سفيان عشي
لدى النيوزيلنديين طريقة فريدة في التخلص من الأغراض المهملة التي لم يعودوا في حاجة إليها، فهم يقومون بتعليقها على السياجات حيث تبقى هناك للأبد.
يتم تعليق كل غرض انتهت صلاحيته وفترة استعماله على السياج من أحذية، وحمالات صدر، وفراشي أسنان، ودراجات هوائية، وذلك على سياجات تكون غالبا على جوانب الطرق.
لربما كان الأكثر شهرة من بينها هو سياج (كاردرونا) الخاص بحمالات الصدر في (أوتاغو المركزية)؛ هذا السياج الذي بدأ رحلته إلى الوجود في صباح يوم في سنة 1999، عندما عُثر على أربعة حمالات صدر خاصة بأربعة نساء معلقة على سياج على طول الطريق، مرفرفة لدى أدنى نسمة هواء.
يشاع بأن مجموعة من النساء كن يحتفلن بمطلع السنة الجديدة في (فندق كاردرونا)، وبعد أن غادرن في وقت متأخر من الليل، قررت هذه النساء نزع حمالات صدورهن وتعليقها على السياج.
خلال الأسابيع القليلة التي تلت ذلك، ارتفع عدد الحمالات على السياج بشكل ثابت، حيث أصبحت هناك ستون حمالة إضافية مع حلول نهاية شهر فبراير في سنة 2000.
مع انتشار الأخبار حول هذا السياج، بدأت المزيد من الحمالات تأخذ في الظهور على السياج نفسه، وفي السنوات اللاحقة تضاعف عدد الحمالات إلى المئات وأصبح هذا السياج مقصدا فريدا من نوعه للسواح، والذي بات يحظى باهتمام عالمي.
- بإمكانك عزيزي القارئ مطالعة مقال كامل وحصري حول ذات السياج على موقعنا من هنا.
يقع ”سياج فرشاة الأسنان“ على طريق ريفي هادئ في (تي باهو) على بعد حوالي مسيرة نصف ساعة عن مدينة (هاميلتون).
زُيّن هذا السياج على جانب الطريق بواسطة مئات فراشي الأسنان المتعددة ألوانها الزاهية والبراقة، ويعتبر منشئ هذا السياج التقليدي الريفي رجلا محليا يدعى (غرايم كايرنس).
في البادئ، كان السياج ينمو ببطء ذلك بإضافة العديد من أصدقاء (غرايم) وزوار محليون لفراشي أسنانهم إليه، لكن مع اتساع شهرته، بدأ الناس بالتبرع بفراشيهم المستعملة من كل أنحاء البلاد، وحتى من خارجها.
توجد كذلك فرشاة أسنان (هيلين كلارك) الوزيرة الأولى السابقة لنيوزيلندا معلقة على نفس السياج.
يحب الكثير من النيوزلنديين تزيين سياجاتهم كذلك بواسطة الشباشب، التي يطلقون عليها اسم (جاندال)، وهي اختصار للكلمة اليابانية (ساندال).
إن الاسم في واقع الأمر عبارة عن علامة تجارية مسجلة من طرف (موريس يوك) الذي يقال بأنه سجل هذا التصميم الشهير كبراءة اختراع له، لكن الأمر لم يحسم بعد حول من جلب هذا التصميم أول مرة إلى نيوزيلندا.
وفقا لآل (يوك)، فإن (موريس يوك) استلهم تصميم الشباشب من تصاميم ألبسة أقدام كان قد شاهدها في اليابان، ثم بدأ بتصميم وكذا تصنيع هذه الشباشب المطاطية والبلاستيكية في مرأب العائلة في سنة 1957.
إلا أن عائلة (جون كوي) تدعي بأن هذا الأخير هو من قام بجلب لباس الأقدام هذا من اليابان في أربعينيات القرن الماضي، ومنه أطلق عليه اسم (جاندال) كذلك، فهم يقولون بأن (يوك) قام فقط باستيراد الـ(جاندال) وسجله كعلامة تجارية.
بغض النظر عمن يكون قد قام بإدخالها إلى نيوزلندا، فإن الـ(جاندال) تعتبر بشكل ما أيقونة وطنية هناك.
زين هذا السور الإسمنتي في (إلثام) في مدينة (تاراناكي) المركزية باستعمال المئات من ألعاب الأطفال.
تم إنشاء الجدار من طرف مقيمة محلية تعرف باسم (فاي يونغ) في سنة 1997، عندما عثرت على لعبة سيارة تعود لأحد الأطفال ملقاة على الأرض خارج منزلها، فقامت بوضعها فوق جدار إسمنتي من أجل أن يسهل على الطفل صاحبها العثور عليها في حال عاد للبحث عنها، لكن عندما استمرت هذه اللعبة، التي لم يطالب أي أحد بأحقيتها أو ملكيتها، في السقوط من على فوق الجدار، قامت بلصقها بواسطة الإسمنت.
بعد هذا، طلب بعض الأطفال منها أن تضيف ألعابهم إلى ذات الجدار.
يصل طول الجدار اليوم إلى عشرين متر.
