in

كيف تبدأ مسيرتك الكتابيّة؟ — بعض النصائح من أعظم أدباء روسيا

أعظم أدباء روسيا

تولستوي، دوستويفسكي، تشيخوف، وغيرهم من الشخصيات الأدبية الروسية الذين غالباً ما كانوا يشاركون الكتّاب المبتدئين في حكمتهم. هاك بعض النقاط والإرشادات الأولية التي قد تساعدك على شقّ مسيرتك في الكتابة.

قام ليو تولستوي بتلخيص هذا الأمر بإيجاز ودقّة في يوميّاته حينما كتب:

1. أكتب مسوّداً، دون الالتفات إلى أماكن العبارات أو صوابيّة التعبير عن الأفكار.

2. أعد الكتابة، مختزلاً كل ما هو زائد ومعطياً كل فكرة مكانها الصحيح.

3. أعد الكتابة من جديد، مصحّحاً الأخطاء التعبيرية.

لكنّ ثمّة كتّاب روسيون عظماء أيضاً لديهم المزيد لمشاركته، هذه خلاصة لبعض أهمّ الأفكار التي من الممكن أن تعلّمك كيفية الكتابة، ففي النهاية، كما قال أنطون تشيخوف ذات مرة، بالنسبة للشخص الذي اختبر متعة الإبداع، فإنّ سائر المُتع لا وجود لها بعد.

كُن موجزاً

كما يقول تشيخوف أيضاً: ”فنّ الكتابة هو فن الاقتصاص [أي الاختصار]“.

تشيخوف
تشيخوف

قد يكون أمراً صعباً وشاقاً للغاية، لكن هاته هي الطريقة المثلى لجعل قصّتك مثيرة. على الكاتب أن يصقل قدرته على الاختصار، وبشكل مثالي، أن يتعلّم الكتابة الموجزة من البداية.

يشير فيودور دوستويفسكي بشدّة نحو أهميّة هذا الأمر حيث يقول: ”أعظم خاصيّة لدى الكاتب هي قدرته على الإيجاز، متى ما فهم ذلك وأتقنه فبإمكانه حينها المضيّ قدماً. كل الكتّاب الكبار يكتبون بإيجاز بالغ. ومن المهم جدّاً – ألّا تكرّر ما قد تمّ قوله مسبقاً أو ما هو معروف عند الجميع.“

لا تنتظر أن يأتيك الإلهام

إنه من الخطأ الاعتقاد بأن تنتظر الإلهام أو إشارة ما حتى تكتب، قد تقضي حياتك بأكملها منتظراً، وكما يقول الكاتب المسرحي الشهير (والمنتج للغاية) ألكسندر أوستروفسكي: ”ما زال يُعتقد على نطاق واسع أنّ الكاتب والشاعر يستطيع الكتابة والعمل فقط أثناء وجود الإلهام، ألهذا السبب يقوم الكتّاب بالانتظار لسنوات ولا يحصلون على أيّ شيء؟ أنا مقتنع بشيء واحد فقط: الإلهام يأتي أثناء العمل الشاق.“

ألكسندر أوستروفسكي
ألكسندر أوستروفسكي

فكّر بهذه العمليّة (إلهام > إبداع > كتابة) لكن على نحوٍ مختلف، فلنفترض على سبيل المثال أنّك بدأت العمل وبشكل متواصل حتى لو لم تشعر بشيء على نحو خاص، فإن الإلهام والإبداع سيظهران كنتيجة لعملك الشاق.

دوستويفسكي، مثلاً، كان يجزم أنّ الإبداع سمةً طبيعية؛ جوهرية داخل كل شخص، وما عليك إلّا العمل بجهد حتى يظهر ذلك الشعور بالإبداع، حيث قال: ”الإبداع… هو خاصّية طبيعية متكاملة في الكائن البشريّ.. إنّه مُلحق لصيق بالروح البشرية.. إنَه ضروريّ لدى الإنسان كما يملك يدين اثنتين، ورجلين أو معدة.. إنّه جزءٌ من الكائن البشريّ لا يُمكن فصله.“

كُن بسيطا ومفهوماً

فقط حينما يشعر القرّاء أنّك تكتب عن شيءٍ مقرّبٍ لهم ويستطيعون فهمه والتعاطف معه، فإنّهم سيكملون قراءة العمل حتى النهاية، وحسبما يقول تولستوي: ”الأشياء الفنيّة العظيمة هي كذلك فقط لأنّها يمكن الوصول إليها وفهمها من قبل الجميع“.

تولستوي في مكتبه سنة 1908.
تولستوي في مكتبه سنة 1908.

فحاول إذاً الكتابة حول أمر تحيط به علماً على أن يكون ذلك بطريقة بسيطة، وخذ بعين الاعتبار أنّ يكون مقصدك مفهوماً من قبل الآخرين.

كُن أصلياً (فريداً)

يبدأ العديد من الكتّاب الشباب بتقليد أساتذتهم الأدباء، إلّا أنّ ذلك ليس سوى طريق نحو اللّامكان.

لا يُمكنك فقط تبنّي أسلوب كاتب آخر فتصبح ناجحاً، من المهمّ أن تطوّر أسلوبك الخاص ومبادئ عملك.

إيفان جونشاروف
إيفان جونشاروف

يقول الكاتب الروائي الروسي إيفان جونشاروف (القرن الـ19): ”لا يمكنك أن تتعلّم كيف تصبح مبدعاً، كل المبدعين لديهم طرقهم الخاصّة، يمكن للمرء تقليد الأسلوب الرفيع المستوى، بيد أنّ ذلك أيضاً لا يقودك إلى مكان. من المستحيل اختراق عمل الروح المبدعة.“

عليك إذاً أن تبتكر بتفرّد طريقتك الإبداعية.

تعرّف على ثراء لغتك

المقدرة اللغوية الممتازة ضرورة لا بدّ أن يمتلكها كل كاتب، والعمل الدؤوب على الأسلوب هو شريان حياة عالمك الإبداعي، فاللّغة هي وسيلتك الوحيدة للتعامل مع الجمهور.

يقول في ذلك مكسيم غوركي: ”ما لم تتعلّم كيف تحمل فأساً في يدك فلن تستطيع قطع شجرة، وعدم إتقانك للّغة بشكل جيّد –لغة بليغة وواضحة للجميع– فإنّك لن تتمكّن من الكتابة.“

مكسيم غوركي
مكسيم غوركي

مقالات إعلانية