in

عشر (10) أفكار جنونية غير تقليدية عن ”ما بعد الحياة“

الموت وما بعد الحياة
صورة لـJack Hughes

بين أنهار الخمر والحور، وصخرة القبر المزاحة، وإبصار النور في آخر النفق، وعقائد الصالح إلى الجنة والطالح إلى الجحيم التي كان أفلاطون سبّاقاً في صياغتها، تعددت الأسباب والموت واحد. لكن هل فعلاً ما بعد الموت واحد؟ هذه بعض الأفكار غير التقليدية التي تتخطى حدود الإيمان لحياة ما بعد الحياة، لترسم فصولاً أخرى من ملحمة الكوميديا الإلهية بريشة غير مألوفة.

10. سيتم طرحك خارج الكون:

سيتم طرحك خارج الكون

تعتبر إحدى الأفكار التي كانت قائمة على مدى عقود، أن الكون يُعد مجرد دماغ ضخم. قد يكون مجرد دماغ واحد في كائن واحد، أو قد يكون دماغاً واحداً في وعاء ضخم، ومحاط بأدمغة أخرى. مما يجعل نظامنا الشمسي شبيهاً إلى حدّ ما لخلية دماغية، الأمر الذي يجعلنا مجرّد ذرّات ضئيلة بالنسبة لذاك الدماغ. حيث أن كلّ تاريخ البشر هو لا شيء أكثر من صورة متناهية في الصغر داخل النظام الكبير للأشياء.

إذاً، ما أهمية معنى الموت تناسباً مع ذلك المقياس؟ تأتي أهمية الموت على اعتباره جزءاً مكملاً لحياة الإنسان، وبالتالي فيعد أمراً هامّاً للفهم كونه جزءاً لا يتجزأ عن الحياة.

وماذا لو كنا مجرّد جزء صغير من ذلك الدماغ؟ كما يحدث للخلايا الميتة التي تم استهلاكها، يقوم جسم الإنسان بفرزها وطرحها عبر المفرزات التي تنتج عنه. لذا فعندما يموت الإنسان، سيكون وعيه قد تم استهلاكه بالكامل، وبالتالي سيُطرح خارج النظام الكوني، أينما يطرح الكون مُتلفاته.

أين أو ماهية ذلك؟ تصعب الإجابة على هذا السؤال لأنه يعد أمراً مرهباً للعقل (وغالباً كئيباً أيضاً) للتأمل فيه.

9. تتم إعادة إدخالك إلى الوعي الكوني:

تتم إعادة إدخالك إلى الوعي الكوني

السؤال الأهم للتفكير في إجابته لمعرفة تبعيات الموت، هو ما هي الحياة؟ نعلم أننا على قيد الحياة، وأننا نعالج كافة الأمور عبر عقولنا، وذلك باستخدام حوالي 20 واط من الطاقة، ما يعد غير كافٍ حتى لإضاءة معظم المصابيح. وعلى الرغم من ذلك، فإن كافة الأمور التي نختبرها عبر جميع حواسنا، تتم معالجتها هناك. الأمر الذي يعد إنجازاً في علم البيولوجيا.

ولكن من أين يأتي الوعي، وأين يذهب بعد الموت؟ يعتبر كل من سير روجر بينروز Sir Roger Penrose وستيوارت هاميروفس Stuart Hameroffs من خلال فرضيتهما التي تدعى ”الانخفاض المادي المنسق – Orchestrated Objective Reduction“، أن الوعي يأتي من المقياس الأدق للنشاطات الكمية المفتعلة داخل الخلايا الدماغية. ما يعني أن بعض النشاطات التي تحدث داخل تلك الخلايا، هي التي قد خلقت وعينا، وتنبع تلك النشاطات مما يدعى الوعي الكوني – The Universes Consciousness.

ونتيجة لذلك، فإن كل شيء في هذا الكون يرتبط عبر هذا الوعي. لذا فعندما نموت، يعود وعينا إلى الألياف الكونية. أي أن هذا الوعي الكوني يعد بمثابة المحيط، وحياتنا ليست سوى موجة فيه. حيث يعتبر وجود وعينا على الأرض قصير، وثم يعود إلى الماء حيث كان.

وعند الموت، يدخل العقل مجدداً إلى منظومة الوعي الكوني حيث يمكنه البقاء إلى ما لا نهاية، أو العودة إلى الحياة مرّة أخرى. لأن الوعي يعدّ طاقة، وبحسب قانون مصونية الطاقة، فالطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، بل تتحول من شكل إلى آخر دون زيادة أو نقصان.

8. البشرية هي مجرد مرحلة واحدة من عدة مراحل:

البشرية هي مجرد مرحلة واحدة من عدة مراحل

يتعبر التقمص أو التناسخ في مفهومه، أن الإنسان حينما يموت، تنتقل روحه إلى جسد آخر. المعتقد الذي يعد سائداً في الهند والعديد من الأديان الشرقية، مما يجعله تصورا شائعا لما يحدث بعد الموت.

لكنّ الغريب في الأمر، أنه حين بدأت صياغة تلك المعتقدات، لم يكن الإنسان على علم بمدى تعقيد وغموض الكون. ماذا لو أن وعيك يقوم فعلاً بمغادرة جسدك والانتقال إلى مكان آخر في الكون؟ ماذا لو استمر في التقدم وأصبحت شيئاً أوسع كونياً؟

إذا أخذت فرضية الانخفاض المادي المنسق بعين الاعتبار، فهذا يعني أن وعيك من الممكن أن ينتقل إلى مكان آخر، وقد يتم استخدامه مجدداً، لأي غرض. فاعتماداً على المفهوم الأزتيكي؛ إمبراطورية قديمة ودولة الأمريكان الأصليين تعرف حالياً بالمكسيك، يعتقد البعض أن الجنود الذين ماتوا أثناء المعارك، يتجسدون مجدداً كفراشات أو كطيور الطنّان، بعد رحيلهم بأربع سنوات. أي أن حياتك اللاحقة قد تكون حرفياً أي شيء في هذا الكون الواسع.

يمكن أن يعاد استنساخك كإنسان آخر، يمكن أن تتحول إلى كائن فضائي ذو مجسات، أو يمكن أن تصبح محيطاً من الوعي القادر على تغطية كوكب كامل، أو حتى شيئاً لا يمكن لعقل الإنسان أن يدركه ويفهمه. ما يمكن أن تصبحه بعد موتك، هو عدد من الأمور غير المحدودة.

7. نهاية الكون:

نهاية الكون

هل بإمكانك أن تثبت وجود العالم والكون؟ تكمن الحجة البسيطة في الإشارة إلى جميع الأشياء الموجودة، وهكذا يتم إثبات وجودها. إلّا أن فلسفة الأنانة – Solipsism؛ وجود الأنا، تعتبر أن لا شيء خارج العقل يعد موجوداً حقاً.

كل ما تستطيع رؤيته، سماعه، واختباره، هو حقيقي بالنسبة لك، لكنك لا تستطيع إثبات وجوده للآخرين، أي العالم مصمم من محض خيالك، فعندما تموت، منطقياً، ينتهي العالم.

وتوجد حجة أخرى مناقضة لهذه الحجة، تعتبر أن الكون كبيراً ومعقداً جداً ليتواجد في عقولنا فقط. لكن بكافة الأحوال، قد لا يكون الكون بالتعقيد الذي تتخيله. فلنأخذ لعبة ”غراند ثيفت أوتو – Grand Theft Auto“ كمثال لتوضيح بساطة الأمر، فعندما تكون في مكان محدد في اللعبة؛ كل شي هناك يعتبر مرئياً وموجوداً. إلّا أن هذا المكان يختفي حينما لا تكون متواجداً فيه. أي أنه يظهر فقط عند الضرورة، مما يجعل من عالمك أقل تعقيداً.

بصرف النظر عن الكيفية التي تم خلالها خلق العالم، يبقى السؤال الأهم، ما الذي يحدث عندما تموت، في حال كنت الشخص الوحيد المتبقي في الكون؟ للأسف، فإن الكون سينتهي. كل من تعرفه وتحبه، سيزول عن الوجود. كل الأمور التي عملت لأجلها، كل ما حققته، سيختفي لحظة موتك. ولكن على الجانب المشرق، ستكون أنت سيّد الكون أثناء وجودك على قيد الحياة في حال كنت الشخص الحي الأخير فيه.

6. تبدأ الحياة مجدداً:

تبدأ الحياة مجدداً

هل أحسست يوماً بشعور أن ما تراه الآن قد رأيته سابقاً بالفعل؟ هذا ما يعرف بظاهرة ”Déjà Vu“. لكن ماذا لو كانت حياتك كلّها عبارة عن ”Déjà Vu“؟

يمكن للحياة أن تكون عبارة عن كمية معينة من الزمن، الذي يعيد نفسه مراراً وتكراراً. حيث هنالك احتمالان يمكن أن يردا ضمن هذا السياق. الأول، هو أن حياتك مجرد فيلم معد ليكرر نفسه، وحين يقترب من النهاية، ببساطة، يبدأ مجدداً. إلّا أن واحدة من الأخطار التي يمكن أن تواجه الأمر، تعتبر كزلزال زمني مكرر، حيث تعتبر الحياة بمثابة قرص مضغوط ذو خدش. فتستمر بإعادة نفسها دون أن تغادر هذه الحلقة الصغيرة غير المنتهية. وهذه الحلقة غير المنتهية في حياتنا، قد تتواجد في أي مكان، وتستمر ابتداءً من بضعة ثواني، وصولاً إلى عشرات السنين، ولكن دون أن نصل إلى النهاية.

إلّا أن فكرة أخرى أكثر إفادة، تعتبر أن الحياة يمكن أن تتكرر، ولكن باستطاعتنا التحكم أكثر بمجرياتها. أي بمثابة فيلم ”غراوندهوغ داي – Groundhog Day“، لكنّها حياتك الحقيقية، التي تبدأ من جديد حين تموت، إلّا أنك غير مدرك أنك تعيد الزمن. حيث تمتلك فرص مختلفة هذه المرة، وربما خلال هذه الفرص لن تقوم بارتكاب ذات الأخطاء التي ارتكبتها مسبقاً، أو ربما تحاول عيش حياة مختلفة تماماً عن سابقتها.

5. يسيقظ الحالم من حلمه:

يسيقظ الحالم من حلمه

في حين يبدو الأمر كمسرحيات الثمانينيات الهزلية، يمكن حقاً أن تكون الحياة مجرد حلم، ويعتبر ذلك ممكناً في حال كان جسمك الحقيقي في حالة حركة متوقفة. وتقف وراء ذلك عدة أسباب مختلفة. إمّا أن تكون في رحلة فضائية مستمرة بين المجرات، أو تختار أن تتوقف لتستيقظ في المستقبل. حيث أن الوظيفة الأساسية لسلسلة الأحلام هي إبقاء عقلك نشيطاً لتفادي التلف.

والسؤال هنا، من قد يرغب في العيش ضمن إطار وجودك الممل والدنيوي؟

ربما حلمك، بمعنى آخر حياتك، هي بالفعل مملة ودنيوية لكي لا تسبب لك صعقة فتؤدي إلى استيقاظك، إلّا أن تشويقها كافٍ لإبقاء عقلك في حالة نشاط أثناء النوم. لذلك، حين تموت، أو حين يصل واقعك الحالي إلى نهاية، يسيطر الوعي الحقيقي على الأمر.

لكن ما الذي يحدث حين يموت هذا الوعي؟ يستحيل تخمين الإجابة على هذا السؤال، لأن جسدك حينها قد لا يكون جسد كائن بشري، مما يبيّن وجود المزيد من الوسائل الداعمة للفرضية التي تعتبر الحياة مجرّد حلم.

وكمثال آخر لعمل الفرضية، يمكن أن يكون وعيك مجرد أحلام لكائن أعلى. أي على سبيل المثال، أحلامنا تبدو شبيهة للحياة على نحو كبير، ولكن بكثير من الأمور العشوائية الملقاة بداخلها. حيث تدعم هذه الفكرة الاعتقاد بأن الكائنات الأعلى التي تمتلك عقولاً ببنية وتعريف جيدين جداً، تستطيع عبر قدرات عقولها صنع واقعنا من خلال أحلامها.

نهاية حياتنا تكون عند استيقاظها، وحين تعود تلك الكائنات للنوم يتم خلق وعي جديد وحيوات جديدة. فآلية تطبيق مفهوم الموت هنا، هي بمثابة الموت المفاجئ وغير المتوقع، كتمدد الأوعية الدماغية أو إحدى طرق الموت العنيف، ما يمثل انقطاع الحلم بعد مرور فترة قصيرة على بدئه. حيث يُصعق الحالم مما يسبب استيقاظه، مثلما يحدث معنا في أحلامنا.

ربما تعتقد أن الأمر برمته هراء لأن وعيك و العالم أكثر تعقيداً من كونه مجرد حلم. وعلى الرغم من كافة المعتقدات، قام الفيزيائي الشهير نيل ديغراس تايسون Neil deGrasse Tyson بتوضيح ممتاز (ومرعب) للأمر في محادثة مسجّلة معه. حيث أشار إلى أنه وعلى الرغم من أن حمضنا النووي يختلف بنسبة 2٪‏ فقط عن الحمض النووي الخاص بالشامبانزي، إلّا أننا نختلف كثيراً عنهم. فماذا لو وُجد كائن آخر مختلف عنا بنسبة 10٪‏ إلى 20٪‏ بنفس طريقة اختلافنا عن الشامبانزي؟ حينها يكون باستطاعة أدمغة تلك الكائنات ذات الطاقة الكبيرة، أن تخلق واقعنا الحالي عبر حلمها فقط.

4. تتم إعادة برمجتك:

تتم إعادة برمجتك

تعتبر فرضية المحاكاة – Simulated reality أن الحياة هي عبارة عن محاكاة للحاسوب. وهذا الأمر يمكن أن يعمل بطريقتين، الأولى أن وعيك قد تمت برمجته والحياة بمثابة انطلاق الشخص الأول. أمّا الثانية، تعتبر محاكتها كمحاكاة تاريخية، يتم خلالها تصميم كل شيء في العالم، من ضمنه وعينا الفردي. أي بمثابة لعبتي ”حضارة سيد ميير – Sid Meier’s Civilization“ أو ”سيمز – The Sims“ إلّا أنها أكثر واقعية بكثير ونحن مجرد شخصيات في اللعبة.

وإذا كانت المحاكاة تقتصر على وعيك، فعندما تموت، تصل هذه المحاكاة إلى نهايتها، وأياً كان الذي يدير الأمر، سيستمر في القيام بما يفعله. أو كاحتمال آخر، ربما تتعرض لمحاكاة ثانية تبدأ مجدداً بعد موتك، حيث يمكن أن تعود إلى عيش حياتك السابقة أو أن تعيش في مكان وزمان مختلفين تماماً عن سابقهما. وكل ذلك يعتمد على إرادة من يدير المحاكاة.

في حال كانت المحاكاة تاريخية، يمكن أن تجري بعض الأمور، أولها أن المعطيات التي تكوّن شخصك يمكن أن تعاد كتابتها مجدداً ضمن القالب الأساسي، مما يمكنك من التجسد مرة أخرى، وتعتبر العملية طريقة لحفظ واستخدام هذه المعطيات والذاكرة بفعالية كبيرة. أو لسبب ما، يمكن أن تبدأ حياتك مجدداً في محطة أخرى من هذه المحاكاة التاريخية.

المثير للاهتمام في فكرة المحاكاة فيما يتعلق بالموت، أن أي شيء يمكن أن يحدث! فالمحاكاة تمتلك مسبقاً الرمز الذي أدّى إلى تكوّنك، لذا يمكنها أن تقوم بما ترغب فيه بك. يمكن أن تعاد برمجتك لتذهب إلى أي مكان ولتفعل أياً كان بعد أن تموت. كل ما عليهم فعله هو إدخال المعطيات الخاصة بك ضمن البيئة التي يريدونها.

أمّا الجانب الثاني، الذي يعتبر أكثر رعباً، هو أن المحاكاة يمكن أن تبدأ وتتوقف في أي وقت، حيث يمكن أن تكون المحاكاة قد بدأت في آخر مرة أغلقت عينيك. كل ذكرياتك كانت قد تمت كتابتها بداخلك، وأنت تظن بأنها حقيقية. كما يمكنها أن تتوقف في المرة القادمة التي ستغلق فيها عينيك، مما يعني أنك لن تموت أبداً. بل سوف تتعلق في الفضاء الإلكتروني طي النسيان، إلى حين يقومون بإعادة تشغيل المحاكاة، هذا إن أرادوا بالأصل أن يعيدوا تشغيلها.

3. الموت هو وهم:

الموت هو وهم

يمتلك البشر حاسة فريدة حين يتعلق الأمر بالوقت والزمن. على عكس باقي الكائنات على الأرض (وربما الكائنات الأخرى خارج الأرض). لدينا إدراك للوقت وكيفية مضيّه، ثانية تلو الأخرى، يوم بعد يوم. فهي عملية خطية تسير للأمام فقط. كيفما كان الأمر، تبقى هذه طريقة فهمنا للوقت.

فالوقت من ابتكار الإنسان، وباقي الكون قد لا يعمل بالطريقة ذاتها. خلافاً لذلك، ربما يكون كل ما حدث سابقاً، أو ما قد يحدث لاحقاً، يوجد فعلياً في مكان ما، لكننا لا نستطيع رؤيته.

فكّر بالواقع على أنه شريط أفلام، والوعي بمثابة الضوء الساقط الذي يجعل الصورة تظهر على الشاشة. إذا كانت إحدى الصور لا تقع أمام الضوء، هذا لا يعني أنها غير موجودة، لكنها تعني أننا غير قادرين على رؤيتها. يعمل الوقت والواقع بالطريقة ذاتها، لمجرد أننا لا نستطيع رؤية الماضي والمستقبل، هذا لا يعني أنه لا وجود لهما. فماذا يعني ذلك فيما يتعلق بالموت؟

هذا يعني أن الموت مجرد وهم لأنك من الأساس لا تموت فعلياً أبداً. تبقى متواجداً دائماً في إحدى هذه الصور، لكنك وباقي البشر غير مدركين للأمر بسبب مفهومنا حول الوقت. واحدة من الأفكار المجنونة التي تدعم فكرة أن الموت مجرد وهم هي فرضية البايوسينتريزم – Biocentrism؛ فرضية مركزية الحياة. تعتبر البايوسينتريزم أن العالم مصمم في عقولنا بشكل أكبر من وجوده الحقيقي. يستخدم دماغنا 20 واط من الطاقة، وعلى الرغم من ذلك، بإمكانه استيعاب عدد كبير من المعلومات ومنه تصميم ما نعتقد أنه الواقع.

أي أن الحياة التي صممتها عقولنا عبر الوعي، هي من خلقت الكون، وليس العكس. فالوقت هو مجرد أداة نستخدمها لمعالجة كافة المعلومات، إلّا أنه غير موجود فعلياً.

بالعودة إلى مثال شريط الأفلام، يمثل الواقع مجموعة من الصور الفردية التي تمتد لميكروثانية، ولأجل فهمها تقوم عقولنا بربطها معاً ورؤيتها بشكل فردي. ولهذا السبب، نحن لا نموت فعلياً أبداً لوجودنا الدائم في إحدى تلك الصور، لكن فقط خارج وعينا، حيث أثناء وقوع عملية الموت، يموت الجسد فقط، ووعينا يستمر بالوجود.

2. أنت ميّت بالفعل:

أنت ميّت بالفعل

بناء على هذه الفرضية، حياتك قد انتهت مسبقاً. أمر حزين بشكل فظيع أليس كذلك؟ هنالك طريقة واحدة لعمل هذه الفرضية وهي عكس المقدمة المسبقة عن كون الموت مجرد وهم، لأنك حي وميت في الوقت ذاته، لكن في صورتين مختلفتين.

تدعم بعض الفرضيات فكرة أنك ميت بالفعل لأنه ولسبب ما تحتاج حياتك لإعادة النظر فيها. وقد يتم فعل هذا لعدة أسباب، على سبيل المثال، ربما تمت إعادة تكوين حياتك بطريقة المحاكاة لأن عدداً من الأشخاص في المستقبل يحاولون حل مشكلة ما وهم بحاجة معلومات تاريخية عن الموضوع. أو أنك جزء من محاكاة أكبر من الماضي، لحل لغز ما أو للملاحظة الترفيهية، حيث يمكن أن تكون الحياة مجرد إعادة تكوين للماضي وقد كنت ميّتاً لمئات أو آلاف السنين.

كمنظور آخر لرؤية الأمر، يمكن أن نعود إلى فكرة البايوسينتريزم وكيفية تفسيرنا للعالم. من الممكن أننا لا نحسب الحياة بشكل كلّي إلى أن يحين وقت مماتنا. حيث يُبدئ الموت العملية التي تجعلنا نختبر الحياة. أي أن الأمر بمثابة كتابة التعليمات على الحاسوب والضغط على زر ”إنتر“، حيث يبدأ الأمر بالمعالجة، والموت يمثل الضغط على هذا الزر. ربما جمعنا معلومات مسبقة عن الحياة، لكننا لا نختبر كل شيء إلى حين حدوث عملية الموت. ربما تبدو العملية كحياة بالنسبة لنا، لكنّها فعلياً تتطلب لحدوثها مدة ميلي ثانية فقط.

1. كل شيء ممكن!

كل شيء ممكن

هناك أمر واحد حين يتعلق الأمر بالموت، هو أننا لسنا متأكدين فعلاً مما يحدث، ما يعني أن كل شيء ممكن. في نظرية الأكوان المتعددة – The Multi-universes Theory، هناك فكرة تعتبر أنه يوجد كمية غير نهائية من الحقائق والوقائع، مما يوضح أن أي شيء يمكن أن يحدث.

ولذلك، قد يكون هناك كون نتجسد فيه مرة أخرى، وثانٍ نذهب فيه إلى الفردوس، وآخر ننهض فيه باعتبارنا زومبي، وهكذا.. لا نعلم حقاً في أي كون نتواجد حتى نعبر كل قسم من تلك الأقسام المتعددة. على الرغم من كونها إجابة غير مرضية، إلّا أنّها الأكثر ترجيحاً.

الأمر الغريب، هو أنه ليس من الضروري وجود عملية موت واحدة ومحددة لما بعد الحياة مطبقة على الجميع، حيث يمكن أن يكون الأمر مختلفاً كلياً لكل فرد. ولتبسيط الأمور، فلنقل أن فرداً ما يؤمن بوجود الفردوس، عندما يموت الجسد، يدخل الوعي إلى ما يؤمن به على أنه الفردوس، أو ما يعتقد العقل أنه كذلك، إمّا عبر كونها لحظتهم الأخيرة من الوعي أو أنّ روحهم تذهب حرفياً عبر تلك البوابات اللؤلؤية. ونظراً لكمية الاحتمالات غير النهائية في نظرية تعدد الأكوان، فكل شيء يمكن أن يحدث. غالباً لن نتمكن من معرفة حقيقة الأمر حتى تصبح عودتنا غير ممكنة.

تختلف فرضيات الموت وكل ما يتعلق بالنهاية لندرك الكوميديا الإلهية السوداء التي يخلقها البعض في هذه الحياة للوصول إلى ما لا يعرفونه حقاً عمّا بعد الحياة، وتبقى الحقيقة الوحيدة مقتصرةً على مقولة أخيل طروادة بطل الميثولوجيا الإغريقية: ”دعيني أخبرك سرّاً، شيء لا يقولونه لكِ في المعابد. الآلهة الخالدة تحسدنا، تحسدنا لأننا فانون، ولأن كل دقيقة قد تكون دقيقتنا الأخيرة في هذا العالم. كل شيء أجمل بالنسبة لنا، لأنه محكوم علينا بالموت، والموت يعطي الحياة قيمتها. لن نكون أجمل مما نحن عليه الآن، ولن نكون هنا مرّة أخرى..“

مقالات إعلانية