لا يدرك سوى القليل من الحجاج الذين يقصدون المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية كل عام للصلاة في المسجد النبوي أن المدينة المنورة قد بُنيت فوق تدفقات بازلتية من بركان خامد يقع بالقرب من المدينة، يضم هذا الحقل البركاني المعروف باسم ”حرة خيبر“ على مجموعة من أندر البراكين البيضاء التي أٌطلق عليها اسم البراكين البيضاء نسبةً لصخورها البركانية الخفيفة ذات اللون الأزرق الفاتح والغنية بالسيليكا والتي تسمى بصخور الـ (كومندايت) comendite.
تم اكتشاف هذا النوع من الحمم لأول مرة في ولاية كوينزلاند في أستراليا، ضمن جبال جلاس هاوس، كما ظهرت في سردينيا وجزيرة كورسيكا الفرنسية وجزيرة أسينش وإثيوبيا والصومال وبعض المناطق الأخرى في شرق إفريقيا.
يعتبر بركان حرة خيبر أحد أكبر الحقول البركانية في المملكة العربية السعودية، ويغطي مساحة أكبر من 14 ألف كيلومتر مربع. تشكل هذا الحقل البركاني من انفجارات بركانية بطول 100 كيلومتر بين الشمال والجنوب خلال الخمسة ملايين سنة الماضية، حيث وقع آخر ثوران بركاني مسجل في الفترة ما بين 600 و700 ميلادي.
يحتوي حقل حرة خيبر البركاني على تشكيلة واسعة من الصخور البركانية والتضاريس المذهلة كما هو موضح في الصورة أدناه، تم التقاط هذه الصورة من قبل طاقم سفينة (إكسبيديشن 16) على متن محطة الفضاء الدولية في شهر مارس من عام 2008.
الهياكل المتناظرة التي نراها في الصورة هي عبارة عن مخروطات ذات صخور مسامية بركانية تشكلت عن طريق انفجار الحمم بوجود الماء، ونشأ عن هذا المزيج رواسب رطبة ولزجة بإمكانها تشكيل بنية مخروطية شديدة الانحدار وخاصةً في حال تجمعت هذه الرواسب بشكل سريع، كما يشير وجود هذه المخاريط ذات الصخور المسامية البركانية إلى أن المناخ المحلي كان أكثر رطوبة خلال فترات النشاط البركاني، أما اليوم فإن هذه المنطقة جافة تماماً مع احتمالية ضئيلة أو معدومة لهطولات مطرية مما تسبب بتحول المنطقة إلى صحراء تفتقر للغطاء النباتي.