in

ما هي اللاجنسية ومن هم اللاجنسيون؟

اللاجنسية

يعرف أغلبنا أن للبشر العديد من التصنيفات الجنسية والجندرية، فالعالم اليوم بات منفتحاً على هذه القصص بشكل أوسع وأكبر، وأصبحت الغالبية تعرف ماذا يعني مصطلح ”مغاير الجنس“ أو ”ثنائي الجنس“ أو ”مثلي الجنس“، حيث تعد هذه التصنيفات الثلاثة أكثر التصنيفات شيوعاً بين الناس، ويمكننا أن نطلق عليها مجازاً اسم ”التصنيفات الرئيسية“، لكن ما لا يعرفه أغلبنا أن هناك العديد من التصنيفات الأخرى التي إما تندرج تحت تلك التصنيفات الثلاثة السابقة، أو تعتبر تصنيفا منفصلا بحد ذاته.

تعتبر اللاجنسية أحد تلك التصنيفات التي يجهلها العديد من الناس، أو التي يساء فهمها من قبل الكثيرين.

سنتناول في هذا المقال اللاجنسية بنوع من التفصيل البسيط لنفهمها ونفهم الأشخاص اللاجنسين بشكل أفضل:

أولاً: ماهي اللاجنسية؟

هي نوع من التصنيفات أو التوجهات الجنسية التي تتميز بعدم انجذاب الشخص جنسياً تجاه أي جنس، ويعتقد أن 1٪ من البشر لاجنسيون، وتسمى اصطلاحاً بالانجليزية Asexuality.

ولها عَلَم يعبر عنها ويميزها ويتكون بشكل رئيسي من تدرج أربعة ألوان وهي: البنفسجي والأسود والأبيض والرمادي مع مشتقاتها وتدرجاتها مرتبة بشكل مقلم (قد يوجد العلم أحياناً بالألوان الأربع الرئيسية فقط دون التدرجات اللونية).

علم اللاجنسية
علم اللاجنسية

ثانياً: من هم اللاجنسيون؟

هم ببساطة الأشخاص الذين ليس لديهم أي نزعة أو انجذاب جنسي لأي جنس، سواء كان ذلك ضمن إطار العلاقة أو خارجها، وهي ليست خيارا شخصيا يقوم الشخص باتخاذه.

إن اللاجنسيين يعتمدون في أساس علاقتهم وحياتهم بشكل عام على العاطفة والمحبة والرومنسية، لذا فإن لديهم احتياجات عاطفية مثل أي شخص آخر، ويسمى اللاجنسيون اختصاراً بالـ”Ace“.

قد نجد اللاجنسيين في أي جنس أو جندر أو عمر أو عرق، فهم أناس طبيعيون تماماً مثلنا، لكن ببساطة هم لا يحتاجون الجنس في حياتهم.

ثالثاً: إساءة فهم اللاجنسية كتوجه جنسي طبيعي

أغلب الناس عندما يسمعون بكلمة ”لاجنسي“ يتبادر إلى أذهانهم شخص معقد، أو مضطرب نفسياً، أو راهب ديني منعزل على قمة جبل، أو أحياناً يعتقدون أن الكلمة تنتمي لأحد الكائنات وحيدة الخلية؛ اللاجنسية مختلفة تماماً عن الأفكار الخاطئة المتشكلة حولها من قبل الناس فهي:

1. لا تعتبر اللاجنسية تعهداً يتعهد به الشخص بنفسه بعدم ممارسة الجنس طيل فترة حياته (فهناك لاجنسيون قد يمارسون الجنس في بعض الحالات، وهناك آخرون لا يمارسونه أبداً).

2. اللاجنسية ليست مرادفاً للعزوبية الدائمة والامتناع عن الزواج (هناك لاجنسيون مرتبطون، وهناك لاجنسيون متزوجون أيضاً).

3. اللاجنسية ليست هوية جندرية.

4. اللاجنسية أمر طبيعي وليست اضطرابا نفسيا، ولا اضطرابا جسديا.

5. اللاجنسية ليست خيارا شخصيا، فالشخص اللاجنسي يولد لاجنسيا ولا يختار أن يكون على هذا النحو.

6. اللاجنسية لا تنتج عن اضطراب هرموني.

7. اللاجنسية ليست أحد أنواع الفوبيا من العلاقات والجنس والزواج.

8. اللاجنسية تختلف تماماً عن أولئك الأشخاص الذين يمتنعون عن الجنس والزواج لأغراض دينية وعقائدية.

رابعا: فهم اللاجنسية بشكل أفضل

اللاجنسية هي توجه جنسي تماماً كالمغايرين الجنسيين أو مثليي الجنس، وباعتبارها توجها جنسيا فهي تتمحور حول ما يشعر به الشخص وليس ما يفعله.

إن العلاقات العاطفية وممارسة الجنس والاستمناء والزواج والوقوع في الحب كلها لا تتعارض مع اللاجنسية بأي شكل من الأشكال، فالشخص اللاجنسي قد يقوم بفعل جميع هذه الأشياء في بعض الحالات دون أن يكون هناك انجذاب جنسي حقيقي، معتمداً في ذلك على عواطفه.

هناك العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان الناس حول اللاجنسية والأشخاص اللاجنسيين، مثلاً: هل يخرج اللاجنسيون في مواعيد غرامية؟ هل يمكن أن يقع اللاجنسي في الحب؟ هل يمارس اللاجنسيون الجنس؟ هل يقوم الشخص اللاجنسي بالاستمناء؟ هل يتزوج اللاجنسي وينجب الأطفال؟

بكل بساطة يمكن الإجابة عن جميع تلك الأسئلة وغيرها من الأسئلة المشابهة بجملة واحدة: بعضهم يفعل وبعضهم لا.

خامساً: المناطق الرمادية -أي الوسطى-

يشهر بعض الناس بأنهم لاجنسيون مع بعض الاستثناءات، أو بأنهم تقريباً لاجنسيون، يدعى هؤلاء الأشخاص عادة بـ”الرماديين“، حيث يعتبرون أشخاصا لاجنسيين باستثناء بعض المتطلبات والتجارب الجنسية المحدودة، أي هم لاجنسييون لديهم انجذاب جنسي نادر أو محدود.

ببساطة هناك العديد من الأشخاص الرماديين الذين ليس لديهم مقدرة على ممارسة الجنس مع شخص إلا إذا انجذبوا إليه عاطفياً بشكل كبير، أو ربطتهم علاقة جميلة وقوية به.

إن أطياف اللاجنسية متعددة ومتنوعة ويندرج الأشخاص ضمنها بين الشخص اللاجنسي الكلي والشخص ذو الانجذاب الجنسي بشكله المعروف والمعتاد.

سادساً: التوجه الجنسي والتوجه العاطفي

بالإضافة للتوجه الجنسي هناك ما يسمى بالتوجه العاطفي أو الرومانسي، الذي يصف الأشخاص الذين ينجذبون بواسطة العواطف، فأغلب الناس يكون لديهم التوجهان: العاطفي والجنسي مع بعضهما، لذا تجدهم يستعصي عليهم فهم أن التوجه العاطفي والتوجه الجنسي هما مفهومان منفصلان عن بعضهما البعض.

يتم منح التوجهات العاطفية أسماء موازية ومرادفة للتوجهات الجنسية عادة مثلاً: مغاير الجنس هو شخص لديه انجذاب عاطفي نحو الجنس المختلف، مثلي الجنس هو الشخص الذي لديه توجه عاطفي نحو نفس الجنس.. وهلم جرا، فاللاجنسي هو الشخص الذي ينفصل عنده التوجه الجنسي عن التوجه العاطفي الذي تحدثنا عنه منذ قليل.

سابعاً: كيف تعلم إذا كنت لاجنسيا أم لا؟

ببساطة، إن كنت تريد أن تعرف إذا كنت شخصا لاجنسيا اسأل نفسك ”هل أشعر بالانجذاب الجنسي؟“، إذا كانت إجابتك ”لا“ فأنت حتماً لاجنسي، لكن المشكلة في هذا السؤال هي أن الانجذاب الجنسي مصطلح غامض بعض الشيء، فمن الصعب عليك أن تقول أنك لا تشعر بانجذاب جنسي إذا كنت لا تعرف معناه، أو لم تجربه من قبل.

إن كنت غير متأكد تماماً من نفسك، فهناك قائمة بأسئلة يمكنها أن تساعدك على فهم ذاتك بطريقة مبسطة أكثر، إن هذه الأسئلة ليست قائمة مرجعية للتصنيف أو تشخيص اللاجنسية، بل هي فقط لتساعدك على معرفة كيف تشعر، منها نذكر:

  • هل أنت شخص لا يهتم بالجنس عموماً؟
  • هل اهتمامك بالجنس علمي أكثر من كونه عاطفي؟
  • هل تشعر بالتوتر وعدم الارتياح عندما يناقشك أحدهم في الجنس والعملية الجنسية؟
  • إن كنت مارست الجنس، هل تعتبر تجربتك مملة وباردة وليست بتلك التجربة والشيء الرائع الذي يتحدث عنه الجميع؟
  • هل شعرت يوماً بأنك محطم أو حزين كونك لم تختبر المشاعر الجنسية كباقي الناس من حولك؟
  • هل سبق أن مارست الجنس مع أحدهم فقط لأنه يتوجب عليك القيام بذلك؟

حاول أن تجيب على تلك الأسئلة بصدق مع نفسك كي تساعدك في اكتشاف ذاتك، وإن كنت تريد أن تعرف شخصا ما إذا كان لاجنسيا عليك فقط أن تذهب وتتحدث معهم بصراحة عن الموضوع إن كنت مهتماً في أن تفهم اللاجنسية بعمق أو بشكل أفضل.

اللاجنسي قد يكون شخص مثليا، أو مغايرا، أو ثنائي الجنس… فالانجذاب العاطفي غير مرهون بتوجه معين أو صنف محدد من البشر.

مقالات إعلانية