in

في بلادي العربية فقط، المرأة قطعة حلوى…

فتاة تنزع الحجاب

في بلادي العربية، يسيطر شيء مخيف اسمه العادات والتقاليد، من هذه العادات أن يخبروا المرأة كم هي كائن ضعيف جداً وأنها عُرضة للاغتصاب إذا ارتدت شيئاً قد يثير غرائز الرجل، فيقولون لها ”أنت كالحلوى يا حبيبتي إذا لم تكن مغلفة سيحوم حولها الذباب..“

أرى فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن الثمانية يرتدين الحجاب، أو أهلهنّ لا يسمحون لهن بارتداء ثياب تُعتبر طبيعية لأعمارهن، قد يقول البعض ”أنهن راضيات“ وهكذا يقنعونك ويقولون ”اسم الله عليها شو شطورة هالبنوت“، فكنت أراهن وأحسّ بحرقة في قلبي على هؤلاء الفتيات اللاتي حُرمن من طفولتهن البريئة.. حتى التقيت بفتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها ثمانية أعوام، سألتني فجأة ”بيسمحولك أهلك تلبسي شو ما بدك؟“ فقلت لها ”إيه أكيد“، فنظرت إليّ بحزن وقالت لي ”بس أنا أهلي ما بيخلوني“.

بدأت تخبرني أنّ رفيقتها ترتدي الشورت وتذهب إلى المسبح بينما أهلها لا يدعونها تفعل ذلك.. سألتني لمَ لا يدَعوني أرتدي ما أحب؟ لم لا أستطيع أن أكون مثل رفيقتي؟ ألا يحبوني؟ عمري فقط ثمان سنين، لست كبيرة..

وفي هذه اللحظة لم أعرف ماذا أقول، ماذا أقول لطفلة عمرها ثمانية أعوام؟ ماذا أقول لطفلة لا تفهم شيئاً في هذه الحياة؟ أهكذا نعلّمها من هو الله؟ بأن نمنعها من الثياب الجميلة البريئة بحجة أنها فتاة؟ أن نعلّمها أنّ جسدها عورة؟ أنها إذا لبست شيئاً جميلاً قد تتعرّض للاغتصاب لأنها أثارت غريزة حيوان؟

أولادكم ليسوا لكم، دعوهم يعيشون، دعوهم يكونون أطفالاً، لا يجب على الطفلة أن تسأل نفسها لمَ لا تستطيع ارتداء الملابس التي يرتديها غيرها.. دعوا الأطفال يتصرفون كالأطفال ولا تزرعوا عقدكم وأفكاركم فيهم! علّموهم أن يحبوا أجسادهم، أنّ أجسادهم ملكهم وحدهم.

مقالات إعلانية