in

كم مرة يجب عليك الاستحمام لتبقى نظيفا وتحافظ على صحتك في آن واحد؟

امرأة تستمتع بالاستحمام

لا شيء يضاهي حماما مريحا بعد عناء يوم طويل وشاق، خاصة إن كانت التمارين الرياضية من بين نشاطاتاك في ذلك اليوم، فتجد نفسك بعد ذلك ينتابك شعور غامر بالراحة والاسترخاء والنظافة.

إن المحافظة على النظافة الشخصية هي ما يساعدنا على حماية أنفسنا من العدوى وبعض الأمراض، وكذا انبعاث روائح كريهة من أجسامنا، ومن الصعب تخيل تحقيق نظافة شخصية دون الاستحمام.

لكن السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهاننا هو: هل نحتاج إلى الاستحمام بمعدل يومي من أجل المحافظة على أجسامنا نظيفة؟ أم أن ذلك له مضار تتجاوز منافعه؟ أو بطريقة أخرى: كم مرة يجب علي الاستحمام لأبقى نظيفا بشكل صحي؟

على ما يبدو لا توجد أية قواعد مضبوطة حيال هذا الأمر، لكن بعض العلماء لديهم بعض النصائح ليمنحوننا إياها بناء على ما نعرفه حول بيولوجيا بشراتنا وما قد يكون يعيش عليها من بكتيريا.

طبقات الجلد

الجلد البشري، أو البشرة، هي أكبر عضو في جسم الإنسان، التي تقوم بصد كل ما هو مضر وذو مصدر خارجي من الولوج إلى داخل الجسم والتسبب له في الأذى والأضرار، حيث تغطيها مجتمعات كاملة ودؤوبة من البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، وحتى مفصليات الأرجل القزمة -للتوضيح: فالمفصليات هي حيوانات تنتمي إلى عائلتها العناكب.

يعتقد العلماء أن معظم هذه الميكروبات أو الكائنات المجهرية التي تحملها معك في بشرتك هي غير ضارة تماما، لكن بينما تحتك بالآخرين والعالم من حولك، يرتفع خطر نقلك لميكروبات أخرى -تكون التقطها من الخارج بواسطة احتكاك الأيدي في غالب الأحيان- قد تتسبب في مرضك، وعندما تقوم بفرك عينيك أو حمل الطعام ووضعه في فمك بيدك فأنت بذلك قد تساعد هذه الكائنات المجهرية التي قد تكون ضارة على المناورة وتجاوز حاجز البشرة بأن تمنحها ولوجا حصريا ومباشرا إلى داخل جسمك.

لهذا يعتبر غسل اليدين بالصابون أمرا في غاية الأهمية، خاصة إذا كنت تعمل في مجال الطب أو خدمات الإطعام.

للتوضيح أكثر: إن الصابون عبارة عن مادة مؤثرة سطحية ذات تفاعل سطحي، مما يعني أنه مصنوع من جزيئات تستطيع ربط الماء وأمور أخرى على شاكلة الأوساخ والزيوت والبكتيريا، مما يمكنك من شفط كل ما سبق والتخلص منه باستعماله، تماما كما تمليه القاعدة الذهبية: ”عدد أقل من الجراثيم يعني احتمالا أقل في الإصابة بالعدوى“.

لكن ماذا عن غسل بقية جسمك؟

تملك البشرة العديد من الغدد التي تفرز العرق والزيوت على الدوام، مما يخفض درجة حرارة جسمك ويبقي على بشرتك رطبة وصحية، لكن يجب أن يكون هناك توازن دقيق، ذلك أن بعض البكتيريا تقوم بهدم العرق، وإطلاق بعض الجزيئات التي تنبعث منها رائحة كريهة، وإن حدث وتركت بشرتك تتراكم فيها الأوساخ وخلايا الجلد الميتة والزيوت فستسد مسامات جلدك مما يقود إلى العديد من المشاكل الجلدية، التي تعتبر مشكلة حب الشباب من بينها، لذا، قد يساعدك الاستحمام باستخدام الصابون على التخلص من بعض العرق والزيوت لكي تحافظ على صحتك ومظهرك ورائحتك.

في بعض الحالات، مثل الليلة التي تسبق الخضوع لعملية جراحية، قد يطلب الجراح من المريض أن يغتسل بالصابون المضاد للميكروبات، الذي يتضمن موادا كيميائية إضافية مصممة خصيصا لقتل الميكروبات، ذلك لتجنب تسلل بعض الكائنات المجهرية الخطيرة إلى داخل جسم المريض بينما يكون الجراح في طور إجراء العملية الجراحية.

وفي الجهة المقابلة، قد يتسبب الإفراط في الاستحمام ببعض المشاكل كذلك، منها أن يعبث بالميكروبات التي تعيش بصورة طبيعية على بشرتك فيخل بتوازنها ويؤدي إلى تناقص أعداد البكتيريا النافعة على سبيل المثال التي يحتاج إليها الجسم من أجل المحافظة على صحته.

تشققات البشرة الجافة
تشققات البشرة الجافة – صورة: قناة SciShow على يوتيوب

وبما أن الصابون والماء يعملان على إزالة الزيوت معا، فقد تصبح بشرتك جافة لدرجة تحدث بها تشققات في طبقتها الخارجية مما يسهل الأمر على الميكروبات في الدخول إلى الجسم، لذا تجد خبراء الأمراض الجلدية يشددون على أن تلك الاستحمامات اليومية التي تقوم فيها بفرك جسمك كله بالصابون قد تكون مضرة أكثر منها نافعة، إلا إن كنت ممن يعانون من التعرق المفرط، أو ممن يمارسون الرياضة كل يوم.

ومنه فإن الاستحمام كل يومين أو أكثر قد يكون أفضل روتين صحي تتبعه من أجل الإبقاء على مجتمع الميكروبات النافعة التي تعيش على بشرتك سعيدة، وفي نفس الوقت تبقي هي عليك صحيا وسعيدا كذلك.

مقالات إعلانية