in

تعرف على قصة بناء جسر كامبريدج المثير للفضول، الذي تم بناؤه بالكامل من خشب مستقيم على الرغم من شكله المقوس

جسر كامبريدج الرياضي.

الجسر الرياضي في كامبريدج هو عبارة عن جسر خشبي للمشاة عبر نهر (كام)، وهو جسر يربط الأجزاء القديمة والجديدة من كلية (كوينز) في كامبريدج، يحظى هذا الجسر بإعجاب كبير بسبب تصميمه المثير للفضول، حيث تم بناؤه بالكامل من خشب مستقيم على الرغم من شكله المقوس.

جسر كامبريدج الرياضي
العوارض الشعاعية والمماسية لجسر كامبريدج في كلية (كوينز) مع تعيين العناصر المتماسة. صورة: Wikimedia

أشاد الكاتب (إدموند كارتر) بالجسر في كتاب تاريخ جامعة كامبريدج واعتبره واحداً من أكثر قطع النجارة التي تثير الفضول في إنجلترا، حيث تم ربط الأخشاب بطريقة غريبة وتم دعمها بواسطة أعمال حجرية. يرتفع هذا الممر 12 مترًا في المنطقة الصافية وبهذا الارتفاع لا يمكن أن تصل مياه الفيضان الشائع إلى أدنى الأخشاب فيه.

تم بناء الجسر الرياضي من قطع الخشب المتشابكة، وتم تعيين كل ضلع من البنية الفوقية باستخدام الظل إلى الدائرة التي تحاكي الجانب السفلي من قوس الجسر، أما في القوس نفسه فيكون كل عضو تحت قوة ضغط مع قوة جانبية ضئيلة أو معدومة قد تسبب الانحناء، وعندما تتقاطع العناصر الرئيسية تنقل الوصلة الخشبية قوى الضغط من عنصر إلى آخر، مع وجود مسمار يعمل على تثبيت المفاصل معاً بشكل جانبي بدلاً من تحمل أي ضغط.

يوجد في الجسر عناصر شعاعية أيضاً وظيفتها دعم السور العلوي، كما أن سطح الحاملة مدعوم بعوارض أفقية متصلة بأسفل العنصر الشعاعي، وبذلك عند تطبيق الحمولة يتم توزيع القوى العمودية على طول العناصر المتعلقة بظل الزاوية كضغط معاكس لقوى الضغط من العناصر الأخرى، وبالتالي تحقيق التوازن بين بعضها البعض.

جسر (أولد وولتون) 1754.
جسر (أولد وولتون) 1754. صورة: wikiart

تم بناء الجسر في عام 1749م بناءً على تصميم قام به المهندس المعماري (ويليام إثيريدج)، وهو المعماري الذي صمم جسر Old Walton المماثل لجسر كامبريدج لكن أكبر منه بكثير فوق نهر (التامز)، ومع ذلك لم يكن تصميم الجسر الرياضي هو الفكرة الأصلية لـ(إثيريدج)، ففي عام 1737م اقترح (جيمس كينج) وهو النجار الرئيسي في جسر (وستمنستر)، تصميماً مشابهاً باستخدام الروابط الشبكية وذلك عند تصميمه لجسر (وستمنستر) الخشبي، لكن ولسوء الحظ انهارت بعض الهياكل التحضيرية عندما تجمد نهر (التامز) في شتاء 1739-1740 وتم التخلي عن التصميم.

وبعد بضع سنوات عندما تم وضع حجر الأساس لجسر (وستمنستر)، تم تعيين (جيمس كينج) مرة أخرى لإقامة المراكز الخشبية التي ستوضع عليها الأقواس الحجرية، والحقيقة أنه استخدم نفس نظام شد الثقب والشعاع الذي استخدمه في تصميمه السابق للجسر الخشبي الفاشل، وقد سمح هذا التصميم للسفن بالمرور تحت الأقواس أثناء تشييدها.

تصميم (ليونادردو دافينشي) الذي يدعم نفسه بنفسه
تصميم (ليونادردو دافينشي) الذي يدعم نفسه بنفسه.

كان (وليام إثيريدج) مشرفًا على (جيمس كينج)، ثم تولى (إثيريدج) العمل في (وستمنستر) بعد وفاة الأخير في عام 1744م، والجدير بالذكر أنه من المحتمل أن (إثيريدج) استوحى تصميمه من (جيمس كينج) عندما رسم مخطط الجسر الرياضي في (كامبريدج)، وربما يكون (جيمس كينج) نفسه قد استوحى تصميمه من حرفي ومهندس مبدع وهو (ليوناردو دافنشي).

بالعودة إلى دفتر ملاحظات (ليوناردو دافنشي) المحفوظ في المكتبة البريطانية، نلاحظ أنه يوجد تصميم مشابه بشكل مثير للريبة لجسر تم بناؤه باستخدام قطع خشبية متشابكة، كما يبين أن (دافنشي) لم يستخدم مسامير أو أدوات تثبيت لأن الهيكل كان يدعم نفسه بنفسه، وهذا يؤكد القصة الشائعة حول الجسر الرياضي والتي تفترض أنه تم بناؤه في الأصل دون استخدام المسامير، ولكن عندما قام طلاب الجامعة بتفكيك الجسر لرؤية كيف نجحت تلك الطريقة، لم يتمكنوا من إعادة تجميعها مرة أخرى واضطروا إلى تثبيت الهيكل باستخدام المسامير.

جسر كامبريدج الرياضي.
جسر كامبريدج الرياضي. صورة: Michael Brace/Flickr

توجد رواية أخرى حول بناء الجسر، حيث يقال أنه تم تصميمه من قبل إسحاق نيوتن، والحقيقة أنه لا يوجد دليل على ذلك كما أن وفاة نيوتن سبقت بناء الجسر بـ22 عاماً.

وتجدر الإشارة إلى أنه ظهرت العديد من الجسور المشابهة لتصميم (دافنشي) في كثير من المناطق حول العالم، مثل جسر المشاة في شمالي الدنمارك.

جسر المشاة الخشبي في شمال الدنمارك
جسر المشاة الخشبي في شمال الدنمارك. صورة: core77
جسر كامبريدج الرياضي.
جسر كامبريدج الرياضي. صورة: Steve James/Flickr
جسر كامبريدج الرياضي.
جسر كامبريدج الرياضي. صورة: Jocelyn Erskine-Kellie/Flickr

مقالات إعلانية