in

18 امرأة تنكرت في زي رجل لتصنع أمجاداً تاريخية

على مر التاريخ، ظلت المجتمعات تفرض على المرأة معاييراً لما تعتبره لائقاً بها، فقد تطلب كونها ”سيدة“ و”جنساً لطيفاً“ منها أن تكون محتشمة، وأن تتبع مجموعة من القواعد والسلوكات المحددة من طرف الرجال، وكانت كل امرأة تؤمن بخلاف ذلك تعتبر مجنونة، أو غير محتشمة، أو الأسوأ متشبهة بالرجال وليست امرأة حقيقية، غير أن التاريخ عرف في نفس الوقت نساء رفضن الانصياع والخضوع لمثل هذه القواعد والسلوكات المفروضة عليهن.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، سنسرد عليك عزيزي القارئ قصصاً عن بعض النساء اللواتي أثبتن عن جدارة بطولاتهن، عندما شعرن بضرورة تنكرهن في زي الرجال وهيئتهم حتى يحققن ما كنّ يصبين إليه من إنجازات.

تابع معنا قراءة المقال..

1. إليسا بيرنرستروم

علم السويد
صورة: Harry Engels/Getty Images Sport/Getty Images

تنكرت (إليسا بيرنرستروم) في زي رجل حتى يتسنى لها الانضمام لصفوف الجيش السويدي، عندما كان هذا الأخير في حرب ضد روسيا بين سنتي 1808 و1809.

كانت (إليسا) تشغل منصب خادمة عندما التقت بالجندي (بيرنارد سيرفينيوس) في (ستوكهولم)، وقع الثنائي في حب بعضهما البعض وتزوجا، لكن عندما أعيد نقل زوجها لجبهة القتال، لم تقوَ (إليسا) على البقاء لحظة بدون حبيبها.

قررت على إثر ذلك أن كل ما تريده هو إما العيش إلى جانبه أو الموت إلى جانبه كذلك، لذا تنكرت في زي رجل وانخرطت في صفوف الجيش السويدي، وحاولت الإبقاء على هويتها الحقيقية سراً في سبيل الحب.

أثبتت (إليسا) كونها جندية ذات كفاءة، كما تم تشريفها بعدة أوسمة نظيراً عن شجاعتها في ساحة المعركة. قيل أنها كانت تجمع الذخيرة وتعيد توزيعها على رفاقها من الجنود. تم الكشف عن سرها، وطردت لاحقاً من منصبها كجندي في الجيش السويدي.

اعتُقد في البادئ بأن زوجها قتل في معركة (راتان سافار) غير أن هذا سرعان ما تبدد ليكتشف بأنه كان أسير حرب. أعيد لم شمل الزوجين لاحقاً في العاصمة ستوكهولم بعد الحرب.

ليست (إليسا) المرأة الوحيدة التي أدت خدمتها في صفوف الجيش السويدي، لكنها كانت من بين القلة القلائل اللواتي اعترف لهن الجيش بشجاعتهن وأعمالهن البطولية.

2. رينا كانوكوغي

2- (رينا كانوكوغي):
صورة: Jean Kanokogi

كانت (رينا كانوكوغي) خبيرة يهودية-أمريكية في رياضة الجودو، لكن في سنة 1959، صدمت لواقع أنها لم يكن بمقدورها المشاركة في المنافسات الخاصة بهذه الرياضة لأنها كانت امرأة. تنكرت في زي رجل حتى يتسنى لها المشاركة في دورة الجودو التي نظمتها «جمعية الشبان المسيحيين» حيث فازت بالبطولة منتصرة على جميع منافسيها الذكور.

بعد أن اكتُشف كونها امرأة وليست رجلاً، أجبرت (رينا) على التخلي عن الميدالية التي فازت بها. حتى مع هذه الصدمة لم تستسلم هذه المرأة أبداً، لقد كانت حازمة، لذا سافرت إلى اليابان لتستمر في ممارسة رياضة الجودو التي كانت تعشقها.

أصبحت (رينا كانوكوغي) أول امرأة تتدرب مع الرجال في معهد (كودوكان) للجودو في طوكيو. ثم أصبحت مؤسسة أول بطولة نسائية عالمية لهذه الرياضة عندما استضافت النسخة الأولى منها في حديقة (ماديسون سكوير) في الولايات المتحدة.

بعد حوالي 50 سنة، وفي سنة 2009، بعد أن جردت من أولى ميدالياتها التي نالتها عن جدارة واستحقاق، منحت (رينا) الميدالية الذهبية من طرف جمعية الشبان المسيحيين في مدينة نيويورك وذلك نظيراً عن مساهماتها الجبارة في رياضة الجودو على المستوى العالمي. قالت (رينا) آنذاك: ”ما كان من المفترض أن أُجرَّد من الميدالية الذهبية التي نلتها في المقام الأول“، واستطردت: ”لكننا هنا بصدد تصحيح ما كان خاطئاً وهو الأمر الأكثر أهمية“. توفيت بعد ثلاثة أشهر لاحقاً.

3. جان دارك

جان دارك
صورة: Wikimedia Commons

اشتهرت باسم (سيدة نيو أورلينز)، تصرفت (جان دارك) بناء على رؤيا بدرت لها في منامها فغيرت مجرى التاريخ. بعد أن قالت بأن القديسين والملائكة كانوا يزورونها في منامها، تنكرت هذه الفتاة البسيطة في زي رجل مرتدية درعاً حربياً حتى تتمكن من قيادة الجيش الفرنسي في نصره على الإنجليز خلال حرب المائة عام.

أثبتت (جان) عن كونها قائدة ممتازة، فنالت إعجاب الملك (تشارلز السابع) الذي كان بطلاً في نظرها. نالت شهرة واسعة وحظيت بمكانة مرموقة بعد عدة انتصارات سريعة وخاطفة قادت إلى تتويج الملك تشارلز.

تعرضت (جان دارك) للأسر لاحقاً على يد فئة الـ(بورغونديين) المنشقة، وهي ممجموعة من النبلاء الفرنسيين الموالين للإنجليز، وتم تسليمها لهؤلاء الأخيرين الذين حاكموها محاكمة دينية ووجهوا لها عديد التهم، من بينها التنكر في زي الرجال، فثبتت إدانتها بطبيعة الحال وأُعدمت حرقا على الحازوق في سنة 1430، ولم يكن عمرها آنذاك يتجاوز التسعة عشر ربيعاً.

برأ الفرنسيون لاحقاً (جان دارك) وأعيد لها الاعتبار كما اعتُرف لها بشجاعتها منقطعة النظير. منذ وفاتها، شكلت هذه الشخصية المثيرة مادة دسمة للأدب، والرسم، وصناعة الأفلام، وبعض الأعمال الثقافية الأخرى.

4. نوراه فينسنت

نوراه فينسنت

كانت (نوراه فينسنت) صحفية قررت أن تصبح ”جاسوسة جندرية“. تنكرت في زي رجل لمدة 18 شهراً مستعيرة اسم (نيد فينسنت)، كانت تريد معرفة ما إن كانت ستحظى بمعاملة مختلفة في زي الرجال.

كانت (فينسنت) جادة جدا بخصوص تحولها، فوصل بها الأمر حدّ لصق بعض شعر الذقن في وجهها، كما أخذت دروساً خاصة بالصوتيات حتى تتعلم طريقة التحدث مثل الرجال، ناهيك عن ارتدائها حزاماً رجاليا خاص بحماية الأعضاء الذكرية من أجل أن تبدو كرجل قدر الإمكان.

تم نشر كتابها بعنوان: «رجل بطريقة عصامية: سنة قضتها امرأة متنكرة كرجل» في سنة 2006، وفيه عرضت تجربتها الاجتماعية، وقالت أنها أصبحت تدرك بشكل أكبر منافع كونها امرأة ومساوئ كون المرء رجلاً.

كتبت (فينسنت): ”الرجال يعانون، لديهم مشاكل مختلفة عن مشاكل النساء، لكنهم ليسوا أفضل حالاً. إنهم في حاجة لتعاطفنا، في حاجة لحبنا، كما أنهم في حاجة لبعضهم البعض أكثر من أي شيء آخر“.

5. كاثرين سويتزر

كاثرين سويتزر

تتذكر (كاثرين سويتزر) حديثها مع مدربها حول ماراثون (بوسطن)، الذي قال لها بأنه ليس مسموحاً للنساء بالمشاركة فيه، وإن حدث وسُمح لهن بالمشاركة فهي ستكون من بين المشاركات بدون شك. سجلت (سويتزر) نفسها للمشاركة في المسابقة تحت اسم (كاي في سويتزر) في سنة 1967 فقط لتتمكن من المشاركة، فأصبحت أول امرأة تشارك في هذا الحدث الرياضي الأيقوني في مجال سباقات العدو.

تذكر (سويتزر) في مدونتها على الإنترنيت أنه قبيل لحظات على انطلاق السباق، تقدم إليها متسابق مشارك يدعى (طوم) وقال لها بأنه يجب عليها أن تمسح عن شفتيها أحمر الشفاه إن لم تكن تريد أن يكشف أمرها وتطرد من السباق. رفضت ذلك، وعندما أجرى معها المراسلون الصحفيون مقابلات بعد الماراثون صرحت بأنها تحب العدو، وكلما كانت المسافة أطول كان شعورها أجمل، وقالت بأنها ستعود للمشاركة في الماراثون حتى وإن تم حظر ناديها من المشاركة.

لاشك في أن (كاثرين سويتزر) تمثل جزءاً أساسيا في كون الأمور قد تغيرت بالنسبة للنساء اللواتي أحببن الهرولة والمشاركة في سباقات العدو على مسافات طويلة. لم يمض وقت طويل على مشاركتها في ماراثون بوسطن حتى رفع المسؤولون الحظر على مشاركة النساء فيه.

دخلت (كاثرين) التاريخ مجددا مرة أخرى كامرأة مشاركة في سباقات العدو عندما احتلت المرتبة الأولى في ماراثون مدينة نيويورك عام 1974، ثم شاركت مرة أخرى في ماراثون بوسطن في سنة 2017 للاحتفال بالذكرى الخمسين لمشاركتها البطولية في هذا الحدث.

6. ماليندا بلالوك

ماليندا بلالوك

انخرطت (ساره ماليندا بلالوك) في صفوف الجيش الكونفيدرالي الأمريكي من أجل المشاركة في الحرب الأهلية بعد أن انضم زوجها (ويليام كيث) لصفوف الفوج 26 العسكري في (كارولاينا الشمالية). استخدمت الاسم المستعار (سامويل بلالوك) في سنة 1862.

خشيت (ماليندا) على أمن وسلامة زوجها، ذلك أنه لم يمض على زواج الثنائي سوى سنة واحدة، لذا انخرطت في نفس الوحدة العسكرية التي انضم إليها زوجها، مدعية بأنها ”شقيقه“ كذريعة.

كانت المنطقة التي تواجد فيها الثنائي هادئة نوعاً ما ولم تكن تقع فيها الكثير من المعارك والاشتباكات، غير أنه في إحدى الليالي، وجهت لهما أوامر تقضي بالبحث عن جنود العدو، فوقع اشتباك وتبادل لإطلاق النار، أصيبت (ماليندا) في كتفها، وبسبب إصابتها تلك، كان مقدراً أن تكتشف وحدتها العسكرية بأمر هويتها الحقيقية.

لف زوجها (كيث) نفسه في شجر السنديان السامّ واعتقد الأطباء أن الحمى التي أصابته وكذا البقع التي غطت جسده كانت مرض الجدري الفتاك، لذا تم تسريحه، وعندما حاولت (ماليندا) الالتحاق به للاعتناء به زاعمة أنه شقيقها، رفض قائد الوحدة طلبها، مما أجبرها على الاعتراف بهويتها الحقيقية.

7. ساره إيما إدموندز

(ساره إيما إدموندز):

كانت (ساره إيما إدموندز) امرأة أخرى تنكرت في هيئة رجل من أجل المشاركة في الحرب الأهلية الأمريكية. ولدت في كندا، وخدمت في جيش الاتحاد لتصبح ”ممرضاً“ ميدانياً وجاسوساً. كانت من أشد الداعمين لقضية الاتحاد، وكان كل ما أرادته هو القتال في سبيل القضية التي آمنت بها كثيراً، فانضمت بذلك إلى الفوج العسكري الثاني للجنود المشاة في (ميتشيغان).

كانت وظيفة (ساره) الأولى في الجيش هي نقل البريد، ثم طلب منها القيام بمهام جوسسة. كتبت في مذكراتها حول مغامراتها خلف خطوط العدو. عملت كذلك في الميدان حيث كانت تلتقط الجنود الجرحى من ساحات القتال لتنقلهم لبر الأمان، ثم عملت لاحقاً في المشافي العسكرية المتنقلة.

في سنة 1863، أصيبت (ساره إدموندز) بعدوى المالاريا وحاولت الحصول على تسريح مؤقت لكنها حرمت من ذلك. لم تكن ترغب في نيل الرعاية الصحية في المشافي العسكرية لأن ذلك سيكشف سرّها، لذا هجرت رفاقها في السلاح، وتم إعلانها هاربة من الخدمة العسكرية تحت اسم (فرانك تومسون).

عملت (إدموندز) ممرضة لدى المفوضية المسيحية للولايات المتحدة من يونيو سنة 1863 إلى غاية نهاية الحرب الأهلية، ونشرت مذكراتها بعنوان: «ممرضة وجاسوسة في صفوف جيش الاتحاد» وتبرعت بعائداتها لعدة مجموعات مكرسة لخدمة جنود الحرب.

8. القديسة مارينا

القديسة (مارينا)

قديما في القرن الثامن ميلادي، تنكرت فتاة صغيرة تدعى (مارينا) في زي ولد حتى يتسنى لها مرافقة والدها إلى أحد الأديرة. كان سبب قيامها بذلك هو أنه في تلك الأزمنة لم يكن متاحاً ولا مسموحاً للإناث بدخول الأديرة، غيّرت (مارينا) بذلك حياتها إلى الأبد.

أصبحت (مارينا) راهباً متبنية اسم (مارينوس). سافرت برفقة والدها بعد سنوات قضتها في الدير، وفي إحدى المرات أصبح سرها في خطر عندما ادعت إحدى بنات الرهبان الآخرين بأن (مارينا) جعلتها تحبل، لكن بدلاً من الكشف عن حقيقة كونها امرأة هي نفسها وإنقاذ سمعتها، قامت (مارينا) بتبني وتربية الطفل كما لو كان ولدها، غير أنها طردت من الدير. بقيت هويتها الحقيقية سرا إلى غاية وفاتها.

بدلاً من الكشف عن المستور، كرست (مارينا) نفسها لتربية الطفل، حتى عندما كان هذا يعني بأنها ستُطرد من الدير. لم يعلم أحد بحقيقة هويتها إلى غاية وفاتها، ومنذ ذلك الحين اشتهرت بكونها القديسة العذراء والشهيدة (مارينا).

9. هوا مولان

هوا مولان

استوحى فيلم الأنيمي الكلاسيكي بعنوان (مولان) من إنتاج شركة (ديزني) حبكته من قصة شعرية صينية قديمة ظلت متوارثة منذ القرن الخامس ميلادي. تدور أحداث القصة في زمن احتُلت فيه الصين، فانضمت فتاة تدعى (مولان) للجيش بدلا عن والدها المسن، فقد خشيت على حياة والدها الذي كان ضعيفاً لا يقوى على القتال.

كانت بداية (مولان) متواضعة عندما انخرطت في الجيش في رتبة جندي واستمرت في القتال في صفوف الجيش لمدة عشرة سنوات، لقد أصبحت متمرسة في فن الكونغ فو، والقتال بالسيف، والرماية. تقول الأسطورة بأن المسؤولين عرضوا على (مولان) وظيفة رسمية في الجيش، لكن كل ما أرادته هو الحصول على جمل حتى تركبه عودة إلى عائلتها. وعندما ارتدت ثياب النساء التقليدية للعودة إلى بيتها، اندهش رفاقها الجنود لدى اكتشفاهم سرها كونها امرأة وليست رجلاً.

أُعجب القراء والمشاهدون كثيراً بهذه القصة على مر قرون، وأعيدَ سرد قصة مغامراتها عدة مرات بطرق مختلفة، بما في ذلك في المسرحيات، والأوبيرا، والأفلام.

10. هانا سنيل

هانا سنيل

يقول السكان المحليون الذين عاصروا (هانا سنيل) بأنها كانت غالبا ما تتظاهر بكونها جنديا عندما كانت طفلة صغيرة. قضت معظم حياتها تتنكر في زي جندي بريطاني يدعى (جايمس غراي)، الذي قاتل بضراوة وشجاعة منقطعة النظير في القرن الثامن عشر. انتهى بها الأمر باستعارة بذلة رجالية من أحد أقربائها واستغلت اسمه من أجل القتال في الحروب التي كانت المملكة البريطانية تخوضها آنذاك.

جُرحت (هانا) في المعارك 12 مرة، بما في ذلك إصابة في المغبن. يبقى مجهولا طريقة تمكنها من إخفاء هويتها الحقيقية طوال هذه المدة على الرغم من كل تلك الإصابات. يعتقد الكثيرون أنها ربما طلبت من امرأة محلية استخراج الرصاصات من جسمها بدلا من جراح الكتيبة التي كانت تابعة لها.

كشفت (هانا سنيل) في نهاية المطاف عن هويتها لطاقم السفينة الحربية التي كانت على متنها في سنة 1750، ونشرت قصتها بعنوان «الجندية المرأة» في لندن في نسختين مختلفتين. تم تسريحها بطريقة مشرفة من الجيش ومنحت معاشاً، وهو أمر نادر الحدوث في تلك الأزمنة.

بعد تقاعدها، أصبحت (هانا) تدير حانة تحمل اسم «المرأة المقاتلة»، وبعد أن تدهورت صحتها العقلية والجسدية، وضعت في مصحة حيث توفيت في سنة 1791.

11. ماري ريد

ماري ريد

ولدت (ماري ريد) في سنة 1690، وهي تعتبر واحدة من بين امرأتين فقط اتهمتا بالقرصنة على الإطلاق. قضت (ماري) معظم حياتها متنكرة في زي رجل، ثم التحقت بصفوف الجيش البريطاني تحت اسم (مارك ريد). ركبت البحار خلال فترة اشتهرت بكونها العصر الذهبي للقرصنة في منتصف القرن الثامن عشر.

غير أن حياتها العسكرية كانت على وشك التغيير، فعندما استولى بعض القراصنة على السفينة الحربية التي كانت على متنها في غرب الأنديز، أجبرت (ماري ريد) على الإنضمام إليهم، وعلى الرغم من أنها انضمت للقراصنة قسراً في بادئ الأمر، فإنها اكتشفت لاحقاً أن حياة القرصانة تناسبها كثيراً، بل كانت تستمتع بكونها قرصانة.

لاحقاً؛ تعاونت (ماري ريد) مع قرصانة أخرى تدعى (آني بوني)، ومع بعضهما البعض اشتهرتا بكونهما عديمتي الرحمة ومتهورتين وقاسيتين، وكانتا على استعداد للقيام بكل عمل مجنون يتخيله المرء. أشرفت المرأتان والطاقم الواقع تحت إمرتهما على إدارة سفينة قرصنة ضخمة يبلغ وزنها 12 طنا، مما دفع حاكم الباهاماس إلى اعتبارهما ”عدوتان للتاج الملكي البريطاني“.

في نهاية المطاف، أسرت السلطات البريطانية المرأتين القرصانتين، فخضعتا للمحاكمة حيث ثبتت إدانتهما بممارسة القرصنة، وبما أنهما كانتا حاملاً في تلك الأثناء، فقد تأجل تنفيذ حكم الإعدام فيهما. قضت (ريد) نحبها بينما كانت قابعة في السجن بعد أن أصابتها حمى مريعة في شهر أبريل من سنة 1721.

12. ديبوراه سيمبسون

ديبوراه سيمبسون

كانت (ديبوراه سيمبسون) تعيش في (ماساتشوستس) عندما قررت القتال في الحرب الثورية الأمريكية ضد التاج البريطاني، فحاولت الانخراط في صفوف الجيش الأمريكي الثائر مرتين دون جدوى. خلال محاولتها الثالثة، استخدمت اسم (روبيرت شيرتليف)، ونجحت في الانخراط في الجيش ومنه القتال في الحرب لمدة عامين تقريباً. كان طولها يبلغ 170 سنتمتراً، وكانت أطول بكثير من معظم النساء آنذاك.

انضمنت (سيمبسون) للفوج العسكري الرابع التابع لـ(ماساتشوستس)، وكانت تحت قيادة النقيب (جورج ويب). كانت تتولى مهاماً خطيرة على شاكلة الاستطلاع في الأقاليم المحايدة وتقييم تكتل القوات البريطانية من حيث العدد والعتاد في جزيرة (مانهاتن).

تمكنت (ديبوراه سيمبسون) من الإبقاء على هويتها الحقيقية سراً بطريقة ما، لكن دون عدة مرات كاد فيها سرها ينكشف. أصيبت بجرح غائر في جبينها جراء ضربة سيف، كما قامت باستخراج رصاصة بندقية بنفسها من فخذها الأيسر.

بعد مضي عام ونصف على خدمتها في الجيش، وقعت (سيمبسون) ضحية للمرض فنقلت على إثر ذلك للمشفى. هناك اكتشفت هويتها الحقيقية، فتلقت تسريحاً مشرفاً من الجيش في أكتوبر سنة 1783.

بعد الحرب، تبنت (سيمبسون) حياة المزارعة الدؤوبة، وفي سنة 1802، طافت أرجاء الولايات المتحدة للحديث حول تجاربها ومغامراتها كأول جندية أمريكية، مرتدية زيها العسكري المرصع بالأوسمة.

13. ماري آن إيفانس

ماري آن إيفانس

كانت (ماري آن إيفانس) مؤلفة في القرن التاسع عشر، وقد كانت قلقة من أن لا تلاقي أعمالها الأدبية النجاح الذي تستحقه بسبب النمطية الجندرية السائدة آنذاك. لذا قررت نشر رواياتها الستة التي ألفتها تحت اسم مستعار هو (جورج إيليوت).

كانت معظم المؤلفات الإناث آنذاك يركزن على الروايات خالية البال والرومانسية. على عكسهن، رغبت (ماري آن) في أن يُنظر إلى رواياتها الخيالية بعين مغايرة عن تلك المتعلقة بنظيراتها. كما كانت تعتقد أن استخدامها لاسم مستعار سيساعدها على حماية حياتها الخاصة من التطفل، خاصة أنها كانت متورطة في علاقة مع (جورج هينري لويس) الذي كان متزوجاً آنذاك، والذي شجعها بدوره على الكتابة والتأليف.

ساهمت (ماري آن) في إثراء محتوى جريدة (ويستمنستر ريفيو)، التي كانت جريدة فلسفية راديكالية، بعدة مقالات ولاحقاً تم تعيينها محررة ضمنها. كانت رواياتها التي نشرتها تحت اسم (جورج إيليوت) هي: «آدم بيدي» سنة 1859، و«الطاحونة على نهر فلوس» سنة 1860، و«سيلاس مارنر» سنة 1861، و«رامولا» سنة 1862-1863، و«ميدلمارتش» سنة 1871-72، و«دانييل ديروندا» سنة 1876.

ألفت معظم رواياها في ضواحي إنجلترا، وأصبحت مشهورة بواقعيتها وتلميحاتها النفسية والسايكولوجية. كان أقوى الأمثلة عن هذا هو رواية «ميدلمارتش»، التي تدور أحداثها حول بطلة تعيش في الزمن غير المناسب من التاريخ.

14. تشارلي باركورست

تشارلي باركورست

كانت (تشارلي باركورست) واحدة من أفضل سائقي عربات الخيول في الغرب الأمريكي القديم، فقد جعلت الكثيرين ممن تسابقوا معها يتفاجؤون لاحقاً لكونها امرأة وليست رجلاً. ترعرعت (تشارلي) في دار للأيتام فرت منها في نهاية المطاف عندما كانت لا تزال طفلة صغيرة، ثم راحت ترتدي زي الأطفال الذكور حتى تتمكن من العمل في الإصطبلات، وهناك تعلمت قيادة عربات الخيول.

اشتهرت باسم (تشارلي ذات العين الوحيدة)، و(تشارلي ذات الأحصنة الستة)، وقد كانت قصيرة القامة غير أنها كانت قوية البنية. أسست لنفسها سمعة قوية بكونها تلك القائدة الممتازة لعربات الخيول، غير أنها تحتم عليها الفرار إلى (جورجيا) قبل أن ينكشف سرها في إحدى المرات. انتقلت (تشارلي) لاحقاً إلى الغرب في (كاليفورنيا) سنة 1851.

بمجرد وصولها لكاليفورنيا، بدأت شهرة (تشارلي باركورست) تنمو في مجال قيادة عربات الخيول، فأوعزت إليها مهمة نقل البريد عبر عدة طرقات كنتيجة لذلك. يشاع أنها قد تكون أول امرأة تنتخب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في كاليفورنيا سنة 1868.

بعد أن توفيت بسبب سرطان اللسان في سنة 1879، اكتشف الأطباء أن (تشارلي باركورست) كانت امرأة في الواقع، وأنها كانت قد أنجبت من قبل في حياتها.

15. دوروثي لاورنس

دوروثي لاورنس

كانت (دوروثي لاورنس) تحلم بأن تصبح مراسلة صحفية عن الحروب خلال الحرب العالمية الأولى. قررت أن تمضي قدماً في سبيل تحقيق آمالها وأحلامها خاصة عندما أخبرها المحررون المسؤولون في الجرائد التي كانت تشتغل فيها بأنها لا تستطيع القيام بذلك.

شقت طريقها عبر الريف الفرنسي على متن دراجة هوائية متنكرة في زي رجل مستعينة حتى بملمّع أثاث على بشرتها الشاحبة لإضفاء نوع من الرجولة على مظهرها. زورت بعض الوثائق وادعت كونها جنديا بريطانيا أثناء تقدمها للانخراط في صفوف الفوج العسكري التابع لـ(ليسترشاير).

تقدمت (دوروثي لاورنس)، أو (دينيس سميث) مثلما عرفها رفاقها الجنود، إلى الجبهة الأمامية للحرب حيث عملت كمهندسة لدى فرقة زرع الألغام. بعد عشرة أيام من زرع الألغام في الحقول، وقعت ضحية للمرض ثم سرعان ما اعترفت بهويتها الحقيقية للضابط المسؤول عنها، فاعتقلت بتهمة الجوسسة.

لأن الجيش كان يخشى إقدام المزيد من النساء على تقليد ما قامت به (دوروثي)، أُجبرت هذه الأخيرة على توقيع إقرار مشفوع بالقسم على أنها لن تكتب شيئاً حيال تجربتها في الجيش، غير أنها قامت بنشر قصتها كاملة في السنوات اللاحقة.

16. بيلي تيبتون

بيلي تيبتون

كان (بيلي تيبتون) عازفاً مشهوراً لموسيقى الجاز، وكان يجيد العزف على كل من آلتي البيانو والساكسفون. ولد في سنة 1914 تحت اسم (دوروثي لوسيل تيبتون)، التي قيل لها أنها لا تستطيع الانضمام للفرقة الموسيقية في ثانويتها لأنها كانت فتاةً. عملت (بيلي) كموسيقار محترف وقررت في أحد الأيام أن تنتحل هوية رجل.

بحلول سنة 1940، تنكرت (تيبتون) في زي رجل وفعلت كل ما يمكن فعله من أجل إخفاء هويتها، بما في ذلك تضميد ثدييها بضمادة مشدودة. أدّت العروض مع عدة فرق موسيقية ودخلت في عدة علاقات طويلة الأمد مع عدة نساء دون أن يكتشفن هويتها الحقيقية.

سجلت (تيبتون) ألبومين في موسيقى الجاز سنة 1957، ويقال أن هذين الألبومين باعا أكثر من 17 ألف نسخة وهو ما يتعبر نجاحاً باهراً بالنسبة لألبوم موسيقي فردي في موسيقى الجاز آنذاك.

تبنت (تيبتون) ثلاثة أبناء مع ”زوجتها“ (كيتي أوكس)، التي كانت جاهلة إلى جانب أبنائها بجنس زوجها الحقيقي، ولم يعلموا بذلك إلا عندما توفيت (تيبتون) سنة 1989 عن عمر 74 سنة.

17. الشقيقات برونت

الشقيقات برونت

نشرت كل من (شارلوت برونت)، و(إيملي برونت)، و(آن برونت) مجموعة شعرية تحت عنوان: «شعائر من طرف (كورير)، و(إيليس)، و(آكتون بيل)» التي كانت أسماء مستعارة ذكورية استعنّ بها في سنة 1846 وبقين يستخدمنها لمعظم أعمالهن التي نشرنها لاحقاً.

كان السبب في استخدام هذه الأخوات لهذه الأسماء الذكورية المستعارة لنشر رواياتهن وأشعارهن هو ما شرحته (شارلوت) بعد خمسين سنة في المستقبل في ديباجة إصدار سنة 1910 عن مؤلفتها بعنوان «ووثرين هايتس»، فكتبت: ”بينما لم نحبذ النشر بأسمائنا الحقيقية، وذلك راجع لكوننا لم نكن نرغب في أن ينظر إلينا بتلك النظرة الفارغة وأن لا يطالنا التحامل الذي يطال المؤلفات من النساء“.

18. جوانا زوبر

جوانا زوبر

كانت (جوانا زوبر) جنديا بولنديا تمكنت من إخفاء هويتها الأنثوية الحقيقية حتى تتمكن من القتال في الحروب النابوليونية. في سنة 1808، انضمت إلى الجيش إلى جانب زوجها (ميشال)، ومعا خدما في نفس الكتيبة. تبين أن (جوانا زوبر) كانت جندية موهوبة، فتمت ترقيتها في النهاية إلى رتبة رقيب. شارك آل (زوبر) في عملية غزو روسيا على يد (نابليون)، غير أن (جوانا) انفصلت عن كتيبتها خلال عملية الانسحاب.

تمكنت (جوانا زوبر) من تجنب الأسر على يد العدو وغادرت الأقاليم الروسية بمفردها دون مساعدة من أحد، ثم عادت إلى بولندا بأمان حيث أعيد لم شملها بزوجها، استقر الزوجان في (وولن)، حيث عاشت (جوانا) لبقية سنوات حياتها.

كانت (جوانا زوبر) أول امرأة تتلقى ميدالية (فيرتوتي ميليتاري)، وهي أعلى الأوسمة شأناً في الجيش البولندي، كما يجعلها هذا أول المتلقين لوسام نظيراً على شجاعتها في أرض المعركة.

مقالات إعلانية