أنشأ (فيكتور لانجيلد) حديقة منحوتات مخصصة للبالغين فقط، ولكنها لا تشبه ما قد تتوقعه، حيث تحتوي الحديقة، المسماة «طريق فيكتور»، على تماثيل عارية تجسد مشاهد عنيفةً إلى حدٍّ ما، مصنوعةً من الجرانيت الأسود. ومع ذلك فإن الهدف من هذه المنحوتات ليس الإباحية، فهي تهدف إلى إعادة التوجيه الروحي والتنوير الفلسفي.
كان مؤسس الحديقة (لانجيلد) في غاية الجدية بشأن هذه التجربة التأملية، لدرجة أنه أغلق الحديقة لفترة وجيزة في عام 2015 بعد أن أساءت بعض العائلات فهم الهدف من الحديقة واعتبروها منتزهاً ترفيهياً. كان من المفترض أن يكون مدخل الحديقة، الذي هو عبارة عن مهبل بأسنان، الدليل الأول على أن هذه الحديقة لا تشبه ديزني لاند.
كتب (لانجيلد) على موقع المنتزه على شبكة الإنترنت: ”لم يكن الهدف من حديقة «طريق فيكتور» أن تصبح مركز جذب سياحي وتجاري ضخم. من المؤلم أن الأعداد الضخمة من الزوار التي تغص بها الحديقة أيام السبت و الأحد بدأت بإفساد أجواء التأمل“.
وعلى الرغم من ذلك، أعيد فتح الحديقة في عام 2016 ولكن مع مجموعة من القواعد الصارمة. حيث أن التماثيل التي تعبر عن العديد من الرموز الهندوسية من المفترض أن يتأملها أولئك الذين يعانون من أزمة منتصف العمر أو أزمة وجودية.
خُصصت اللوحة الموجودة على البوابة لعالم الرياضيات الشهير (آلان تورينج). يلخص (لانجيلد) وصفه لحديقته بأنها (آلة تورينج) ويحاول فيما يلي شرح ما يعنيه بذلك:
”آلة تورينغ هي مجموعة من القوانين غير المحددة الموضع (مجردة أو عالمية) والتي تستطيع محاكاة أو نسخ، وبذلك تصبح بدورها أي مجموعة محددة الموضع من القوانين (أي لها حدود)، وبالتالي وفقاً لذلك أي مجموعة منهما غير قابلة للتحديد“. تابعوا الصور المُلتقطة لأشهر منحوتات الحديقة:
لا تنس متابعة قراءة المقال في في الأسفل بعد الاستمتاع بمشاهدة جميع صور المنحوتات الرائعة.
1. يتكوّن مدخل حديقة «طريق فيكتور» من منحوتةٍ على شكل مهبل بأسنان و يتدلى من أعلى المهبل ثعبانٌ حجري يتموضع في مكانٍ مميز
2. خُصصت لوحة على جانب مدخل الحديقة لعالم الرياضيات الشهير (آلان تورينج)
3. يُجسِّد هذا التمثال تحديداً الانفصال بين الأم وطفلها
4. تُمسِك الأم طفلها من جانبٍ واحد بينما تدفعه بالطرف الآخر بعيداً
5. تتوضع جمجمة بشرية أسفل قدم المرأة في موقعٍ مميز
6. يرمز مجسم الملّاح هذا إلى الإرهاق بشكلٍ أساسيّ
7. يُفترض أنَّ سفينة الملاح غارقة تحت الماء، مما يجعله غير قادر على الوصول إلى ”الشاطئ“ التّالي في حياته
8. يرمز تمثال الرجل المقسوم إلى الحالة العقلية والبدنية المروعة لاختلال الوظيفي
9. فسرَّ المبدع (فيكتور لانجيلد) عدم امتلاك هذا التمثال لقضيب وذلك لأنه يفشل في تطبيق «زخمه الإبداعي»
10. يحتاج الرجل المنفصل إلى العودة لحالته الأصلية وبالتالي شخصيته الأساسية
11. ذُكِرت العبارة «خلق أو موت» مرتين على الأقل داخل الحديقة
12. يقول (لانجيلد) أن تمثال الإصبع يمثل الاتجاه الأساسي للحياة (ربما الاتجاه المفقود حالياً من الرجل المنقسم)
13. يُجسِّد تمثال بوذا الصائم التأمل الشديد
14. يمتلك بوذا الصائم هاتفاً خلوياً قديماً من نوكيا مُثبّتاً بردائه الخلفيّ
15. يُظهِر تمثال الصحوة طفلاً يولد من قبضة، ويمكن تفسير هذا بطرقٍ متنوعة
16. لقد حلَّ تمثال رجل النعيم مشكلته التي تتمثل بتحقيق التنوير
17. يُجسِّد تمثال اللورد شيفا في البركة شخصاً ناضجاً مدفوعاً ليعيش الحياة على أكمل وجه
18. تحتفلُ مجموعة من تسعة منحوتات غانيشا بإله الحكمة والمعرفة الهندوسي الشهير بطرقٍ مختلفة
19. يظهر هنا تمثال غانيشا مع طبول بونغو
20. تظهر تماثيل غانيشا وهي ترقص
21. يظهر تمثال غانيشا يعزف على آلةٍ موسيقيّة
22. يقرأ غانيشا كتابه بسلام
23. مجسمٌ لفأر خلف تمثال غانيشا، يثبّتُ على حزامه قطعةً من تقنية سوني
24. يجلسُ فأرٌ آخر في جعبته جهاز Apple Mac
25. يُظهِرُ ثلاثي من منحوتات غانيشا التنوع المثير للمنحوتات في الحديقة
أساسيات حديقة طريق فيكتور
تقع حديقة «طريق فيكتور» في مقاطعة ويكلو في آيرلندا، وتمتد على مساحة 22 فداناً، وتفتح أبوابها خلال أشهر الصيف فقط. تضم حديقة النحت سبع منحوتات رئيسية و37 منحوتة صغيرة، استغرق إكمالها 25 عاماً. أسس (لانجيلد) حديقة النحت في عام 1989 بعد رحلة إلى الهند حيث شرع في الحصول على التنوير الروحي.
وُلد (لانجيلد) في برلين، وعاش مع مجموعة من مختلف الديانات عبر رحلته في أسيا. حصل على الإلهام من رحلاته، وقام بدعم وتصميم قسم كبيرمن الحديقة بنفسه.
للدخول إلى حديقة النحت، عليك السير عبر مجسم لمهبل مسنن مصنوع من الجرانيت الأسود ويحرسه ثعبان حجري. بمجرد دخولها، يتجسد العنصر الرئيسي للحديقة بالتماثيل الرئيسية السبعة، التي تم إنشاؤها لجلب الزائرين المحتاجين لتحقيق الذات ومساعدتهم لتخطي أي أزمة وجودية يمرون بها. صُممت التماثيل من طرف (لانجيلد)، بينما صُب الجرانيت الأسود والبرونز من طرف فنانين بالهند.
من المفترض أن تقودك هذه التماثيل إلى مسار من الروحانية والتفكير. يوجد عدد وفير من المقاعد المخصصة للجلوس والاسترخاء للمساعدة في التنوير. بعد الانتهاء من التماثيل الرئيسية، هناك العديد من منحوتات ”غانيشا“ من أجل المتعة.
من غير المعروف عدد الزوار للحديقة سنوياً، ولكن من المحتمل أن العدد أكبر مما يريد (لانجيلد). كما يشرح على موقع الحديقة الإلكتروني: ”صُمم «طريق فيكتور» كمساحة للتأمل والتنوير للبالغين الوحيدين بين عمر 28 و65 عاماً ويشعرون بالحاجة إلى قضاء بعضاً من الوقت في الراحة والاستشفاء والتنوير“.
تطور «طريق فيكتور»
عندما افتتح المنتزه في عام 1989، كان تحت مسمى «طريق فيكتور». في وقت ما، شهد (لانجيلد) لقاءً جنسياً أعطاه ما يسمى بـ ”الجنس التنتري القديم“. (يمكنك قراءة قليلاً من قصة لانجيلد الشخصية ومعرفة ما يقصده بذلك). فأعاد تسمية المنتزه ب «طريق فكتوريا» لتحقيق هذا الخلاص الجنسي الروحاني. في الأعوام الأخيرة، أصبحت الحديقة مركز جذب سياحي للعائلات، وهذا ما سبب انزعاج (لانجيلد). لذا قام بإغلاقها في عام 2015 وأعاد فتحها في عام 2016 تحت المسمى الأصلي «طريق فيكتور». في هذه المرة كانت القيود والتعليمات صارمةً وتم تحديد العمر، وشدد على الغرض الروحي المقصود من النحت.
المنتزه ملتزم بهدف
ربما يسمح معظم الناس لأي شخص بدفع ثمن تذكرة الدخول بالولوج عبر البوابة وزيارة الحديقة. لكن (لانجيلد) ليس كمعظم الناس.
لدى (لانجيلد) قاعدة غريبة إلى حد ما بأن الحديقة ليست مناسبة للمراهقين، ولكن الأطفال مرحبٌ بهم. ربما بسبب إمكانية وصول المراهقين بدون إشراف. هناك أيضاً سياسةً تنص على اصطحاب كلب واحد.
من الموصى به السترات الخارجية و الأحذية العازلة للماء، الأمر يشبه السفر والتأمل في طريق لوحدك، ويجب ترك الهواتف المحمولة مهملةً واستخدامها فقط لإلتقاط الصور للتماثيل. من المقترح أيضاً أن تمشي بروية وأن تبقى مسترخياً وجالساً على المقاعد ومتأملاً للمنحوتات.
أمازلتَ تتسأل عن الغاية والهدف وتريد التحقق من ذلك؟ استمع إلى ما يقوله (لانجيلد): تناسب الحديقة الرياضيين الروحيين الذين يتحدون الموت والباحثين عن الخلاص النفسي والروحاني.
إذا وجدتَ هذا المنتزه يمثل حلمكَ الأكثرَ واقعيةً، عليكَ الذهاب مباشرةً إلى «طريق فيكتور» أنت بالتأكيد الشخص المناسب لزيارتها.