in

تعرف على قصة بناء ”كنيسة الدجاجة“ الغريبة في أندونيسيا، معبد جميع المسيحيين والمسلمين والبوذيين وحتى الملحدين

كنيسة الدجاجة في أندونيسيا

بنيت هذه الكنيسة على يد (دانيال آلامسجاه) عند زيارته وزوجته لمنطقة (مجلانغ) في جزيرة (جاوة) الإندونيسية التي هي مسقط رأس زوجته، وكان الزوجان قد زارا هذا المكان من قبل في عدة رحلات عادية، ولكن في إحدى الليالي عندما كان الزوج في مقر عمله على بعد مئات الكيلومترات في (جاكرتا) عام 1989 رأى حلما بدا له كأنه ”رؤيا“، حيث تراءت له حمامة واقفة على قمة تل وسمع صوتاً يخبره بوضوحٍ أن يبني بيتاً للصلاة لكي يأتي جميع الناس للعبادة في التلال بالقرب من (مجلانغ). وبالرغم من محاولة (آلامسجاه) إنكار ما رآه إلا أنه لم يتمكن من نسيانه.

تحقق الرؤيا:

بالفعل لم يقم (آلامسجاه) بتنفيذ ما رآه في منامه ولكن في العام التالي، أي في عام 1990، زار منطقة (مجلانغ) بصحبة موظفٍ من المنطقة، وصُدم عند وصوله إلى (ريما هيل)، حيث وجد نفسه في نفس المكان عند التلة التي رآها في حلمه، وعندها لم يستطع إنكار ”الرؤيا“ بعد ذلك، وبدأ بالصلاة وقراءة الإنجيل بحثاً عن الإرشاد.

صورة لكنيسة الدجاجة
صورة لكنيسة الدجاجة – صورة: موقع putoholicari
قاعة الصلاة في ”كنيسة الدجاجة“ في أندونيسيا، لجميع المسيحيين والمسلمين والبوذيين وحتى الملحدين
قاعة الصلاة في ”كنيسة الدجاجة“ في أندونيسيا، لجميع المسيحيين والمسلمين والبوذيين وحتى الملحدين – صورة: Eko Susanto/CNN

قرأ (آلامسجاه) جزءاً معيناً من الإنجيل من سفر (اشعياء) الإصحاح الثاني: {وفي آخر الأيام يكون جبل بيت الرب ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه كل الأمم}، وقرر بعد قراءة هذا الإصحاح إلى أن ما رآه ليس بهلوسات بل هو ”دعوة حقيقية من الرب“.

قام (آلامسجاه) بعد أسبوعين بشراء قطعة أرض على تلك التلة وبدأ ببناء دار للعبادة وذلك كي يحقق تماماً ما رآه وطُلب منه في الحلم، فقد أراد أن يكون جميع المسيحيين والمسلمين والبوذيين وحتى الملحدين موضع ترحيب للعبادة في المعبد.

إلا أن المشاكل قد ظهرت بمجرد بدء الإعمار، فقد كان (آلامسجاه) مسيحياً أما الحي الذي يحيط بمنطقة (مجلانغ) فهو حيّ مسلمٌ، وبالتالي لم يكترث السكان بكون المعبد متاحاً للجميع وليس حكراً على المسيحيين، بل أن بعض السكان المحليين المستائين من المشروع تقدموا بشكاوي ضد بناء الكنيسة مما أدى إلى تباطؤ عملية البناء فبدأ المال بالنفاذ وتوقف بناء دار العبادة بالكامل في عام 2000، لأن (آلامسجاه) لم يكن قادراً على تحمل تكاليفه، فبدأ المبنى بأكمله بالتدهور.

المعبد اليوم:

مظهر جانبي لرأس المعبد الذي يشبه الدجاجة
مظهر جانبي لرأس المعبد الذي يشبه الدجاجة.
كنيسة الدجاجة في اندونيسيا
كنيسة الدجاجة في أندونيسيا – صورة: Eko Susanto/CNN

أصر (آلامسجاه) على أن يكون المعبد على شكل حمامة ليتوافق مع الحمامة التي رآها في منامه، بالإضافة إلى تاج يمثّل قداسته. للأسف فقد اكتمل التصميم ليبدو بشكل مختلف بعض الشيء عما تصوره؛ على شكل دجاجة بدل حمامة، بل بدا التاج للناس وكأنه رأس ديك، ومع توقف عملية البناء كان الهيكل بأكمله يشبه دجاجة عملاقة.

أصبح البناء على إثر ذلك معروفاً باسم (جيريجا أيام) والتي تترجم إلى «كنيسة الدجاجة»، مما جذب العديد من السواح الذين سمعوا بكنيسة الدجاجة الفريدة هذه وأرادوا رؤيتها بأنفسهم، وبدأ المزيد والمزيد من الناس يزورون المعبد ويلتقطون الصور وينشرون قصة هذه الهندسة المعمارية المميزة.

ومع ازدياد شعبيتها تمكن (آلامسجاه) من الحصول على الكثير من الأموال عن طريق رسوم يدفعها السياح مقابل الدخول إلى المعبد، وعلى الرغم من أن تذكرة الدخول كانت رخيصة الثمن ولا تتجاوز دولاراً أميركياً، إلا أن عدد الأشخاص الذين قدموا لرؤية هذه التحفة كان كافياً لكسب أموالٍ لإعادة الاستثمار في تجديد حجرات الكنيسة.

كنيسة الدجاجة
يميز الكنيسة التصميم الأوروبي والذي تم تعديله ليتماشى مع المناخ الإندونيسي – صور: Eko Susanto/CNN
مطعم في الخلف كي يتمكن السواح من الجلوس والتمتع بالمأكولات الأندونيسية التقليدية
مطعم في الخلف كي يتمكن السواح من الجلوس والتمتع بالمأكولات الأندونيسية التقليدية – صورة: موقع bukitrhema الرسمي
نوافذ المعبد.
نوافذ المعبد.

واعتباراً من هذا العام 2018، استطاع (آلامسجاه) أخيراً الانتهاء من بناء النوافذ وتمهيد الطرق وصيانة الأراضي المجاورة وتجديد غرف الصلاة تحت الأرض. لقد أصبح المعبد معلماً سياحياً مشرقاً ونابضاً بالحياة، حيث قامت مجموعة من الفنانين المحليين برسم لوحاتٍ جدارية عليه وتم بناء مقهى ومطعم في الخلف كي يتمكن السواح من الجلوس والتمتع بالمأكولات الأندونيسية التقليدية داخل الجسم العملاق للدجاجة المقدسة.

مقالات إعلانية