in

ماذا لو أرُسل يسوع إلى قريش وبُعث محمد لليهود؟.. سيناريوهات تبدو منطقية أكثر!

النبي محمد يتعرض للاضطهاد

في هذه السطور سنحاول وضع تخيلات لقصص الأنبياء وفقا لمزاعم أصحابها، وتحديدا هنا سنكتب سيناريوهات مختلفة لقصتي ”المسيح يسوع الناصري“ والنبي ”محمد الأمّي“، وسنواجه منذ البداية بالتأكيد معضلة فض جلسات الاتهام بالتحريف والتأليف بين الإسلام والمسيحية مثلًا، ولكن لنروي القصص وفقا لما يحمله أتباع كلا الرسولين في كُتبهم الحالية فقط.

تفرض علينا البداية إعادة ترتيب توقيت إرسال كلا منهما، حيث يكون محمد أُرسل أولا لليهود بعد موسى، ومن ثم أتى يسوع خاتمًا للمرسلين في شبه الجزيرة العربية، تحديدًا قريش قديمًا، وسنأخذ الإثني عشر تلميذا اليهودي إلى معلمهم الجديد محمد، ونعزّز يسوع بالصحابة لنرى إن كانت النتائج ستختلف أو تصبح منطقية أكثر؟ أم سيظل الوضع على ما هو عليه الآن؟

طلع البدر على اليهود:

وفقا لظروف العصر الذي ولد فيه يسوع، فإذا قمنا باستبداله بمحمد فسوف يجد النبي الأمّي نفسه محاطا بالكثير من اليهود في ظل الحكم الروماني داخل ”الأراضي المقدسة“، برفقة اثني عشر تلميذا فيما يحاول تغيير مفاهيم وأحكام اليهود بمفاهيم جديدة بعد عودته من رحلته الغامضة التي استمرت لسنوات عدة.

ستكون الدعوة أصعب:

ستكون مهمة بناء قاعدة شعبية لمحمد في الأراضي المقدسة غاية في الصعوبة، فعلى عكس يسوع هو لا يملك قدرات سحرية مرئية طوال الوقت مثل شفاء المرضى وإحياء الموتى والمشي على المياه، ولو حاول الاستعانة بشق القمر مثلا فسوف يتصدى له الفلاسفة قبل جنود روما بتفسيرات عن حادثة مثل تلك.

لذلك فإن إبهار اليهود لكسب جمهور جديد أمر شبه مستحيل خاصة وأن الرسالة ”المسيحية“ التي يحملها لا تختلف كثيرا عن اليهودية ذاتها، والاختلاف بين رسالته الأصلية الإسلامية وبين عقيدة قريش سهل له في الماضي إحراز تقدم في مكة وضم قرابة الـ80 من الأتباع في السنوات الأولى.

بما أن تلك النقطة لن تتوفر له في الأراضي المقدسة فسوف يقتصر الأمر لفترة على الإثني عشر تلميذا المبشرين بالجنة، إلا واحد فقط وهو يهوذا بالطبع.

الهجرة إلى الهند:

من الممكن أن يكرر محمد تجربة الهجرة بعيدا عن أعين الرومان واليهود حتى يستطيع العمل على بناء جيش يمكّنه من العودة قويا إلى الأراضي المقدسة، لذا سوف يتجه إلى حيث لا يجد نفسه في أراضٍ تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، وقد تكون وجهته المثلى هي الهند.

فتح الأراضي المقدسة:

على عكس جيش قريش البدائي جدا، سوف يجد محمد نفسه في مواجهة أعتى جيوش ذلك العصر وأكبرها عددا وأكثرها تقدما، وفي نفس الوقت فإن فرسان جيشه الإسلامي المشهورين بقوتهم وشدتهم مثل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وحمزة بن عبد المطلب لن يكونوا حاضرين تلك المرة، ولن يكون بإمكانه الاعتماد كذلك على اثني عشر تلميذا لم يختبروا المعارك مطلقا، وإذا أضفنا إلى ذلك أحد العناصر المؤثرة في التاريخ المسيحي وهو ”يهوذا الأسخريوطي“ الذي خان المسيح وفقا للروايات المتداولة وقام بالتبليغ عنه في العشاء الأخير قديما، فسوف يقوم يهوذا بخيانة محمد أيضا ويدل الرومان على كامل خطط جيش فتح بيت المقدس، مما سيحسم الأمور لجيش الإمبراطورية كما هو متوقع، ومرة أخرى سيكون اليهود قادرين على التخلص من محمد مثلما قاموا بدس السم له في روايته الأصلية، ولكن هذه المرة سيتم إنجاز الأمر على الطريقة الرومانية، وهي ”الصلب“.

يسوع القريشي:

لا تختلف كثيرا صفات يسوع عن محمد في روايات أتباع كلٍّ منهما، وكما أمضى محمد جزءا كبيرا من عمره راعٍ للغنم، مسالما ومحبوبا من أهل مدينته، فسوف يلاقي يسوع النجار نفس المصير في البداية، أي سيكون مجرد شاب طيب يقوم بأعمال النجارة لقبيلته.

في الدعوة.. لا جديد يذكر:

في مواضع كثيرة من التاريخ الإسلامي تجد أهل قريش يتحدّون محمدا لإظهار معجزة ما تمكنهم من تصديق رسالته، ورغم أنه استجاب لهم بالفعل أحيانا (وفقا للروايات الإسلامية بالطبع)، إلا أنهم كانوا يرفضون اتباع الدين الجديد، لذلك فقد لا يكون تصرفا مؤثرا أن يظهر يسوع قدراته الخاصة لإثبات نبوته.

إذا فلتكن الحرب..

مع وجود جيش قوي برفقة يسوع هذه المرة عوضا عن إثني عشر تلميذا، قد تصبح لديه الفرصة لفرض سطوته على قريش وتجنب مصيره السابق من المحاكمة والصلب، ولكن لطالما رفض يسوع مبدأ القتال ضد أعدائه كواحدة من سماته الشخصية البارزة، حتى أن بعض المؤرخين أرجعوا خيانة يهوذا له بأنه رفض الانصياع لنصيحة تلميذين من تلاميذه من بينهما يهوذا بدفع الشر عن دعوتهم بالقتال ضد الجنود الرومان في بيت المقدس حينها، لذلك فلن تروق له أيضا فكرة تكوين جيش إسلامي يغزو قريش.

الحل الأول.. البقاء في قريش:

بعدما استبعدنا رغبة يسوع في القتال استنادا على تاريخه القديم المعروف، فلو اتخذ قرارا بالمكوث داخل قبيلته سيكون عليه القيام بنفس سلوكياته المستهزئة بالمعتقد القديم، فكما استهزأ محمد من آلهة قريش، سيفعل يسوع نفس الأمر خاصة أنه يمتلك سابقة مثل تلك أمام المعبد اليهودي حينما عبث مع التجار المكلفين من كهنة اليهود وألقى بضائعهم أرضا في إشارة إلى السخرية من أحكام اليهود، لذلك فالنتيجة ستكون واحدة وسيتلقى نفس العقوبة القديمة وهي القتل منعا لانتشار دين جديد في المنطقة.

الحل الثاني.. الهروب:

مثلما هرب يسوع في قصته الأصلية إلى مصر خوفا من بطش الرومان، فلن يكون اتخاذ قرار بالابتعاد عن قريش غريبا عليه لضمان سلامته وسلامة أتباعه، ولكن على عكس قرارات محمد التي استفزت قريش حينما كان في المدينة، وخطط لغزوتين واحدة استكشافية وهي غزوة الأبواء، والأخرى بغرض الاستيلاء على قافلة تعود لتجار قريش لفرض حصار اقتصادي عليهم وسميت غزوة بواط، سوف يُؤْثر يسوع السلامة ويتمسك بنشر دعوته داخل المدينة فقط، وإذا سار على نفس ذلك النهج سيتمكن بالطبع من الإبقاء على حياته وإتمام مهمته حيث لن توجد غزوات لخيبر ولا دس السم له عقوبة على تلك الغزوات مثلما حدث مع نبي الإسلام محمد.

إذا، لو قمنا بمجاراة فرضية الـFace Off تلك، لأصبحت لدينا احتمالات كثيرة بدلا من مقتل الإثنين، على الرغم من أن مصير محمد لن يتغير بالتأكيد، ولكن يسوع ستكون له فرصة أكبر للنجاة.

وأخيرا ماذا عنكم؟.. هل ذهبت مخيلاتكم في أي وقت للغوص في تفاصيل قصص الأنبياء والحضارات والمعاناة والتشويق، فوددتم لو استبدل ذلك الشخص بآخر؟

إذا كنتم قد اختبرتم ذلك الشعور من قبل لا تترددوا في كتابة ذلك في التعليقات، لربما نصنع من خيال أحدكم قصة جديدة لنرى هل كانت ستحمل نفس نهايتها الأصلية أو سوف يمكننا إنقاذ أحد شخصياتكم المفضلة في نهاية جديدة.

مقالات إعلانية