لا بد أن الجميع الآن على دراية بالأنظمة الغذائية والأطعمة الصحية التي تضمن تحسين الجسد والقدرة العقلية والنفسية، وهذه هي الحقيقة التي أظهرها لنا العقد المنصرم بشكل خاص، حيث أنه من المرجح أن يتم تذكره على الفترة التي اتجه فيها العالم كله نحو الأكل النباتي أكثر من أي وقت مضى، وأظهر فيها العديد من الناس اهتمامهم بالموضوع.
بدأت بذور حركة «النباتيون» منذ سنوات عديدة، لكنها لم تظهر وتنتشر إلا في الآونة الأخيرة، حيث أفادت جمعية التغذية النباتية أن الطلب على الطعام الخالي من اللحوم ارتفع بنسبة 987٪ في عام 2017، وهذا ما جعل اتباع حمية غذائية نباتية هو الموضة الرائجة المتبعة في السنوات الأخيرة.
نتيجة لشعبية الحمية النباتية، أصبح العالم أكثر إدراكا للفوائد الصحية التي تمتلكها البدائل الغذائية، فعلى سبيل المثال ارتفعت القيمة السوقية للحليب النباتي بنسبة 61٪ في السنوات الخمس الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ولكن في الوقت الذي يعتبر فيه إضافة حليب اللوز إلى قهوتك أمرًا طبيعيًا جدًا، فهناك خيارات أخرى من غير المرجح أن تكون بنفس الجودة.
إذا كنت من الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي النباتي، وأخبرك ”خبير التغذية“ على سبيل المثال بأنه عليك أن تتناول شراب السائل المنوي كل يوم من أجل الحصول على الفيتامينات الضرورية لجسمك، فهل ستلتزم طواعية للأمر أم أنك تعتقد بأنه مثير للاشمئزاز كما يعتقد معظم الأشخاص؟ لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأم عازبة تدعى (تريسي كيس) تبلغ من العمر 29 سنة، والتي قررت أن تبدأ في استهلاك ”مشروب الحيوانات المنوية“ في حياتها اليومية، بعد أن قرأت العديد من المعلومات عن الفوائد الصحية لهذا السائل الجسدي.
بما أنها نباتية، شعرت (تريسي) بأن جسمها كان بحاجة إلى عنصر إضافي لإعطائها الطاقة، ووجدت الحل في السائل المنوي الذي يعتبر غنيا بشكل خاص بفيتامين B12 حسب اعتقادها، وهو العنصر الذي يفتقر إليه النباتيون في نظامهم الغذائي. جدير بالذكرأنه بالرغم من أن السائل المنوي يحتوي على العديد من العناصر الغذائية كفيتامين C إلا أننا لا يمكننا اعتباره مكملا غذائيا، وأن أغلب فوائده قد تكون نفسية التأثير، لذا يمكننا القول أنه غير ضار بالصحة وغير جيد أيضا، ويمكن ابتلاعه دون قلق بالنسبة لمعظم الناس الذين لا يعانون من حساسية من بروتينات المني.
قررت (تريسي)، التي تعمل كمدرب شخصي ومستشار غذائي، تجربة مشروب السائل المنوي، وكانت بحاجة إلى طلب دعم أفضل صديق لها لفعل ذلك، حيث بدأ بتقديم هذا السائل لها ثلاث مرات في الأسبوع.
أصبحت (تريسي) تتناول هذا المشروب بطرق عديدة، فتقوم في بعض الأحيان بمزجه مع موزتين وبعض البذور وحليب اللوز للحصول على عصير صحي وغني تشربه كل صباح.
تشرح (تريسي) التي تقيم في (باكينجهامشير) بإنجلترا الأمر قائلة: ”كنت أشعر بالتعب وعدم وجود طاقة، لكنني الآن مليئة بالحيوية والنشاط وأصبح مزاجي في حالة أفضل“.
أضافت قائلة: ”كل دفعة طعمها مختلف وذلك اعتمادا على ما كان يتناوله صديقي، فإذا كان يشرب الكحول أو يأكل شيئًا لاذعًا على وجه الخصوص؛ أطلب منه أن يخبرني بذلك حتى لا أشربه وحده وأضيف إليه بعض المنكهات التي تحسن من طعمه… أشياء مثل الأناناس والنعناع تجعل طعمه أفضل، لكنني أتناوله بدون إضافات وبواسطة الملعقة عادة“.
يمكننا أن نتفهم لماذا لا يشارك الكثير من الأشخاص (تريسي) حماسها تجاه تناول مشروب السائل المنوي، حيث تقول الأم النباتية: ”إن الأشخاص غريبون جدا عندما يتعلق الأمر بشرب القليل من السائل المنوي، بينما هي في الواقع عبارة عن ملعقة صغيرة مليئة بالفوائد المدهشة“.
لا تقوم (تريسي) بشرب السائل المنوي فحسب، ولكنها تستخدمه أيضًا كجزء من روتين جمالها، وتضعها على وجهها للمساعدة على إبقاء بشرتها شابة، فهي تعزوها لتحسين مظهرها.
كان صديق (تريسي) في البداية مترددًا في تقديم خدماته، لكنها تمكنت من إقناعه في النهاية وقالت: ”عندما اقتربت منه للمرة الأولى وطلبت منه إعطائي عينة من سائله المنوي؛ كان قلقاً حيال الأمر، معتقداً بأنني سأستخدمه لتلقيح نفسي“، وأضافت: ”ولكن بمجرد أن أقنعته بأنه من أجل نظامي الجمالي والغذائي؛ وافق على كل شيء وساعدني في الحصول على إمدادات منتظمة في متناول اليد“.

تقول (تريسي): ”أنا أعلم أنه بصحة جيدة، حيث أنه لا يدخن أو يشرب الكحول أو يتعاطى الممنوعات، وقد جعلته يخضع لفحص الأمراض المنتقلة… يعتقد الآخرون أنني غريبة الأطوار، لكنني لا أكترث لرأيهم“.
في الوقت الذي تشعر فيه (تريسي) الآن بالسعادة عندما تستخدم أفضل صديق لها لتزويدها بالسائل المنوي، فإنها تأمل في أن تجد شريكاً مستقبلياً يسعى إلى تلبية مطالبها وتقول: ”أريد علاقة يسألني فيها شريكي إذا كنت أريد عينة واحدة أو عينتين من السائل المنوي لأضيفه إلى عصير كل صباح“.