in

دخلك بتعرف Inemuri، الفن الياباني في النوم خلال ساعات العمل

عادة Inemuri

في معظم البلدان، لا يمكن للنوم أثناء العمل أن يسبب لك الإحراج فحسب بل قد يكلفك وظيفتك، لكن في اليابان يعد النوم خلال العمل أمراً شائعاً ومقبولاً اجتماعياً، بل وغالباً ما يُنظر إليه على أنه علامة على الاجتهاد، ويُفهم منه أن الشخص يبذل كامل جهده في وظيفته لدرجة الإعياء.

يمكن القول إن اليابان هي واحدة من أكثر الدول حرماناً من النوم في العالم، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن متوسط نوم اليابانيين لا يتجاوز 6 ساعات و35 دقيقة خلال الليل، ولذلك ينام معظمهم في وسائل النقل أو العمل أو الحدائق العامة أو المقاهي أو المكتبات أو مراكز التسوق أو في أي مكان عام آخر. لدى اليابانيين كلمة شائعة للتعريف عن هذه الحالة وهي Inemuri التي يمكن نقلها للعربية بعبارة «الحاضر النائم».

يابانيون نائمون في أماكن العمل
يابانيون نائمون في أماكن العمل – صورة: hiroo yamagata من فليكر
التقط هذه الصورة أحدهم في صباح يوم عمل عندما كان متوجها إلى (طوكيو) على متن القطار
التقط هذه الصورة أحدهم في صباح يوم عمل عندما كان متوجها إلى (طوكيو) على متن القطار – صورة: Amir Jina من فليكر

لا أحد يعرف ظاهرة «الحاضر النائم» أفضل من الدكتورة (بريجيت ستيغر) الباحثة في جامعة (كامبريدج)، والتي تدرس الثقافة اليابانية، كتبت الدكتورة (شتيغر) في مقال لـBBC: ”لقد لاحظت هذا السلوك الملفت لأول مرة خلال إقامتي الأولى في اليابان في أواخر الثمانينيات، في ذلك الوقت كانت اليابان في ذروة ما أصبح يعرف باسم ’الفقاعة الاقتصادية‘ Bubble Economy -وهي مرحلة نمو اقتصادي سريع ولكن محفوف بالمخاطر، وكانت الحياة اليومية محمومة حينها حيث ملأ الناس جداول أعمالهم بمواعيد العمل والنشاطات الترفيهية، ولم يكن لديهم أي وقت للنوم“.

خلال تلك الفترة من الازدهار الاقتصادي التي تلت الحرب، اكتسبت الأمة اليابانية سمعة بأنها أمة مجتهدة وليس لديها وقت للنوم، وكان الناس يعملون لساعات طويلة ثم يأخذون قيلولة في وسائل النقل خلال رحلة العودة إلى المنازل. كان الطلاب يسهرون لوقت متأخر من الليل وهم يدرسون ثم يغفون خلال الحصص الدراسية صباح اليوم التالي. قد يبدو الأمر غير منطقي لكن النوم أثناء الاجتماعات والدروس واللقاءات الاجتماعية هو أمر مقبول في الثقافة اليابانية.

ولكن هناك قواعد للـInemuri، تقول (ستيغر): ”يعتمد الأمر على وضع الفرد، فإن كان جديدًا في الشركة وأراد إثبات نشاطه وانخراطه في العمل، فلا يمكنه النوم، أما إن كان عمره 40 أو 50 عامًا وكان موضوع [الاجتماع] لا يعنيه فيمكنه النوم. كلما ارتفع مستواك الاجتماعي استطعت النوم أكثر“.

عادة Inemuri
تعتبر عادة Inemuri مختلفة تمامًا عن النوم ليلاً – صورة: Adrian Storey/Uchujin
رجل مرهق نائم في قطار في طوكيو
رجل مرهق نائم في قطار في (طوكيو) – صورة: tokyoform من فليكر
يأخذ سائق التاكسي هذا قيلولة خفيفة على متن سيارته في اليابان.
يأخذ سائق التاكسي هذا قيلولة خفيفة على متن سيارته في اليابان – صورة: Dimitry B من فليكر

هناك دليل آخر قد يساعد في فك رموز القواعد المعقدة للـInemuri يكمن في المصطلح نفسه «الحاضر النائم». تقول (ستيغر): ”على الرغم من أن النائم قد يكون غائباً عقلياً، إلا أنه يجب أن يكون متاحاً عند الحاجة إليه. يجب على وضعية جسدك أن توحي بأنك نشط ومهتم خلال اجتماع ما، لا يمكنك النوم تحت الطاولة؛ عليك فقط أن تجلس كما لو أنك تستمع باهتمام، ثم احني رأسك إلى الأسفل ببساطة، ونم“.

يمكن العثور على عدد قليل من السلوكيات المشابهة لثقافة الـInemuri في بلدان أخرى، مثل الـSiesta الاسبانية (قيلولة قصيرة تؤخذ بعد الظهيرة بقليل، وغالبا بعد وجبة الغداء)، والـRiposo الايطالية (استراحة غداء طويلة تدوم لمدة 2 إلى 3 ساعات مما يسمح للناس بأخذ قيلولة).

في السنوات الأخيرة، تم تبني ممارسة القيلولة خلال العمل من قبل عدد من الشركات العالمية، الجدير منها بالذكر: شركة Apple وGoogle وNike وBASF وOpel وthe Huffington Post وProctor & Gamble، التي توفر غرف قيلولة ومقصورات نوم للموظفين ليأخذوا قيلولة قصيرة خلال ساعات العمل.

رجل نائم فوق حوض شجرة في (طوكيو)
رجل نائم فوق حوض شجرة في (طوكيو) – صورة: sekihan من فليكر
صورة من آخر قطار ليلي يعود من (طوكيو). هذا المشهد مألوف جدا في اليابان خصوصا في هذه الساعة من الوقت التي التقطت فيها الصورة.
صورة من آخر قطار ليلي يعود من (طوكيو). هذا المشهد مألوف جدا في اليابان خصوصا في هذه الساعة من الوقت التي التقطت فيها الصورة – صورة: Amir Jina من فليكر
موظفون يابانيون مرهقون من ساعات العمل الطوال نائمون في القطار
موظفون يابانيون مرهقون من ساعات العمل الطوال نائمون في القطار – صورة: Vin on the move من فليكر

مقالات إعلانية