in

ما الذي تخطط ناسا لفعله في حال ماتَ رائد فضاء خارج الأرض؟

رائد فضاء

حالياً، يعتبر التخلص من الجثث مسألة غير ذات أهمية بالنسبة للمسافرين في الفضاء. بسبب أن رحلات الفضاء حالياً تعد قصيرة جداً، وآمنة نسبياً لدرجة أن الموت في هكذا رحلات يعد أمراً مستبعداً. لكن بما أن البشر قد يسافرون في مهمات فضائية طويلة جداً، ربما لزيارة المريخ أو مواقع تقع في الفضاء البعيد، فإن الموت في الفضاء سيكون متوقع الحدوث جداً. وناسا تمتلك طريقة رائعة—إن لم تكن مزعجة بعض الشيء—للتخلص من الجثث الميتة.

لحد الآن، لا يوجد بروتوكول محدد للتعامل مع الموت على محطة فضائية. ما بين التخلص من الجثة أو إشعار الأحباء بالأمر! لكن لا زال رواد الفضاء يقومون بمحاكاة لموت أحدهم في الفضاء، كجزء من تدريباتهم. على كلٍ، في حالة حدوث هكذا أشياء. فإن (كريس هادفيلد) يشرح هكذا حالات في كتابه، (دليل رائد الفضاء إلى الأرض):

”لقد تلقينا تواً نداءاً من المحطة: مات كريس.“ حسناً، ما الذي سنفعله بجثته؟ لا يوجد حقائب لوضع الجثث فيها على المحطة. هل نضعه في بدلة فضاء ونضعه في خزانة؟ لكن ماذا عن الرائحة؟ أيجب علينا إعادته للأرض بسفينة إمدادات، أم نحرقه مع باقي القمامة؟ أم ربما يجب علينا التخلص منه في الفضاء؟

لكن إن أصبحت الرحلات للمريخ أو القمر أو حتى مابين النجوم حقيقةً وواقعاً، عندها يجب علينا وضع بروتوكول للتعامل مع الأجساد الميتة على سفن الفضاء. إن الحل الأكثر أناقة قد يكون ببساطةٍ، إرسال الجثة إلى الفضاء من خلال الباب وتركها لتطوف بعيداً. لكن ميثاق الأمم المتحدة يمنع ذلك، حيث يعتبر هذه الطريقة (رمي الجثة في الفضاء) تقنياً ليست إلا ”تخلصاً من النفايات“. كما أن الجثة المتجمدة قد تصطدم بسفن فضائية أخرى، أو يمكن أن تؤثر البكتيريا والجراثيم (الأرضية) على كائنات حية أخرى من الفضاء. بالمقابل لا يمكن إبقاء الجثة لمدة طويلة من الزمن داخل السفينة أو المحطة الفضائية لأن ذلك قد يؤثر على الصحة العقلية والجسدية لرواد الفضاء.

لذلك فنحن نحتاج لطريقة بديلة، وهنا يأتي دور مشروع ”Body Back“ التابع لوكالة ناسا، وهو واحد من عدة مشاريع تمولها ناسا لإيجاد حلول لهذه المشكلة. وبما أن الجثة يجب أن يتم عزلها خلال أقل من 24 ساعة لتفادي تلوث البيئة المحيطة، فإنها ستوضع مباشرة في حقيبة جثث خاصة، التي من المفترض أن تكون بحجم مشابه للتابوت. أما مراسيم الجنازة فستتم بسرعة كبيرة جداً في مكان خاص في المركبة حيث يمكن لرواد الفضاء الإتصال بالأرض. يقول العضو في المشروع Wiigh Masak في ورشة إستكشاف المريخ:

”ستكون مراسيم الجنازة في الفضاء شيئاً لا مثيل له، حيث قد تجمع رجال الحكومة والإعلام والناس بشكل عام“.

”خطابات أفراد العائلة والكابتن قد تتبع بالوداع الأخير من قبل أعضاء الطاقم. ويمكنهم أيضاً الكتابة على الحقيبة (التابوت). كل هذه البيانات يمكن إرسالها من الأرض إلى المركبة. كما يمكن توصيل أي رسالة وداع أخيرة إلى المتوفى من قبل عائلته أو الأصدقاء“.

بعد الإنتهاء من المراسيم، يتم وضع الحقيبة (التابوت) في غرفة إخراج متعادلة الضغط، لكن بدلا من تحريرها للفضاء، فإن الطاقم سيقوم بوضعها خارج المركبة لتطوف في الفضاء حتى تقوم درجات الحرارة المنخفضة جداً بتجميدها حد التصلب.

وبعدها، في نهاية سوداوية بعض الشيء، ستقوم أذرع روبوتية بهز الجسم حتى يتفتت لمسحوق، وسيتبخر الماء من خلال فتحة صغيرة في الحقيبة إلى الفضاء، لذلك فإن جزءاً من الجسم سيبقى في الفضاء نوعا ما. يعقب Wiigh Masak:

”بهذه الطريقة إن مات رواد الفضاء—الذين غالباً يتمنون البقاء في الفضاء—سيحققون أمنياتهم، كما أن السفينة لن تحمل أي وزن إضافي.“

وبعدها أخيراً، فإن الحقيبة التي تحمل بقايا الجثة (المسحوقة) ستقوم بطي نفسها بشكل مربع أنيق، والبقايا ستعود للعائلة.

إن الطريقة المذكورة مزعجة ومحزنة بعض الشيء، وأنا متأكد أننا كلنا سنختار ببساطة أن نطوف في الفضاء. لكنه بديل صغير المساحة وقليل التكلفة لذلك فإن هذه الطريقة ستكون الأفضل للتخلص من الجثث ما إن نبدأ بالعيش والموت في الفضاء.

مقالات إعلانية