نحن نتعلم الكثير من الأمور على مر حياتنا، لكننا مازلنا نجهل الكثير بسبب خاصية النسيان التي تقضي على الكثير مما نتعلمه من معلومات، لماذا يحدث هذا لنا يا ترى؟
نحن في مقالنا هذا على موقع دخلك بتعرف سنقوم بتوضيح ما يحدث فعلا مسببا لنا نسيان الكثير من المعلومات القيمة، كما سنقوم بعرض العديد من النقاط والطرائق التي ستساعدك على تسجيل المعلومات وحفظها بشكل أكثر فعالية.
هنالك تركيبة عالمية تتعلق بمساعدة الناس على حفظ المعلومات بشكل أكثر سهولة تم إنشاؤها من طرف عالم النفس الألماني ”هيرمان إبنغهاوس“، وهي تعمل فعلا.
لماذا ننسى:
يعمل دماغك على حمايتك من المعلومات التي لا فائدة مرجوة منها، لهذا يتم تخزين المعلومات الجديدة في الذاكرة قصيرة المدى، وليس في الذاكرة طويلة المدى، فإن قمت بتعلم معلومة جديدة ولم تستعملها أو تواظب على استرجاعها، سيقوم دماغك هنا بحذفها تدريجيا مما يؤدي بك في نهاية المطاف إلى نسيانها تماما، وبسرعة كبيرة.
يوضح المنحنى البياني الذي أسس له ”هيرمان إبنغهاوس“ أننا نميل إلى نسيان نصف ما كنا قد تعلمناه منذ ساعة تقريبا، وبعد أسبوع على ذلك نتذكر عشرين بالمائة فقط.
كيف تتذكر كل شيء:
من أجل إبقاء المعلومة في رأسك لوقت أطول، يجب عليك أولا أن تحاول تخزينها في ذاكرتك طويلة المدى.
الحشو والتخزين العنيف ليس أمرا جيدا بتاتا ولا فعالا فيما يتعلق بهذه الحالة، لأن عقلك يصبح في حالة عجز عن فهم واستيعاب المعلومات، وإيجاد معنى لها بالسرعة اللازمة، كما تكوين الروابط بين المعلومات كذلك، لذا؛ وإذا كنت راغبا في تذكر الأمور على المدى البعيد عليك أن تقوم بإطالة فترة الحفظ والتخزين، التي يجب أن تكون بطول بضعة أيام أو حتى أسابيع.
يمكنك كذلك ممارسة طريقة الحفظ بالفواصل الزمنية باستعمال بطاقات تقوم بإعدادها بنفسك للخارطة الذهنية لديك، أو عن طريق بعض التطبيقات على غرار ”Anki“، و”SuperMemo“.
إثنا عشر نصيحة إضافية من أجل الحفظ الفعال والسريع للمعلومة:
1. حاول أن تفهم جيدا ما أنت بصدد تعلمه وحفظه: نحن نقوم بحفظ وتخزين الأمور التي نفهمها أسرع بتسعة مرات مما لا نستوعبه جيدا.
2. احفظ المعلومات الأكثر أهمية: عليك أن تحترم ترتيب الأولويات لدى حفظك للمعلومات، فلا تهدر لا الوقت ولا مساحة التخزين على معلومات ثانوية وتهمل المعلومات الأساسية.
3. يتم حفظ الأمور التي تكون في البداية، والأمور التي تكون في النهاية بشكل أفضل (تأثير الموقع التسلسلي).
4. قم بتغيير اهتمامك وانتباهك من موضوع إلى آخر باستمرار: تذكر جيدا أن المواضيع المتشابهة للذكريات تختلط عليك بسهولة، (نظرية التضارب) وتصبح عبارة عن فوضى داخل دماغك.
5. قم بتعلم الأمور المتعاكسة أو المتضادة: على سبيل المثال، إن كنت بصدد تعلم لغة أجنبية، قم بمحاولة حفظ وتذكر الليل والنهار، لأننا نميل لحفظ الأمور المتعاكسة بشكل أفضل.
6. قم بتصميم خارطتك الذهنية الخاصة: يتعلق هذا الأمر بأن تقوم بربط كل معلومة تخزنها بمنطقة معينة من منزلك أو غرفتك أو مكتبك، على سبيل المثال، إن كنت داخل غرفتك حاول أن تربط أمرا كنت تتتعلمه أو معلومة رغبت في حفظها بشيء موجود في غرفتك، قم بتكرار ذلك مرات عديدة، وبعد ذلك حاول تذكر ما تبدو عليه الغرفة في ذاكرتك، ثم قم بتكرار الأمور التي تعلمتها بهذه الطريقة.
7. إستخدم تقنية تسمير الكلمات: تقوم هذه التقنية بالإعتماد على طريقة ربط كل أمر تتعلمه وتسميره بأمر آخر، وفي كل مرة تفكر في المسمار تقوم باسترجاع الأمر الآخر المربوط به.
8. قم بتشكيل علاقة بين الكلمات الجديدة والكلمات التي قمت بتعلمها لتوك: إذا كنت في طور تعلم لغة جديدة عليك، يصبح بإمكانك هنا تخزين وتذكر أمر جديد بناء على ما كنت تعرفه من قبل.
9. قم باختلاق القصص: إذا كنت ترغب في تخزين قدر كبير من المعلومات في ترتيب معين، حاول تركيب أجزاء تلك المعلومات داخل قصص تختلقها وتبدعها بنفسك. من المهم أن تكون القطع مترابطة فيما بينها بشكل من الحبكة أو السرد.
10. استعمل مسجلا صوتيا: قم بتسجيل المعلومات التي تحاول تعلمها، ثم استمع لما سجلته عدة مرات. تعمل هذه التقنية بشكل أفضل مع أولئك الذين يجدون أنفسهم يحفظون المعلومات الصوتية أكثر من المكتوبة منها.
11. تصور، واستعمل مخيلتك، واستعمل لغة الجسد: سيساعدك هذا كذلك على إطلاق العنان لذاكرتك العضلية.
12. قم باللجوء فقط للمواد الجيدة: لا تستعمل كتبا أو طرقا للتعلم تجاوزها الزمن، أو أكل عليها الدهر وشرب كما يقولون، قد تكون الأمور تغيرت كثيرا منذ أن طبع ذلك الكتاب، لذا إحذر جيدا من أن تضيع وقتك على أمر قد يكون خاطئا تماما.