يعتبر شارع (بالدوين) في مدينة (دندين) النيوزيلندية أكثر الشوارع السكنية انحداراً في العالم وفقاً لكتاب غينيس للأرقام العالمية. يعيش سكان الشارع حياتهم اليومية بطريقة مختلفة كثيراً عن باقي سكان الأحياء العادية، إذ أنهم يقومون بشق طريقهم على منحدر تبلغ درجة انحداره 35 بالمائة ليعودوا إلى منازلهم كل يوم، إضافة إلى ذلك يجب عليهم تفادي جحافل السياح الذين قدموا لتجربة المرور فوق ذلك المنحدر، والذين يقومون في بعض الأحيان باستعمال حدائق منازلهم كمراحيض بسبب عدم توفر المرافق العامة.
قام المسؤولون بتركيب مرحاض عام في الشارع قدرت كلفته بـ90 ألف دولار، والذي كان لابد من إنشائه نظرا لشعبية الشارع المتزايدة التي جذبت انتباه العديد من الزوار والسياح. تقع المدينة النيوزيلندية (دندين) على مسار رحلات السفن السياحية التي ترسو على مينائها باستمرار، وبعد أن ذاع سيط الشارع الأكثر انحدارا في العالم أصبح العديد من المسافرين على متن تلك السفن يجعلون زيارته ضمن برنامجهم السياحي.

صرح المسؤول على الكنيسة المحلية (ستيف أوكونور) لراديو نيوزيلاندا بأنه كان يحث المجلس على تثبيت المرحاض منذ وقت طويل. وقال: ”كان بعض سائقو الحافلات المليئة بالسياح يدعون ركابها للذهاب واستخدام مراحيض الكنيسة وهم سعداء للغاية للقيام بذلك دون أن يستشيروا أحداً من المسوولين في الكنيسة. كان المسؤول الإداري الخاص بالكنيسة في صدد إغلاق الأبواب في أحد الأيام وسمع أصواتًا قادمة من الرواق وكان هناك حوالي 15 شخصًا ينتظرون استخدام المرحاض“.
اشتكى العديد من أصحاب المرافق العامة مثل (غافين موكفورد) وهو صاحب مقهى محلي يدعى The Grid من استعمال السياح لمراحيضهم وقال: ”إن التدفق المستمر للسياح الذين يتوقفون فقط لاستخدام مرحاض المقهى قد تسبب لي في العديد من الخسائر، مثل كسر مقعد المرحاض والخزان والمغسلة التي انتزعت من الجدار“.
قال (لينيت) وهو أحد السكان المحليين لراديو نيوزيلاندا: ”كان بعض زوار الشارع أكثر وقاحة، فقد شاهدت رجلاً قبل بضع سنوات وكان على وشك استخدام حديقة منزلي كمرحاض فصحت في وجهه، لكنه واصل ما كان يقوم به وقال لي أنه آسف لكنه مضطر لفعل ذلك“.
بعد إنشاء ذلك المرحاض العام؛ يأمل سكان الشارع بأن تتوقف مثل تلك الحوادث، ولكن مع وجود أكثر من 40 سائحا في وقت واحد يسيرون كل مرة على دروب شارع (بالدوين) قد لا يكون توفير مرحاضا واحدا كافيا.
يقع شارع (بالدوين) على بعد بضعة كيلومترات شمال شرق وسط مدينة (دندين)، وهو أكبر طريق سكني انحدارا في العالم، يبلغ طول الشارع 350 متراً ويرتفع من 30 متر إلى 100 متر فوق مستوى سطح البحر، وهذا يمثل متوسط تدرج قدره [5:1 أي ارتفاع مقداره متر واحد كل مسافة 5 أمتار] أو 20 بالمائة. القسم العلوي للشارع أكثر حدة بكثير حيث يبلغ متوسط انحداره [1:3.4] وبحد أقصى [1:2.8] أو 35 بالمائة.
كان انحدار الشارع غير مقصود، إذ أنه تم تخطيط شوارع المدينة تبعاً لنمط شبكي من قبل المخططين في لندن دون أخذ التضاريس بعين الإعتبار.

في كل عام؛ يشهد الشارع العديد من التظاهرات الرياضية مثل السباقات السريعة حيث يتنافس العداؤون من أسفل الطريق إلى الأعلى ويعودون أدراجهم، محاولين تحطيم رقم تلك الدورة القياسي الذي يقدر زمنه بـ1 دقيقة و56 ثانية.
يتدفق راكبو الدراجات أيضًا إلى المنحدر لاختبار لياقتهم البدنية، وقد تنافس في إحدى المرات أكثر من 150 راكب دراجة وفاز (تيم تيمبان) الذي لا يزال حالياً صاحب الرقم القياسي بزمن قدره دقيقة واحدة و 34 ثانية.
هناك العديد من راكبي الدراجات الآخرين الذين يتنافسون على لقب «تسلق أكثر الطرق انحدارًا في العالم» ومعظمهم من بريطانيا، ينبغي عليهم أن يكونوا على دراية بوجود عدد كبير من الشوارع المنحدرة الأخرى في بلدهم مثل:
منحدر (هاردكنوت) في منطقة (ليك ديستريكت) في شمال غربي إنكلترا، ومنحدر مرفأ (روسيدال) في (بيكرينغ) في مقاطعة (يوركشاير) شمال شرق إنجلترا، ويكلاهما ينحدران بنسبة [1:3] أو 33 في المائة:

يعتبر شارع Ffordd Pen Llech في (هارلك) في الويلز، منحدرًا بنسبة 36.6 في المائة (أو 40 في المائة حسب علامة تحذير السيارات)، لكن شارع Vale في (بريستول) أكثر حدة من ذلك، ولو لبضعة أمتار فقط:

بالانتقال إلى خارج بريطانيا؛ هناك شارع (كانتون) في مدينة (بيتسبرغ) الأمريكية بانحدار قدره 37 في المائة:
شارع (إلدريد) في مدينة (لوس أنجلوس) الأمريكية بانحدار قدره 37 في المائة:
شارعي Filbert و22 في مدينة (سان فرانسيسكو) في كاليفورنيا بانحدار قدره 31.5 في المائة:

طريق (وادي وايبيو) في هاواي الذي ينحدر 39 في المائة:
