روان شحرور
اليمن هي دولة صحراوية تقع على الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، يحدها البحر الأحمر ومضيق باب المندب من الغرب، والمملكة العربية السعودية من الشمال، وسلطنة عمان من الشرق.
معظم أراضي اليمن عبارة عن جبال عالية جافة وهضاب ذات تضاريس متعرجة تغطي معظم أنحاء البلاد، باستثناء السهول الساحلية في الغرب.
لا يوجد أنهار دائمة في اليمن، بينما تتخلل مناطق المرتفعات عدة أوديةِ أنهارٍ موسمية تسمى عادة «الوادي»، والتي تبقى جافة خلال أشهر الشتاء، ومن أبرزها وادي حضرموت ووادي دوعن في شرق ووسط اليمن.
يتكون وادي حضرموت من سهل ساحلي قاحل وضيق يحده جرف حاد لهضبة عريضة «هضبة الجول»، يبلغ متوسط طولها 1368.5 أمتار، بالإضافة إلى شبكة واسعة ومتفرقة من الوديان العميقة.
تنحدر الحافة الشمالية لوادي حضرموت إلى الصحراء الشاسعة والجافة في الربع الخالي. تحتوي الأجزاء العلوية من وادي حضرموت على تربة رسوبية ومياه الفيضانات، بينما الجزء السفلي قاحل وغير مأهول.
يعيش الحضرميون في بلدات وقرى كثيفة البناء تتوزع حول محطات الري التقليدية على طول الوديان، في حين تقع المباني على منحدر التل أو فوق الهضبة على ارتفاع 100 أو 200 متر فوق مستوى الوادي.
أغلب الأبنية معلقة فوق الصخور، والمنازل مبنية من الطوب اللبن وأرضيات خشبية، وترتفع عدة طوابق. تحتاج هذه الأبنية باستمرار إلى عمليات إصلاح وترميم بعد هطول أمطار الصيف التي تُضعف هيكلها.
أشهر مدينة في وادي حضرموت هي شِبام، وتسمى ”مانهاتن الصحراء“، وذلك بسبب مبانيها الشاهقة التي ترتفع من الهضبة الصحراوية. يبلغ عدد سكان هذه المدينة الصغيرة 7000 نسمة، ويوجد فيها حوالي 500 منزلٍ طيني، تتألف هذه المنازل من 5 إلى 11 طابقاً، ويصل ارتفاعها لنحو 30 متر، وجميعها مبنية من الطوب اللبن بالكامل.
يقع بالقرب من وادي حضرموت مكان آخر رائع وهو وادي دوعن. يعد وادي دوعن أحد روافد وداي حضرموت ويحتوي أيضاً على العديد من البلدات والقرى بجانب ضفاف الوادي وفوق المدرجات والهضبة المحيطة.
ووفقاً لمؤسسة دوعن للعمارة الطينية: ”يتفوق التراث المعماري لدوعن اليوم على التراث المعماري لوادي حضرموت، فحافظت دوعن على بلداتها وقراها بشكل أفضل خلال العقدين الماضيين“.
تقع قرى وادي دوعن الأكثر جاذبية في الشمال والجنوب، حيث يوجد هناك قبر حسن بن حسن الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، وهو موقع حجٍّ محلي وقرية شبه مهجورة، وكذلك قرية الحجارين الرائعة التي تقع على جانب منحدر، وهي واحدة من أقدم القرى في المنطقة. يحتوي الوادي على إحدى أكبر القرى أيضاً، وتسمى قرية سيف.
كانت اليمن من أقدم مناطق الحضارة الإنسانية، ومع ذلك، تعتبر الآن إحدى أفقر الدول العربية. خلال العقود الأخيرة، أصبحت منطقةً ساخنة تصول فيها الجماعات الإرهابية، الأمر الذي جعل السفر إلى هذا البلد الجميل أمراً شبه مستحيل ويمثل خطراً كبيراً على الحياة.
تابعوا المزيد من الصور:
