in

كندا تعين حارساً شخصياً للاّجئة السعودية رهف محمد إثر تلقيها تهديداتٍ عديدة على موقع تويتر

رهف محمد في كندا

قامت كندا بتعيين حارسٍ شخصي خاص لحماية المراهقة السعودية اللاجئة رهف محمد بعد تلقيها عدة تهديداتٍ على موقع (تويتر)، وقد منحت كندا اللجوء لرهف يوم الجمعة الموافق للحادي عشر من شهر يناير، بعد أن منحتها منظمة الأمم المتحدة صفة لاجئة.

وقد أتى هذا القرار بعد أن هربت رهف من السعودية إلى تايلاندا عندما كانت في رحلة إلى دولة الكويت مع عائلتها، حاولت بعدها التوجه من بانكوك إلى أستراليا لكن الشرطة التايلاندية منعت دخولها تايلاندا لكونها لا تملك تأشيرة سفر وبدأت محاولات ترحيلها، لكنها قاومت محاولات الترحيل عن طريق تحصين نفسها داخل غرفة فندق المطار، ونالت قضيتها شهرة واسعة إثر قيامها بتوثيق كل ما تمر به على موقع (تويتر).

كان الاسم الأصلي للفتاة السعودية هو رهف القنون، لكنها قامت بعد وصولها إلى كندا بالتخلي عن اسم عائلتها السابق وبدأت باستخدام اسم رهف محمد، وتُساعد منظمة COSTI المتعاقدة مع الحكومة الكندية التي تُعنى باللاجئين رهف على التأقلم مع حياتها الجديدة، وقد قال مدير المنظمة (ماريو كالا) في مؤتمرٍ صحفي عقده يوم الثلاثاء إلى جانب رهف أنّه قام بتعيين حمايةٍ لها بسبب ما وصفه: ”تهديدات متعددة تلقتها على وسائل التواصل الاجتماعية“.

غرّد (فيل روبرتسون)، نائب مدير الشعبة الآسيوية في منظمة (هيومن رايتس ووتش) على موقع (تويتر) قائلاً أنّ رهف قامت بإغلاق حسابها على (تويتر) في العاشر من شهر يناير بسبب التهديدات التي تلقتها، وقد غردت نورا الحربي –صديقة رهف– قائلةً ذات الشيء، وقد قال (كالا) أنّه من الصعب معرفة مدى جدية هذه التهديدات، لكنهم يأخذونها على محمل الجد ويعتزمون عدم ترك رهف لوحدها أبداً.

يمكن لمستخدمي موقع (تويتر) رؤية العديد من هذه التهديدات، بالطبع فمعظمها عبارةٌ عن شتائم وإهانات ووعودٍ بمحاسبة رهف، خصوصاً كونها أعلنت ردتها عن الدين الإسلامي، وهو ما يعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون بالإعدام ضمن المملكة العربية السعودية، ويرى العديد من المستخدمين أنّ ما قامت به هو عارٌ لأهلها ولبلدها ولدينها، ونعتها البعض بـ”العاهرة الطائشة“ التي هربت من بيت أهلها حتى تمارس الجنس وتشرب الكحول، أما البعض الآخر فقد استهجن منح الأمم المتحدة اللجوء لرهف قائلين أنّ الأمم المتحدة عليها مساعدة اللاجئين السوريين والفلسطينيين عوضاً عنها.

بالطبع جُوبهت هذه التغريدات من قبل العديد من الناشطين والناشطات السعوديين ومن جنسيات أخرى أيضاً، الذين وجدوا قضية رهف انتصاراً لحقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكلٍ خاص، كما تفاعل عدد كبير من المغردين السعوديين مع هاشتاغ #اسقطوا_الولاية_ولا_كلنا_بنهاجر والذي أطلقته ناشطات سعوديات مطالبات بإسقاط نظام الولاية، الذي يساهم بقمع المرأة والتحكم في حياتها.

وكان لقضية رهف أبعادُ سياسية أيضاً، فالعلاقات السعودية الكندية متوترة بالفعل وذلك بعد أن قامت السعودية في شهر أغسطس من العام الماضي باستدعاء سفيرها من كندا، وإبلاغ السفير الكندي في الرياض بأنّه غير مرحب به، بعد مطالبة كندا السعودية بالإفراج عن المعتقلين، وهو ما اعتبرته السعودية تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة.

لذا رأى البعض قيام وزيرة الخارجية الكندية (كريستيا فريلاند) باستقبال رهف بنفسها عند وصولها إلى مطار (تورنتو) استفزازاً للسلطات السعودية، لكنها دافعت عن فعلها حيث قالت أنّها فعلت ما كانت ستفعله لابنتها مضيفةً: ”تصورت أنّها ستكون لحظة صعبة وربما مخيفة وقد يُحدث فارقاً بالنسبة لها شخصياً أن تشعر بأنّها تحظى بدعمٍ شخصي وحار من حكومتنا“.

قامت عائلة رهف بالتبرؤ منها بعد وصولها إلى كندا، وفي المؤتمر الذي عقده كلٍ من رهف و(كالا)، قال (كالا) أنّ رهف تدرك مخاطر كونها أصبحت لاجئة وأنّها لا تشعر بالأمان، وقد قال أنها تُعد لاجئةً تتلقى مساعداتٍ من الحكومة وأنّها ستحصل على سكنٍ مؤقت ومساعدةٍ مادية لمدة 12 شهراً، كما سيتم إدراجها في صفٍ لتعلم اللغة الإنجليزية، وقال أنّ منظمة COSTI تبحث عن عائلةٍ دائمة تستطيع العيش مع رهف حيث أنّ ذلك سيشعرها بالأمان أكثر.

قامت رهف قبل أن يتحدث (كالا) بإدلاء بيانٍ باللغة العربية قالت فيه أنّها سعيدةٌ جداً لكونها أصبحت آمنة وتحدثت عن المعاناة التي تعرضت لها والتي تتعرض لمثلها العديد من النساء السعوديات، وقالت أنّها كانت سبب هروبها، وصرحت بأنّها لن تجري مقابلات إعلامية أخرى وأنها ترغب ببدء حياةٍ جديدة عادية وخصوصية مثل أي شابة أخرى تعيش في كندا، وختمت كلامها بقولها: ”واليوم ولسنواتٍ قادمة، سوف أعمل من أجل دعم حرية المرأة في جميع أنحاء العالم، نفس الحرية التي حصلت عليها من لحظة وصولي إلى كندا“.

ما رأيكم بقضية رهف؟ وهل تظنون أنّها أصبحت فعلاً بأمان؟ أم أنّ الحقد والكراهية من الممكن أي يتبعانها إلى كندا حتى! شاركونا آراءكم.

مقالات إعلانية