in

بقرة تفر من مزرعتها وتنضم إلى قطيع أبقار (بيسون) برية

لماذا قامت هذه البقرة بعبور الطريق يا ترى؟ نحن نراهن بأن الأمر لم يكن لمجرد انتقالها إلى الطرف الآخر من الرصيف.

فرت هذه البقرة الأليفة من مزرعتها، ثم تم رصدها لاحقا وهي تتجول في النواحي الريفية لبولندا مع قطيع يتألف من خمسين رأس من أبقار (البيسون) البرية.

يعتقد البعض أن هذه البقرة قامت بما قامت به بحثا عن الحرية:

تقول المغردة Erin Ruberry: ”اختارت هذه البقرة في بولندا الحرية وقررت الهروب للانضمام إلى قطيع من أبقار البيسون البرية.“

أما آخرون، فقالوا بأنها تعيش أفضل أيام حياتها:

يقول Mitchell byars على تويتر: ”تستمتع هذه البقرة في بولندا بأفضل أيام حياتها بعد أن فرت من المزرعة التي كانت تتم تربيتها فيها، وانضمت إلى قطيع من البيسون.“

تم تناقل خبر هذه البقرة (الليموسين) ذات اللون البني المائل للاحمرار من طرف قناة إخبارية محلية بولندية تدعى TVN24 في الخريف الفارط، فقد كانت آنذاك مجرد عجل صغير جدا، كما كان عالم وخبير الطيور الذي رصدها قد افترض بأنها قد تعود في جميع الأحوال إلى مزرعتها في القريب العاجل، ثم، وفي الأسبوع الماضي، شاهد عالم الأحياء (رافال كوالزيك) هذه البقرة، والتي كانت تتمتع بصحة جيدة، مرة أخرى مع قطيع من أبقار البيسون تجوب غابة (بيالويزا) في شرق بولندا.

بقرة ليموسين بنية اللون
بقرة ليموسين بنية اللون

يقول خبير أبقار البيسون البرية هذا بأنها كانت تبدو بصحة جيدة، مما يظهر أنها كانت قادرة على إيجاد الغذاء.

صرح (كواليزيك) لوكالة الأنباء Associated Press: ”لقد ساعدها على النجاة كثيرا فروها الكثيف الذي يتمتع به نوعها من الأبقار، كما فعل ذات الأمر فصل الشتاء المعتدل الذي مر على منطقة شرق بولندا حتى الساعة“.

بينما يعتبر هذا الحدث، ومنظر بقرة بنية أليفة تجوب البراري مع أبقار بيسون برية، أمرا نادرا واستثنائيا إلا أن (كوالدزيك) يرى فيه أمرا خطيرًا.

يعتبر الجاموس الأوروبي European Buffalo أكبر حيوان ثدي في أوروبا، حيث يبلغ وزنه ثمانمائة كيلوغرام، ومنه، فإن حدث وتزاوجت هذه البقرة مع ذكر بيسون وحملت منه، فإن العجل الهجين الناتج عن هذا التزاوج قد يكون أكبر من عجل بقرة عادي، مما قد يتسبب في مقتل هذه البقرة الأم.

أما إذا تمكنت البقرة من إنجاب صغيرها بصحة تامة، فإن أي سلالة تنتج عنه قد تؤدي إلى الإخلال بحوض الجينات الخاصة بنوع البيسون، الذي يندرج ضمن خانة الأنواع المهددة بالإنقراض مسبقا.

كان جاموس الـ(بوفالو) على وشك الانقراض في بداية القرن العشرين عندما عمد الجنود الألمان والسكان المحليون باصطياد قطعانه بمعدلات كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، ثم تمت إعادة التوازن إلى قطعانها لاحقا بفضل التدجين الحذر والعناية الكبيرة.

قد يتسبب عجل (بيفالو) Beefalo -أي نتاج التزاوج بين البيسون والبوفالو- في كبح التقدم الذي كان نتيجة مجهودات كبيرة في سبيل حماية هذه الأنواع المتوطنة، كما قد يعيق سبيل نجاة غابة أوروبية قديمة يبلغ عمرها ثمانية آلاف سنة.

لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يعيث فيها فسادا عجل مهجن من البقر وجاموس الـ(بوفالو) في نظام بيئي كامل، حيث خرج (البيفالو) أول مرة إلى الوجود بفعل البشر في ستينات القرن العشرين، عندما تم اعتماد التزاوج بين قطعان الأبقار الأليفة مع أبقار البيسون البرية في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، لقد كان الأمر عبارة عن مجهود من أجل استخلاص أفضل ما يتمتع به النوعان، قوة ولذة بقر البيسون، والبقرة الأليفة الخصبة والسهلة تدجينها.

تماما مثل غالبية الأفكار في بداياتها، كانت هذه الفكرة تبدو أكثر من جيدة آنذاك.

بعد أن فرت من حظائرها، تناقل مسؤولون محليون أخبارا وتقاريرا عن كون (البيفالو) -الذي كان يطلق عليه كذلك اسم ”كاتالو“- قد عاث فسادا في النظام البيئي النباتي الخاص بالمنطقة، حيث كان يشرب مخزون المياه المحلي الذي كان مسبقا محدود الكمية، كما تسبب في تدمير آثار حجرية قديمة (تميل الجواميس إلى فرك أجسادها في الهياكل القائمة على غرار الجدران).

في آخر إحصائيات، ما يزال 600 رأس من أبقار (البيفالو) المهجنة تجوب منطقة الـ(غراند كانيون) أو (الأخدود العظيم) Grand Canyon، بالأخص الضفة الشمالية منه.

يقول السيد (جيم ماثيسون)، وهو مدير مساعد في (المنظمة الوطنية الأمريكية للبيسون): ”بينما من النادر، وغير الطبيعي أن يقبل قطيع البيسون عجلا ينتمي إلى نوع آخر بينه، فإنه أمر جديد وغير مسبوق تماما“.

تتضمن بنود أخلاقيات المنظمة الوطنية الأمريكية للبيسون منعا تاما لمزاوجة البايسون مع أي نوع بقري آخر كان.

ينتمي كل من نوعي البقر الأليف والبيسون إلى عائلة (البقريات ذوات الحوافر المشقوقة) Cloven-Hooved Bovidae، والتي تتضمن كذلك كلا من (ثور التبيت)، والظباء، والغنم، والماعز.

كما كان (كوالزيك) قد أضاف بأن العلماء سيحاولون إبعاد البقرة عن القطيع بحلول فصل الصيف.

مقالات إعلانية