صهيب ربيع
تم إلقاء اللوم على ناطحة السحاب الجديدة في لندن والمسماة بالـ(ووكي توكي) Walkie Talkie -أي الهاتف اللاسلكي- تبعاً لشكلها المميز، لكونها تعكس ضوء وحرارة الشمس الحارقة على الشارع المقابل، مما سبب تهتكاً في رصيف الشارع وذوباناً على مستوى بعض الأجزاء الخارجية للسيارات المركونة هناك، وكذا إزعاجاً لأنظار المارة ضمن نطاق انعكاس الأشعة الشمسية الصادرة عنها.
كما اصطدم أصحاب المحال التجارية وسائقوا السيارات بمصممي ناطحة السحاب الجديدة لتسببها في أضرار مادية في الطلاء، واندلاع حرائق، وتكسر البلاط، وصدور الدخان من السجاد.
حتى أن أحد الصحفيين تمكن من قلي بيضة ضمن أحد البُقع الساخنة، وبناءً على ذلك سمي هذا البرج نصف المكتمل المكون من 37 طابقاً في قلب لندن بالـ(ووكي سكورتشي) بمعنى: ”الجهاز اللاسلكي المُخرّب“.
تمت ملاحظة الإشعاع الصادر عن الواجهة الجنوبية المقعرة للبناء -المعروف رسمياً باسم (20 فين تشيرش ستريت)- فقط عندما بلغت الشمس موضعاً محدداً في السماء، ويبدو أن ظاهرة الـ(ووكي سكورتشي) تستمر حوالي ساعتين في اليوم طوال ثلاثة أسابيع، في الوقت الذي تتخذ فيه الشمس الخريفية مكاناً أقرب للأفق، وكتدبير احترازي وافقت بلدية لندن على تعليق استخدام ثلاثة مواقف للسيارات في المنطقة.
كان مصمموا برج (الووكي توكي) قد فكروا في الخطر الناجم عن بناء زجاجي كبير قد يلعب دور ”عدسة مكبرة عملاقة“، إلا أنهم توصلوا في النهاية إلى عدم كونه مشكلة فعلية، واعترف متحدث باسم مجموعة المطورين في شركة Land Securities وCanary Wharf: ”لقد قمنا بأداء تحاليل للطاقة الشمسية وتصميم البناء على حد سواء، ولكن المشكلة لم تظهر حينها، وذلك دوماً هو الخطر الناجم عن اعتماد تصميم جديد وفريد“، وأضاف المتحدث: ”المشاورات قائمة مع رجال الأعمال المحليين والبلدية من أجل إيجاد حلول قصيرة الأمد، بينما تتم دراسة حلول طويلة الأمد لضمان عدم تكرار حدوث المشكلة في المستقبل“.
صرّح (علي أكاي) من محلات (ري ستايل) للحلاقة الرجالية: ”تسبب موقع الشمس في وقت محدد من النهار في تشكل بقعة حارقة سببت اندلاع النار في ممسحة الأرجل الموضوعة عند مدخل صالون الحلاقة“، وأضاف: ”كنا نعمل عندما رأينا فجأةً دخاناً ينبعث من السجادة، حاولنا إخماد الحريق، كان هناك زبائن في ذلك الوقت وبدوا بشكل واضح غير سعيدين، الزبائن لن يدخلوا صالوننا إذا شاهدوا حريقاً أمام الباب“.
لوحظت ظاهرة مشابهة في قلب مدينة (لاس فيغاس) بفعل بناء فندق (فدارا)، حيث يصبح سطح المرآة المصقول للواجهة المقعرة للفندق بمثابة عاكس مكافئ عملاق يقوم بتركيز حرارة الأشعة الشمسية في بقعة محددة.
سبق أن تعرض زائروا حوض السباحة هناك لحروق في شعورهم، كما تعرضت أكواب الشرب البلاستيكية وحقائب التسوق للذوبان، وقد أطلق موظفوا حوض السباحة التابع للفندق على هذه الظاهرة اسم ”أشعة موت فدارا“.
