هناك الكثير من المعلومات المغلوطة التي يتداولها الناس حول السائل المنوي، مثل الكمية الطبيعية التي يقذفها الرجل منه، أو نوعية وكفاءة النطاف فيه. تبعاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن معظم الرجال يقذفون في القذفة الواحدة سائلاً منوياً يحتوي بين 39 – 929 مليون نطفة (حيوان منوي)، ولكن دعنا نتساءل ما مقدار معرفتك بخصائص السائل المنوي والنطاف؟
نحن هنا سنقوم بفضح وتعرية بعض الأكاذيب والخرافات المتعلقة بالنطاف لكي نتيح لك معرفة الحقيقة من الكذب في موضوع يشغل أغلب الناس في منطقتنا:
الخرافة الأولى: لا يمكن للمرأة أن تحمل من المذي (السائل الذي يسبق خروج المني)
تبعاً لموقع Healthline، يمكن للسائل الذي يسبق السائل المنوي والمعروف باسم المذي أن يحتوي على عدد كافٍ من النطاف التي تستطيع تلقيح البويضة عند المرأة وبالتالي حصول الحمل غير المتوقع، فعلى عكس المتداول من الأقاويل التي تدّعي أن هذا السائل هو سائل مزلق تنتجه البروستات فقط لتسهيل عملية الإيلاج –هذه طبيعة السائل الحقيقية– ولا يمكن أن يسبب حملاً، فمن الواضح أنه قد يحتوي على نطاف حتى لو كان احتمال الحمل به فقط ضعيفاً لكنّه لا يزال موجوداً.
الخرافة الثانية: يحتوي السائل المنوي على نسبة لا بأس منها من المواد المغذية في حال تم ابتلاعه
نأسف لقولنا هذا ولكن يبدو بأن السائل المنوي ليس بديلاً عن جرعة الفيتامين اليومية التي تأخذها من خلال تناولك للأطعمة اليومية المعروفة، فعلى الرغم من أن اتباعك لنظام غذائي صحي قد يحسن من جودة وطعمة سائلك المنوي، فإن ابتلاعه لن يحقق أي فائدة غذائية مرجوة حتى لو اهتممت بنظامك كل الاهتمام.
الخرافة الثالثة: يمكن للنطاف أن تعيش لأيام على أشياء مثل أوراق المرحاض أو المناشف أوالملابس الداخلية
لا يمكن للحيوانات المنوية العيش على الملابس أو الجلد والأسطح الأخرى لمدة تتجاوز بضع دقائق، فعندما يجف السائل المنوي أو يتعرض لحرارة الجو الخارجية تتضاءل قدرة الحيوانات المنوية على تلقيح البويضة الأنثوية تدريجياً وبشكل كبير.
على كل حال يمكن للنطاف أن تعيش داخل الرحم لـ5 أيام تقريباً، لذلك يمكن نظرياً أن يحدث حمل في حال معاشرة غير آمنة خلال فترة الطمث.
الخرافة الرابعة: تحافظ النطاف على نفس الجودة طوال مدة حياة الإنسان
صحيح أن الذكور يحافظون على قدرتهم على إنجاب الأطفال طالما أنهم لا يزال بإمكانهم إنتاج النطاف، ولكن هذا لا يعني أن جودة النطاف لا تتبدل مع مرور السنين، بل على العكس تماماً، جودة وكفاءة النطاف تميل للتدني مع تقدم الرجل في العمر، هناك أيضاً بعض الأدلة التي تُظهر ارتفاع خطر الإجهاض مع ارتفاع عمر الأب أيضاً وليس الأم فقط.
الخرافة الخامسة: لا يؤثر الطعام الذي تأكله على سائلك المنوي
اتباعك لنظام صحي في تناول الطعام قد يحسن من صحتك بشكل عام ولكنه أيضاً قد يساعد في الحفاظ على نطافك بأفضل شكل وأجود كفاءة، فقد أشار موقع عيادة (مايو) The Mayo Clinic الطبي إلى أن الالتزام بنظام غذائي صحي يمكن أن يكون واحداً من أكثر العوامل المساهمة في المحافظة على قابلية النطاف على الحياة فترة أطول وأداء مهامها بشكل أفضل.
الخرافة السادسة: أهم جزء في عملية التلقيح أو الإخصاب هو عدد الحيوانات المنوية التي ينتجها الشخص البالغ
وفقاً لعيادة (مايو) فإن عدد الحيوانات المنوية ليس العامل المهم الوحيد في عملية الإخصاب، فالمسألة تتعلق بحركية النطاف وهيكليتها أيضاً، وهذا يعني أن إمكانية تلقيح البويضة الأنثوية ترتفع بارتفاع عدد الحيوانات المنوية ذات الجودة العالية وليس فقط بارتفاع العدد المجرد لوحده، فقد يكون نصف العدد عبارة عن حيوانات منوية ميتة أو مشوهة لا تفيد بأي شيء.
الخرافة السابعة: ارتداء السراويل والملابس الداخلية الضيقة لن يؤثر على السائل المنوي
تملك الملابس الضيقة تأثيراً حقيقياً على النطاف وبالتالي الخصوبة، فلكي تبقى النطاف حية وقادرة على التلقيح يتطلب هذا وجود الخصيتين ضمن بيئة ذات درجة حرارة مناسبة لإنتاج وتكاثر النطاف، فالسراويل والملابس الداخلية الضيقة ترفع الخصى وتقربها من الجسم بشكل يرفع حرارتها مما يقلل من جودة وعدد الحيوانات المنوية الموجودة داخلها.
الخرافة الثامنة: كل الحيوانات المنوية تتصرف بنفس الطريقة
نطاف الأشخاص هي نموذج مميز بحد ذاتها، فبالإضافة لكونها تحمل تعليمات وراثية مميزة ومختلفة بين الأفراد فهي أيضاً قد تتصرف بطريقة مختلفة من فرد إلى آخر.
يمكن أن يضمن لك الحفاظ على لياقتك وخلوك من الأمراض نسلاً عال الكفاءة من النطاف، مما يزيد من فرص نجاح حصول الحمل وولادة أطفال أصحاء كاملي البنية.
ما الخرافة التي كنت تصدقها وبت الآن تعلم حقيقتها؟ شاركنا في التعليقات.