعد أن انكشفت الشياطين، بدأت ممازحة (بطرس) عن سوء معاملة الإله لجنس البشر مقارنته بمعاملته للبشر الخطائين“. فجاء في النص: ”المسيح يحابيكم، لهذا السبب يوبخنا، ولكنه يشفق عليكم عندما تتوبون“. من المحتمل أن النص الذي ترجمه (كامبري باردي) يدل على تطور مفهوم الخطيئة.

توفر هذه الحكايات المسيحية المنسية رؤى مثيرة للاهتمام حول الأيام الأولى لإحدى أكبر الديانات في العالم، ومع ظهور المزيد من الترجمات فمن المؤكد أن تظهر صورة أكمل لجذور المسيحية القديمة.

مقالات إعلانية